شعار ناشطون

“نار جهنم” تلتهم شباب لبنان والهروب من الواقع الأليم عبر الانتحار ووضع حد للمأساة

20/09/21 09:15 am

<span dir="ltr">20/09/21 09:15 am</span>

ناشطون – قسم التحرير

ارتفاع نسبة الانتحار في صفوف الشباب ان دلت على شيء انما تدل على اننا بتنا نعيش في مجتمع مريض يحتاج وبأسرع وقت للعلاج والا؟؟؟؟
شباب لبنان اما هم على أبواب السفارات يطمحون للهجرة التي من شأنها انقاذهم من العوز والتشتت والضياع في بلد سدت فيه كل الأبواب وانعدمت السبل للعيش الكريم، واما هم يعكفون لانهاء معاناتهم نحو ” الانتحار” ووضع حد للمأساة التي يتخبطون بها، وبالفعل يوميا نحن نشهد على مثل هذه الأحداث الأليمة سيما شمالا، فبالأمس قرر أحمد ضناوي ابن 22 عاما وضع حد لحياته بطريقة مأساوية هزت مدينة طرابلس خاصة منطقة أبي سمراء شارع الحلوة حيث يقطن أحمد في أحد المباني، ومن الطابق الثامن رمى بنفسه أمام مرأى ومسمع الجيران الذين راحوا يصرخون لمنعه من القفز لكن عبثا حاولوا، فهوى أحمد ليصل الى الأرض التي احتضنته مضرجا بالدماء حيث فارق الحياة على الفور ، صرخات الجيران علت من كل الأبنية نظرا لهول الفاجعة الى أن حضرت سيارة الجمعية الطبية الى المكان ونقلت أحمد الى مستشفى الشفاء .
فما الذي عاشه أحمد في الفترات الأخيرة ليصل الى هذه النتيحة المؤلمة بوضع حد لحياته الصعبة؟؟؟!! بالطبع هناك ضغط كبير يعيشه الشباب في هذا الوطن المعذب، ضغوطات نفسية لم ولن يلتفت اليها من هم في السلطة والذين لهم اليد الطولى في وصول الشباب اليها، وهم ان وقفوا عندها فانما يأتي ذلك بطريقة عبثية تستحوذ على استهزاء المواطنين، لأن الدموع التي يذرفونها كتعبير عن الحزن الذي يعتصر قلبهم جراء معاناة الشعب المسكين، ليست الا دموع مصطنعة وهي تندرج ضمن خانة المواقف التي يطلقونها بهدف التأثير على الرأي العام خاصة ونحن على أبواب انتخابات نيابية، لكن الذي لا يعرفونه أن دموعهم لن تغير شيئا كون المعاناة كبيرة وهم ان كانوا يعلمون بها فتلك مصيبة وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر، وكان من الأجدى لو لم يوصلوا البلد وأهله إليها بدلا من أن يقفوا اليوم أمام عدسات الكاميرات لابراء أنفسهم ونفض أيديهم من “نار جهنم” التي يحترق بها المواطن اللبناني.
اليوم يشيع أحمد الى مثواه الأخير، ومع دفن جثته ستدفن كل الأحزان والآلام التي عانى منها مؤخرا، لكن الجرح سيبقى مفتوحا في قلب والدته وعائلته وجيرانه، لأن طريقة وفاته ستبقى محفورة في نفوسهم، ويبقى الخوف من مآسي شبيهة لأن قرار أحمد بانهاء حياته لن يكون الأول بعدما سبقه الكثيرون وبالطبع لن يكون الأخير في وطن يعيش الغالبية العظمى من شبابه دوامة الخوف والضياع وعدم الاستقرار، فمن سيبقى في هذا البلد ليخبر عنه مستقبلا؟!!!!

تابعنا عبر