كتب الياس الشدياق في موقع mtv:
رغم ابتعادهما عن المنافسة المباشرة (لاعب في انكلترا والاخر في فرنسا) ورغم دخول أكثر من لاعب على خط المنافسة على لقب افضل لاعب في العالم، لا تزال المقارنة بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو قائمة لدى عشاق كرة القدم، وهي اشتعلت بعد مباريات نهاية الاسبوع الفائت في الدوريات الاوروبية.
رونالدو العائد الى مانشستر يونايتد بعد غياب 12 عاماً بعد رحلة “اسطورية” الى ريال مدريد الاسباني واخرى لا تخلو من الانجازات مع يوفنتوس الايطالي، دخل سريعاً اجواء فريق “الشياطين الحمر” مسجلاً اربعة اهداف في ثلاث مباريات من بينها مباراة في دوري ابطال اوروبا.
في وقت فشل ميسي في زيارة الشباك مع فريق باريس سان جيرمان بعد المباراة الثالثة له، ولكن ما حصل مع اللاعب في المباراة الاخيرة لفريقه امام اولمبيك ليون وخروجه في الدقيقة 76 والجدل الذي اثير بعد قرار المدرب ماوريسيو بوكيتينو، دفع الكثيرين من عشاق الكرة للمقارنة بين ما يقدم رونالدو وما يعجز عن القيام به ميسي.
المقارنة بين اللاعبين هنا ظالمة، فلكل لاعب ظروف يعيشها وبالتالي لا يمكن وضع الثنائي على خط واحد ومقارنة ما يقدمه. فكريستيانو عاد فعلياً الى “منزله” وهو لطالما كرر فكرة عودته الى مانشستر، النادي الذي اكتشف موهبته وانطلق منه الى النجومية، ما سهّل الأمور عليه مع احتضان جماهيري كبير.
رونالدو ايضاً خاض اكثر من تجربة مع اكثر من فريق من سبورتينغ لشبونة الى مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس والان يعود الى “يونايتد”، ما يعني أن اللاعب اعتاد على اللعب في أكثر من دوري وفي ظروف مختلفة.
على الطرف الآخر، غادر ميسي الفريق الذي نشأ وترعرع وصنع مجده فيه في ظروف غامضة الى حدٍّ ما، خصوصاً بعد تصريح رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم أن مغادرة النجم الأرجنتيني لم تكن بسبب الأموال كما اعلن نادي برشلونة سابقاً، وهو توجه الى الدوري الفرنسي، مع زملاء جدد ومنافسة مختلفة تحت اضواء الصحافة العالمية مجتمعة، اضافة الى جمهور كرة القدم.
البعض هنا سيعلّق قائلاً بان ميسي هو افضل لاعب في العالم وعليه التأقلم سريعاً عكس ما يحصل الآن، ولكن الواقع يشير الى عكس ذلك، بحيث حتى ولو أن النجم الارجنتيني مبدع إلّا أن عوامل كثيرة تؤثر عليه وعلى انطلاقته، منها العامل النفسي الى أجواء الفريق، وتعامل المدرب بوكيتينو معه وقدرة الأخير على إدارة غرفة ملابس مليئة بالنجوم من نيمار الى كيليان مبابي وغيرهما.
ورغم الاحتضان الكبير الذي حصل عليه منذ لحظة وصوله، ميسي بحاجة الى الوقت الذي لا يملكه اصلاً، لأن طبيعة جماهير كرة القدم متطلّبة، وهنا على الجميع دعم اللاعب من أجل الإنطلاق كما يجب، فانطلاقته ستكون من دون شك كصاروخ متوجه الى الفضاء.