سينتيا كرم: واجهت التنمّر بحبّ
01/03/22 09:37 am
كتبت مايا الخوري في “نداء الوطن”:
مغنية وممثلة مسرح وتلفزيون، تميّزت سينتيا كرم بتشعّب أدوارها وتنوّع نشاطاتها الفنية. ورغم ارتباط اسمها في السنوات الأخيرة بمسرح جورج خبّاز إلا أنها تألقت أخيراً بأدوار درامية مركّبة من بينها “فيرا” في مسلسل “الزيارة” و”نورا” في مسلسل “بكّير” الذي يُعرض حالياً عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال. عن شخصية “نور” ومختلف نشاطاتها تحدثت سينتيا كرم إلى “نداء الوطن”.
تؤدّين دور “نورا”، في مسلسل “بكّير”، كيف بنيت هذه الشخصية الريفية البسيطة؟
تخيّلت هذه الشخصية عندما قرأتها على الورق، لحظتها شعرت بأنها شمس المسلسل، الذي يحوي أحزاناً كثيرة وأحداثاً موجعة. لذلك فكّرت بتقوية نورها قليلاً لخلق توازن ما بين الوجع والضحكة الخفيفة التي تقدّمها. عاشت “نورا” وحيدة في السهل الذي تسترزق منه، لذا تبدو لهجتها مزيجاً بقاعياً. تُضحكنا بمواقفها البسيطة والبريئة والساذجة أحياناً، لكنها صادقة ووفية ومحبّة وردود فعلها اللفظية طفولية. لقد نفّذت الشخصية التي تخيّلتها أمام الكاميرا بدعم من الأستاذ سمير حبشي الذي أعطاني الحرية المطلقة في الأداء، خصوصاً أنه اكتشف مدى تشرّبي لها.
رغم نجاحك في أدائها تعرّضت لتنمّر قاسٍ بسبب إطلالتك الطبيعية من دون إخفاء التجاعيد وما شابه، فواجهت بشجاعة، برأيك لمَ أصبح المجتمع عديم الرحمة إلى هذا الحد؟
لم أواجه بشجاعة بل بحبّ، ولم أحارب بل تقبّلت الموضوع من دون المسّ بشخصي. لا أرى المجتمع عديم الرحمة، بل على العكس مفعم بالحبّ والعطاء. تلقيت كمّاً هائلاً من الحبّ والتقدير والحنان والدعم مقابل الإنتقادات الجارحة المحدودة جداً. لطالما كان هناك تنمّر وانتقاد في المجتمع، إنما ما يهمّني فعلاً هو أن أنام مرتاحة الضمير بعد مراجعتي لأحداث النهار، وإطمئناني إلى أنني أعطيت أقصى ما أستطيع.
نلاحظ إرتفاع نسبة التنمّر في المدارس والجامعات، وعبر مواقع التواصل، ماذا تقولين للضحايا؟
إن التعرّض للتنمّر أمر بشع جداً لدى كل الفئات العمرية، وطالما أننا مختلفون بطبعنا، فمن الصعب إذاً أن يتمكّن الجميع من المواجهة، لذا من المهمّ أن نتفهّم الآخر الذي قد ينطوي على ذاته. أدعو ضحايا التنمّر إلى عدم تصديق كل ما يقال لهم، فإذا قيل اننا بشعون مثلاً، فهذا لا يعني أننا كذلك. كما أدعو إلى اعتبار المتنمّر شخصاً يمرّ بمرحلة صعبة لذا “يفشّ خلقه” فينا. لقد تمكنت بعد مرور سنوات طويلة من فهم أسباب التنمّر الذي تعرّضت له في طفولتي وصباي. ففهمت أن المتنمّر يشعر بالقوة والسيطرة حين يتعرّض للآخرين فيما يخفي أحياناً وجعاً كبيراً، لذا أدعو إلى التعامل مع التنمّر بحبٍ شرط أن نحبّ ذاتنا والتصالح معها لنرتاح.
يوجّه هذا المسلسل رسائل إنسانية كثيرة، برأيك كم من أمٍّ تعاني من حرمانها أولادها مثل “مجدلا” وزوج قاسٍ كـ”سمير” في المجتمع؟
يشبه هذا المسلسل المشحون بالوجع مجتمعنا وبيوتنا، هو مسلسل حقيقي وواقعي بكل ما للكلمة من معنى. لقد وضعت الكاتبة كلوديا مرشليان أوجاع الناس ومشاكلنا اليومية فيه بأسلوب سلس.
لقد طرح مشكلات إجتماعية إقتصادية ومشكلات علائقية إنسانية، برأيك أيهما أشدّ وطأة على الإنسان؟
أي مشكلة إجتماعية هي كبيرة بغض النظر عن ماهيتها، إقتصادية أو إنسانية، إنما برأيي أصعب ما يمكن مواجهته هو حرمان أمّ من أولادها. إنه أقسى شعور في الحياة، وأقول ذلك عن خبرة.
على صعيد دراما المنصّات، قدّمت “فيرا” المسكونة بروحٍ شريرة في مسلسل “الزيارة” وهو دور جريء جداً، أخبرينا عن هذه التجربة الفريدة؟
أعتبر هذا المسلسل من أجمل التجارب التي خضتها، لأنه تميّز بفريق عملٍ إعتاد على هذا المستوى من الإنتاجات الضخمة. أخشى عادة المواضيع اللامألوفة واللاطبيعية إنما كانت هذه التجربة جميلة، لجهة الحرفية العالية والتكنولوجيا المبهرة التي اعتمدت في التصوير. إضافة إلى الإعتناء بجزيئات المسلسل البسيطة، حيث اطلعنا على المؤثرات الخاصة وشاهدنا كيفية تنفيذ المشاهد قبل تصويرها لنتمكن من الأداء وفق نظرة المخرج الذي فسّر لنا تفاصيل اللقطات وما المطلوب منّا تحديداً. فضلاً عن قراءتنا القصة للتعرّف إلى كل شخصية على حدة، ما ساعدنا على تكوين شخصياتنا وذلك بفضل النص المدروس.