ناشطون – قسم التحرير
هل من معجزة توقف نزف الشعب اللبناني؟؟؟؟
معجزة تخرج لبنان من جهنم التي دخلها نتيجة سلطة فاسدة عاثت في البلاد والعباد فسادا الى أن أوصلته الى واقع مرير باتت عناوينه العريضة تتلخص ب “طوابير الذل” التي خلقوها على محطات البنزين وأبواب الصيدليات والأفران بعدما صالت وجالت داخل السوبرماركت فور الإعلان عن بضائع معدومة كالزيت والأرز والسكر وعادت لتنطفئ هذه الموضة بعدما تأكد أصحاب الشأن من أن المواطن اعتاد على ارتفاع الأسعار وعادت الأمور الى نصابها.
أزمات متنقلة وكلها تطال الشأن الحياتي للمواطن ولقمة عيشه التي باتت مغمسة بالدم، ومعها انعدمت الآمال بأي امكانية للنهوض مما دفع الشباب الى الهجرة الغير شرعية ومعها قضى العديد منهم في البحر ولم بنل من الأحلام التي رسمها في مخيلته بانطلاقة جديدة في بلد جديد لا يشبه لبنان بشيء، بلد يحفظ كرامة الانسان ويحترم الحقوق ويقدم العون، أحلام سعوا الى تحقيقها لكن بطريقة غير صحيحة لم تعد عليهم سوى بالموت وعلى أهلهم بالويلات، وأيضا ومع هدوء عاصفة ” الهجرة” وعدم الجدوى منها ، عكف الشباب نحو مسلك آخر، مسلك يضع حدا لمعاناتهم، بعدما بات الفقر يقضي على طموحاتهم وكم هي كثيرة، شباب ليس بمقدورهم تأمين فرصة العمل التي توفر الحياة الكريمة وشراء المنزل لاختيار شريكة الحياة فانجاب الأطفال هكذا تكون الحياة السليمة لكن ليس في لبنان، ولا مع طبقة سياسية قضت على البلد بالكامل وعلى كل مقوماته ومعه بالطبع “شعب مسكين” مهما علا صوته في الساحات فان شيئا لن يتغير أقله في المدى المنظور، لذا كانت الطريق الأسهل أمامهم لاسكات الحلم والأمنيات التي لن تتحقق هي طريق “الانتحار” ووضع حد للمأساة اليومية.
يوميا، هناك خبر مفجع عن شباب يختارون الموت ، يفضلون الرحيل عن المواجهة، هو ضعف منهم أو قلة ايمان لكن في الحقيقة هي جرائم يتحمل مسؤوليتها السياسي الذي يتصارع ليس في سبيل تقديم الأفضل لشعبه، وانما من أجل مصلحته الشخصية أو ربما تمسكه بالسلطة اليوم رغم كل الكوارث انما ينبع من كون بقائه يضمن له استمراره بالحياة وان كانت على حساب حياة الشباب التي تزهق هربا من ” لهيب جهنم” التي ساهموا في اضرامها على مدار سنوات طويلة.
بلال عبد الستار عطية ابن 22 سنة يقطن في منطقة باب الرمل أضرم النار في جسده الضعيف، بعدما لم يعد قادرا على مواجهة الصعوبات المادية، فهو كان يعمل في النجارة والتي لم تعد تجدي نفعا بسبب الظروف القاسية، مما اضطره للبقاء بلا عمل وبلا مورد الأمر الذي خلق لديه الكثير من الأزمات النفسية وعن حياته يقول عمه ماهر “لموقعنا”:” كان بلال كريما يعطي مما لديه لكل من يحتاج، وفي نفس الوقت هو لا يملك الكثير بل أحيانا لا يملك ألف ليرة فيضطر لطلب المال من والدته لشراء علبة الدخان وطبعا الوالدة لا تعمل فتقوم باستدانة ثمن علبة الدخان، ومؤخرا كان بلال دائم العصبية كل من يعرفه كان يعلم بأنه يمر في فترة عصيبة، ويوم وفاته رأيته صباحا وكان شارد الذهن ألقيت عليه التحية فلم يجيب، أدركت بأنه في قمة الغضب تركت الشارع وذهبت الى عملي لأسمع بعد بضع ساعات بأن بلال قد ألقى البنزين على نفسه خلال تواجده على سطح المبنى الذي يقطن فيه، سمع شقيقه بصراخه وركض لينقذه من خلال رمي الماء عليه حينها بدأ الجيران بالصراخ وقالوا له أن يضع شرشفا عليه لاطفائه وتم استدعاء الصليب الأحمر الذي عمل على نقله الى احدى مستشفيات المدينة التي خضع للعلاج فيها فترة أربعة أيام ما لبث بعدها أن فارق الحياة”.
توفي بلال تاركا وراءه والدة مفجوعة هالها منظر ابنها المحروق جسده بالكامل اولا، لتتلقى بعدها خبر وفاته وعدم نجاح أي محاولة لانقاذه ، صدمة لن تتجاوزها الأم بسهولة وبالطبع لن تغفر لمن يقف وراء قتل ابنها.
وبلال ليس الأول فغيره الكثير من الشباب الذين سبقوه في نفس الطريق وفي مناطق وأقضية متعددة شمالا وكلها تعاني الحرمان والفقر ، ولم تكد ألسنة المواطنين تنتهي من الحديث عن قضية بلال حتى جاء خبر العسكري في الجيش اللبناني الشاب خالد شحود والذي أطلق الرصاص على نفسه في منطقة القبة مشروع الحريري لتتوارد المعلومات بعدها أن خالد يعاني من أزمات مالية دفعته الى وضع حد لحياته.
لبنان ينهار ، وشعبه يدفع الثمن الباهظ من أرواحه، كل ذلك والسياسيون منهمكون في محاصصاتهم الطائفية والمذهبية وكأن البلد بألف خير وشبابه ينتظرون نتائج تحركاتهم ليكملون مسيرة بناء الوطن، بئس هذا الزمن الذي يدفع الشباب للانتحار، وبئس الطغمة السياسية التي ستصل الى مرحلة لن تجد في الوطن ما تحكمه وتطبق أحكامها عليه سوى حفنة من التراب فهل يتبصرون؟!!!!