كتب ميشال نعمة:
ماذا أقول لجوري الطفلة اللبنانية التي توفيت بل ارتفعت شهيدة في لبنان بسبب مجرمين قطعوا الدواء؟
ماذا أقول لميرا الصمدي إبنة الـ 16 عامًا من وطني لبنان وهي لا تزال على فراش المرض بسبب “حبة دوا”؟
ميرا التي أبكى والدها بسام الحاضرين والمشاهدين في برنامج “صار الوقت”، بكى معه كل لبنان غضباً واليوم نبكي بغضب اكبر مع ارتفاع الطفلة جوري شهيدة الطفولة وشهيدة كل لبنان. فغضب والد ميرا هو غضب مقدس لأنه يريد الحصول على حق ابنته بالدواء، وغضب أهل جوري هو غضب مقدس. فهذه الدموع الصادقة لا بد لها مع دموع جميع اللبنانيين الأحرار أن تجرف الطبقة السياسية المجرمة عن بكرة أبيها وتسحقها بالحق وتنتصر على هذا الظلم كله!
لا ظلم يدوم! فالمسيح اضطهد واعتقل وجلد وكلل بالشوك وصلب وقتل، ولكنه قام في اليوم الثالث لأنه الطريق والحق والحياة!
والحق صلب بما فيه الكفاية في لبنان، وها هي جهنم السياسيّة بكل جبورتها ومجدها الباطل بدأت تتزلزل وبدأ ظلمها يتحطم ويسحق بصرخة الحق التي أطلقها بسام الصمدي، والد ميرا، وبآلام وأوجاع ميرا والطفلة جوري لأن يوم القيامة أتى!
يا طغاة، يا مجرمين، أتجهلون قوانين وطننا؟ أم تتجاهلونها لأنكم مجرمين وظالمين وبلا ضمير؟
قانون مزاولة مهنة الصيدلة 367/94 واضح لناحية إرسال المفتشين بمؤازرة القوى الأمنية لتفتيش المستودعات والصيدليات! القانون 550/2003 واضح أيضًا وهو القانون الذي يتيح للسلطات بمصادرة المستودعات والأدوية في الظروف الإستثنائية والحالات الطارئة كالتي نمر بها لتوزيعها على المواطنين.
الدواء حق مقدس ومكرس في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وخصوصاً في المادتين 22 و25 منه، ولبنان شارك في إطلاق هذا الإعلان من خلال شارل مالك وكرسه في دستوره. ولعيونك يا ميرا، ووفاء لك يا جوري ولعيونك التي تشاهد الحق مع مريم العذراء سيدة لبنان أم جميع اللبنانيين في السماء، سنكرّس هذا الحق اليوم وكل يوم في أفعالنا اليومية وفي دولتنا اللبنانية.
فلتكن ثورة الدواء لأنه طفح الكيل!
