كارلوس عازار في “لغز الأقوياء”: سيراني الجمهور مقاتلاً
06/10/21 08:01 pm
التصريحات التي أطلقها أول من أمس مقربون من الرئاسة الفرنسية مدعية أن موقف الرياض من حكومة ميقاتي اللبنانية «متشنج»! تؤكد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا زال يعيش في الخمسينات الميلادية عندما كانت فرنسا تحكم نصف أفريقيا، وتتحكم في قراراتها السياسية وتنهب مواردها الاقتصادية، فلا السعودية دولة أفريقية تسيطر عليها باريس، ولا لبنان الحالي دولة عربية بمقاييس المصلحة العربية.
الزيارة الشهيرة للرئيس ماكرون إلى لبنان إثر تفجير مرفأ بيروت وقام خلالها بجولات استعراضية وفنية وإطلاق تصريحات لم يقو على تحقيقها، فشلت بسبب عجزه عن جلب إصلاحات اقتصادية وسياسية عميقة في لبنان، ولأن باريس عاصمة البخل في أوروبا فقد تخيل أنه بالإمكان تمويل حملته الاستعراضية في بيروت من جيوب غيره.
ظن ماكرون أنه قادر على إقناع السعودية بتمويل المصالح الفرنسية في لبنان، هل يمكن تخيل ذلك؟! يريد ماكرون أن تمول المملكة العربية السعودية مصالحه وحلفاءه وخياراته، ليذهب الشهر القادم في زيارة تاريخية إلى بيروت ملتقيا نصر الله وعون، ومكللا بالغار من فوق المرفأ الذي أحرقه حزب الله، وملقيا خطابا بالفرنسية الدارجة في لبنان: أنه مع مصالح حزب الله ومتطرفي مسيحيي لبنان.
يريد ماكرون أن يقفز على الخطوط السعودية في المنطقة، وفي الوقت نفسه يقدم حاكم الإليزيه نفسه كمحام ومدافع مُجد عن حزب الله الإرهابي! يا لهذا العالم المبتلى بأمثال ماكرون، الذي يريدنا أن ننخرط في مشاريعه، وإذا رفضنا غضب واتهمنا بالتشنج.
نسي ماكرون أن فرنسا هي من احتضنت عددا من قادة الإرهاب وأطلقتهم عفاريت يتحكمون في ألف ألف شيطان يحملون الإرهاب والقتل والدمار في هذا العالم، ولذلك عليه هو وحكومته دفع فواتيرهم من جيوبهم.
السياسة الفرنسية في أغلبها مملة، وغير واضحة المعالم، حتى الحلفاء التقليديون في الغرب الأنجلوسكسوني ملوا من الفرنسيين، وأعلنوا إنشاء تحالف استبعدوا باريس منه بسبب سياسة باريس المتلونة والمتعثرة.