روعة رفاعي-اللواء
ليس غريباً أن لا يولي المواطن الطرابلسي أي اهتمام باللقاء الموسع الذي عقد في مسجد الوفاء في منطقة الضم والفرز بدعوة من دار الفتوى وبمشاركة السياسيين ورجال الدين المسيحيين ونقباء المهن الحرة وجمعيات وفعاليات اقتصادية، فابن طرابلس يا سادة مشغول كما كل مواطن لبناني بهمومه اليومية سيما منها مشكلة الكهرباء وارتفاع ثمن الاشتراك بشكل جنوني مما دفع العديد من الأهالي الى الاستغناء عنه واختيار “العتمة” في زمن الحر نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يتخبطون بها خاصة في الأحياء الشعبية والأسواق الداخلية ليأتي بعد ذلك من يسأل ” لماذا يخرج أهالي التبانة الى الشارع؟؟؟!!!”، سؤال مستغرب بيد ان هذا الاستغراب سرعان ما يتلاشى أمام البيان الذي صدر عن هذا اللقاء وطالب بتشكيل لجان مهمتها دراسة المشاكل التي تتخبط بها مدينة طرابلس!!!!، وكأن المسؤول لا يدرك حقيقة أوضاع المواطنين وهو الذي ساهم الى حد كبير في ايصالهم اليها جراء الحرمان والاهمال على مدى سنوات طويلة، وان كانت ألسن المواطنين لم تكف يوما عن الحديث عن معاناتهم فان وسائل الاعلام التي لبت بالأمس دعوة دار الفتوى كانت تأمل بأن تخرج بخبر مفرح تزفه للمواطنين، والملفت أن التحليلات فيما بينهم انطلقت قبل بدء اللقاء ،البعض قال بأن هناك من سيلجأ لشراء المازوت وتأمينه للمولدات بهدف الحد من الأزمة وربما “تتم مسامحة الأهالي من دفع الاشتراكات ويدفع عنهم السياسيين كرد جميل لصبرهم على حرمانهم أقله في هذه الفترة العصيبة”، وهناك من رأى بأن قرار توزيع المساعدات على الأهالي سيتم وبشكل سريع عله يمكن تدارك الكارثة جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار وبالتالي عدم قدرة الناس على تأمين لقمة العيش، وهناك من رأى بأننا على أبواب عيد الأضحى المبارك وربما يتم الاتفاق على تأمين الأضاحي بكميات كبيرة فتمتلئ بيوت الفقراء ” باللحوم” التي حرموا منها منذ فترة طويلة.