كتبت داني كرشي في “السياسة”:
لا بنية محلية للتعويل عليها في لبنان. الاقتصاد منهار.. الحلول السياسية معدومة… والأمل بالتغيير لا يتجاوز الصفر!
هذا الوضع وحده كفيل بتهديد البلاد، ويتطلب تكاتفًا ووعيًا من الطبقة السياسية لإخراج البلد من مرحلة الخطر.
لكن ما يحصل هو العكس تمامًا. إذ شهد لبنان أسبوعًا أمنيًا خطرًا للغاية.. من حادثة خلدة الى الجميزة، فحاصبيا. وكأنّ هناك من يحاول ضرب آخر مسمار في النعش الأمني للبلاد.
وهذه المحاولات المريبة تجري على مستويين، أهلي من خلال توتير العلاقة بين الطوائف، وعسكري لإشعال نيران الحرب على الحدود الجنوبية في لبنان.
فمن يعبث بأمن واستقرار البلد؟
في هذا الإطار، يلفت الوزير السابق اللّواء أشرف ريفي إلى أنّ “الجميع بات يعلم أنّ المشروع الإيراني في المنطقة جرّ لبنان، وحوّل جزءًا منه إلى ولاية إيرانية هدفها تنفيذ هذا المشروع”.
ريفي، وفي حديثه لـ “السياسة”، يؤكد أنّ ” هذا المشروع لا علاقة له بتحرير فلسطين، ولا بأي شيء آخر نهائيًا. ولو كان المشروع مقاومًا حقيقيًا وهدفه التحرير، لكان اللّبنانيون قد دعموه”.
هذا المشروع هو لإعادة تكوين الإمبراطورية الفارسية الكبرى، وفق ريفي، ولبنان لا يمكن أن يكون جزءًا منه. فمجتمعنا التعددي، غير موافق، بأغلبيته على المشروع الإيراني، لا دينيًا ولا سياسيًا ولا اقتصاديًا.
الآتي أعظم!
بين مقاومة الاحتلال والمقاومة الإسلامية، يجد حزب الله نفسه داخل تحدٍ نادر وصعب للغاية، خاصة بعدما ظهر الرفض اللّبناني لسياسة الحزب ومشروعه الإقليمي.. وهنا يُطرح السؤال نفسه: هل يمكن للبلاد أن تشهد على عمل مشابه لـ 7 أيار؟
هنا، يشير الوزير السابق اللّواء أشرف ريفي إلى أنّ ” حزب الله غطى المشروع الإيراني بالمقاومة، إلّا أنّ اللّعبة انكشفت بشكل كامل، ولهذا السبب نرى اليوم اعتراضًا مسيحيًا وسنيًا ودرزيًا على هذا المشروع”.
ويؤكد أنّ” هيبة وهالة السلاح التي كان يتغطى بها حزب الله قد انكسرت، وهذا يعني أنه حان الوقت ليعيد الحزب ومسؤولوه النظر بكلّ الأمور، والعودة إلى الوطنية”.
ريفي يرى أنّ “ما حصل في خلدة هو رفض سني لهيمنة سلاح حزب الله. كما أنّ الإشكال الذي وقع في حاصبيا أمس، يدل على الرفض الدرزي لاستخدام مناطقهم لصالح المشروع الإيراني. ولم يعد خافيًا أيضًا على أحد أنّ الأغلبية المسيحية ترفض هذا المشروع”.
الآتي أعظم، يقول ريفي، و”على حزب الله أن يعيد النظر تمامًا، لأنه في النهاية سيُطرد من المناطق الأخرى، بسبب عدم موافقة اللّبنانيين على تحمل المشروع الإيراني وتبعاته في المناطق السنية والمسيحية والدرزية، وهو ما سيؤدي إلى انعزاله كليّا عن المكونات اللّبنانية”.
ويشير إلى أنه ” ما لم يُعد الحزب حساباته، سيكون معزولًا ومحاصرًا في بيئته لأنّ الناس كسروا هيبته ووقاره والأمور لم تعد مخفية”.
ويشدد على أنّ ” حزب الله بات يعجز عن ارتكاب أي عمل خاطئ، بحيث لم يعد بإمكانه فعل أي شيء في المناطق المسيحية والسنية والدرزية”.
ويختم: “من الأفضل أن يعيد حزب الله النظر في حساباته لأنه في النهاية سيكون محاصرًا ومعزولًا ومنبوذًا من كلّ اللّبنانيين”.