
كتب نزار قباني في كتابه “الكتابة عمل انقلابيّ” ردّاً على مَن يكره العرب والعروبة: “إنّ اللغة العربيّة تضايقهم لأنّهم لا يستطيعون قراءتها.. والعبارة العربيّة تزعجهم لأنّهم لا يستطيعون تركيبها.. وهم مقتنعون أنّ كلّ العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط، وأنَّ كلّ ما كتبه العرب من شعر منذ الشنفرى حتى اليوم.. هو شعر رديء ومنحطّ.. تسأل الواحد منهم عن المتنبّي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنّك تحدّثه عن الزائدة الدوديّة، وحين تسأله عن “الأغاني” و”العقد الفريد” و”البيان والتبيين” و”نهج البلاغة” و”طوق الحمامة” يردّ عليك بأنّه لا يشتري أسطوانات عربيّة ولا يحضر أفلاماً عربيّة.. إنّهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب.. ويريدون أن يخوضوا البحر وهم يتزحلقون بقطرة ماء.. ويبشّرون بثورة ثقافيّة تحرق الأخضر واليابس.. وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهى الذي يجلسون فيه.. وعناوين الكتب المترجمة التي سمعوا عنها..”.
.. تتحدّث المملكة العربية السعودية منذ ما يقارب خمس سنوات بلغةٍ عربيةٍ فصيحةٍ لا تجيدها منظومة الحلف الحاكم في لبنان، التي يبدو أنّها تعمد بفعل جهلها لهذه اللغة إلى الاستعانة بخدمة الترجمة في “موقع غوغل”، فتضع تصريحات المملكة ونصائحها ونداءاتها في الخانة المخصّصة للترجمة ضمن هذه الخدمة، فتحصل على جمل مفكّكة غير واضحة، ممّا يُسقط عنها دقّة المعنى المقصود، وبالتالي يغيب عن هذه المنظومة الفهم والتفهّم لِما تقوله المملكة بوضوح.