شعار ناشطون

لماذا تخلّى برشلونة عن ميسي؟ وهل كان بإمكانه البقاء؟

10/08/21 08:58 am

<span dir="ltr">10/08/21 08:58 am</span>

جاء في وكالة الصحافة الفرنسيّة: 

بعد أن كان قريبًا من تجديد عقده مع النادي الذي قضى فيه كامل مسيرته الاحترافية، تخلّى برشلونة الإسباني عن نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بالرغم من رغبته بالبقاء مع الفريق. وتتحدّث إدارة النادي عن أنها “أُجبرت” على التخلي عن ابنها المدلل لأسباب مالية وهيكلية.

خلال المؤتمر الصحافي الوداعي، ذرف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الدموع لمغادرته النادي الذي قضى فيه 20 عامًا بعد أن عبّر عن رغبته في البقاء بملعب “كامب نو” فيما بدا برشلونة الإسباني عاجزا عن الحفاظ على خدمات نجمه وقائده.

ولكن، لماذا غادر النجم الأرجنتيني النادي الوحيد الذي دافع عن قميصه في مسيرته الاحترافية التي استمرت 17 عاما؟

سقف رواتب رابطة الدوري

أكد برشلونة أنه لم يكن أمامه خيار سوى التخلي عن النجم البالغ 34 عاما، في صفقة انتقال مجانية بعد انتهاء عقده في حزيران، كون النادي يكافح لخفض الديون التي يرزح تحتها والتي تبلغ 1.2 مليار يورو (1.4 مليار دولار).

من ناحيته، ولإثبات حسن نيته وافق ميسي على تخفيض راتبه بنسبة 50%، حيث أشارت الدراسات إلى أن قيمته التجارية للنادي تجاوزت بكثير التكلفة الفلكية لراتبه. ورغم الخطوة الإيجابية من الأرجنتيني، فإن هذه الديون والحاجة إلى الامتثال لحد أقصى صارم لرواتب الدوري الإسباني أجبرت ميسي على مغادرة برشلونة من الباب الضيق.

بدد الكتالونيون مبلغ 222 مليون يورو حصلوا عليه من باريس سان جيرمان الفرنسي في 2017 جراء صفقة انتقال البرازيلي نيمار إلى صفوف نادي العاصمة، من خلال الإلتزام بدفع رسوم انتقال تزيد على 100 مليون يورو، مع مردود رياضي خجول لكل من البرازيلي فيليب كوتينيو والمهاجمين الفرنسيين أنطوان غريزمان وعثمان ديمبيليه.

وأقر رئيس برشلونة جوان لابورتا أن خسائر النادي في الموسم الماضي وحده بلغت قرابة 500 مليون يورو، وأصر على أنه لا يستطيع “رهن” مستقبل النادي لأي لاعب، ومنهم ميسي.

من ناحية أخرى، عانت الأندية في القسمين الأولين في إسبانيا من خسائر في الأرباح بلغ مجموعها 2.013 مليار يورو (2.43 مليار دولار) لموسمي 2019-2020 و2020-2021 بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا التي أرهقت عالم الكرة المستديرة.

وتنص قوانين رابطة الدوري الإسباني على أنه لا يمكن تسجيل في الدوري أي ناد إسباني تجاوز الحد الأقصى للرواتب المحدد من قبلها: في حالة برشلونة فإن المبلغ هو 348 مليون يورو في 2020-2021، غير أن النادي تجاوزه في نهاية الموسم الماضي، علما أنه أقل بكثير من المبلغ الخرافي في الفصل السابق والذي بلغ 671.4 مليون يورو… لذا لم تتسامح رابطة الدوري مع المزيد من الفشل المالي.

في المقابل، أقر لابورتا أيضاً أن مجمل رواتب النادي مع ميسي بلغت 110%. ولكن حتى مع وجود الأرجنتيني خارج كتالونيا، كان من الممكن أن ترتفع كثيرا هذه النسبة لتصل إلى 95%، وهو أمر لا يمكن للنادي الكتالوني تحمله.

لن يسمح بتعاقدات جديدة حتى ميسي

تساءل البعض لماذا لا يستطيع الأرجنتيني، إذا كان فعلا يحب النادي، البقاء واللعب مجانا. غير أن هؤلاء تجاهلوا حقيقة أنه من السخيف التفكير في أن أفضل لاعب في العالم يمكنه، أو ينبغي، أن يوافق على ذلك، كما من الممكن أن يكون ذلك مستحيلا.

ومن دون التقيد بقواعد الحد الأقصى للرواتب، لا يسمح لبرشلونة تسجيل أي تعاقدات جديدة. ومع انتهاء عقد ميسي السابق في حزيران، كان سيُعتبر توقيعا جديدا.

يُثير هذا أيضا تساؤلات حول التعاقدات الصيفية التي قام بها برشلونة، مع استقدام المهاجمين، الهولندي ممفيس ديباي من ليون الفرنسي، والأرجنتيني سيرجيو أغويرو، والمدافع إريك غارسيا من مانشسر سيتي الانكليزي، في انتقالات مجانية، كما دفع النادي 9 ملايين يورو لتفعيل بند إعادة الظهير الايمن البرازيلي ايميرسون من ريال بيتيس.

كما، قد يتساءل البعض لماذا لا يمكن أن تكون رابطة الدوري الاسباني أكثر مرونة، بالنظر إلى الإيرادات التي سيجلبها بقاء ميسي حيث يعتبر أفضل ممثل عالمي للكرة الاسبانية، مع تزايد الاهتمام بـ”الليغا” في ظل وجود النجم الأرجنتيني.

ومقابل تخفيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” القيود بشأن قواعد اللعب النظيف المالية الخاصة به لمساعدة الأندية المتضررة من جائحة “كوفيد-19″، لم تبد رابطة الدوري الاسباني تساهلا من هذه الناحية، بل بخلاف ذلك تمسكت بمواقفها الصارمة، ما حال دون بقاء ميسي في صفوف برشلونة.

تابعنا عبر