وليد جنبلاط… آخر الفرسان
03/05/25 06:15 am
زياد عيتاني – اساس ميديا
دائماً يفاجئنا وليد جنبلاط. يذهب بعيداً، يسبق الجميع، يلوّح لنا من مكان بعيد، من حيث لم نفكّر ولم نخطّط ولم نحلم أن نصل إلى ما وصل إليه في المبادرة والتفكير. هو الفارس العربيّ الأصيل كما سمّاه الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، والرجل اللمّاح كما كان يصفه صديقه رفيق الحريري الرئيس الشهيد.
من عادة السياسيين في لبنان أن يسيروا خلف نبض الشارع، وتحديداً شوارعهم. يتحاشون أيّ طرح أو خطاب أو موقف يتعارض مع موقف قواعدهم الشعبية ولسان حالهم يقول: “هذا ما يريده الناس”، أو “من الخطأ أن نغضب الناس”. وحده وليد جنبلاط لا يعير كلّ ذلك اهتماماً، ليس بسبب قلّة احترامه لشارعه وهو الغارق في القلق والخوف على شارعه وناسه، ولا قلّة ثقة بطريقة تفكير هذا الشارع، بقدر ما هو إدراك للّحظة والمخاطر والاستراتيجيات.