شعار ناشطون

كلمة السّر “أميركية”… والتأليف فوراً!

02/09/21 06:10 pm

<span dir="ltr">02/09/21 06:10 pm</span>

فجأة تحرّك الملف الحكومي وانطلقت رحلة تشكيل الحكومة في سلاسة، وبعكس ضجيج المرحلة السابقة.

كتب شادي هيلانة في وكالة أخبار اليوم:

تصلب المواقف وعدم تنازل الأطراف المعنية، دفعا مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الدخول بقوة على خط الوساطة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، بانتظار حدوث تغييرات إيجابية، في محاولة لتضييق الهوة بينهما وتقريب وجهات النظر واقتراح أسماء حيادية يجري الاختيار من بينها.

وفي سياقٍ متصل، برزت إشارة إقليمية مؤاتية ظاهرة على الأقل، تُنبئ بقرب تشكيل الحكومة، تسببت بها الدول المؤثرة تقليدياً في الداخل اللبناني في تأليف الحكومة، فبسحر ساحر ومفاجىء لم يشترط الأميركيون سلفاً – كما جرى في السابق- عدم مشاركة حزب الله في الحكومة، أو حصوله إلى حقائب معينة. كما ان تَوَقْف الإيرانيين عن المطالبة بمواقف محدّدة مرتبطة بالمقاومة وسلاحها لعب دوراً ايجابياً. وبالتالي لا شك في أنّ هناك كلمة سر خفية أدّت الى انقلاب الوضع من المواجهة والتصعيد الى الاحتواء والتعاون.
وهنا، فجأة تحرّك الملف الحكومي وانطلقت رحلة تشكيل الحكومة في سلاسة، وبعكس ضجيج المرحلة السابقة. حيث علّمتنا التجارب الماضية انّ قوة الدفع الايجابية تتحرك عادة بوَحي خارجي، هذا هو واقع الحال في الحياة السياسية اللبنانية، وما عزز هذا الانطباع جملة أحداث لا تجد تفسيراً داخلياً لها.

وعلى وقع ذلك، يبدو أنّ الاهتمام الأميركي بالوضع اللبناني استجد في الساعات الماضية، من خلال رئيس لجنة الشرق الأدنى للشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ كريس مورفي، الذي يقوم – على وفد لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي – بجولات خارجية ومن ضمنها لبنان الذي يعاني من أوضاع صعبة تستدعي اهتماماً اميركياً. حيث ان دخول الوفد امس الى الاراضي اللبنانية وحلوله ضيفاً في قصر بعبدا، ارخى بظلاله دلالات واضحة في التوقيت، وقد أُلمح إلى احتمال تأليف الحكومة هذا الأسبوع، كما ان خرج عن لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال اللقاء، بعث رسائل في اكثر من اتجاه حيال توقيت ولادة الحكومة.

ومن ضمن تلك المؤشرات التي توحي بالإيجابية، ذكّر وفد الكونغرس قبيل مغادرته مطار بيروت عن تاريخ لبنان واجه الفشل والنجاح، لكنه كان جباراً، ومعجزته أنه يتمتع بنظام خاص، جمهوري وديموقراطي، وهو متعدد الديانات والطوائف والثقافات. ولهذا السبب، أتينا لدعم الشعب اللبناني الذي مر بصعوبات مختلفة.

هناك من ربط التغير المناخي الاميركي ازاء لبنان، بالسفيرة الاميركية دورثي شيّا، اثر تحركها اللافت مع دوائر ادارتها. لكن اكثر ما لفت في زيارتها الاخيرة الى واشنطن هو تضمين برنامجها اجتماعين اثنين مع وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن، وهذا ما لا يحصل عادة سوى خلال المراحل التي تعتبر مهمة على صعيد لبنان. وكان واضحاً للذين التقوا السفيرة الاميركية شعورهم بالحماسة التي تُبديها لتحضير تحرُك أميركي فاعل في اتجاه لبنان بمعزل عن التطورات الجارية في المنطقة.

في الخلاصة، ليس بالضرورة انّ تكون الرياح الاميركية عاتية، بل ربما قد تكون ناعمة، لكنها بالتأكيد ستذهب في اتجاه التغيير، ستؤثر سياستها على الشرق الاوسط، بدءاً من لبنان بوابة الكل وساحة الجميع، وعليه، هل سنكون على وقع رسم بداية حقبة جديدة وذهنية مختلفة عمّا سبق؟

تابعنا عبر