عيّنة مما يُقال في البيئة الشيعيّة خلف الكاميرات
05/04/25 06:35 am
ماريان زوين – نداء الوطن
جلستُ على شاطئ صور في صيف 2022. صوت الموج كان يعلو تارةً ويخفت طوراً، كأنه يراقب ويحتضن في ذاكرته المالحة، الصوت الذي يعلو ليعبّر عن حرقةٍ أخفتها الترهيب والتخوين. إلى جانبي مجموعة من الشبّان من صور، رحّبوا بي بحفاوة وكرم جنوبي معهود، وكأنهم يعرفونني منذ زمن، وسرعان ما تحول الحديث العابر إلى نقاش عميق، حيث لم يتردّدوا في الإفصاح عن تعبهم في الطّائفة الشيعيّة وتشظّي إيمانهم بما سمّي يوماً مقاومة.
قال أحدهم: “وعدونا إنو المقاومة بتحمينا وبتمنع الفساد. بس نحنا خسرنا مصرياتنا متل الكل، والفاسدين حِميِتُن المقاومة، وما حدا حمانا”. أضاف آخر: “دخلك وين المقاومة إذا عطينا إسرائيل كاريش؟”. هذا اللقاء كان بعد الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، حين اعتبر كثيرون أن “حزب الله” قدّم ما كانت تطلبه تل أبيب. وسألني أحدهم يومها: “إذا اعترفنا بدولة إسرائيل بالترسيم، وأعطيناها اللي بدها ياه بالبحر، شو ضل من المقاومة اللّي بدّها تكبّها بالبحر؟ لشو بقي هالسلاح؟”.