
بقلم ياسمين صالحة
زار وزير الثقافة غسان سلامة مدينة طرابلس، مستهلًا جولته بتفقد قلعة المدينة التاريخية والمتحف الأثري داخلها،كما زار خان العسكر، وحمام عز الدين، والمباني التاريخية المحيطة بالقلعة، ورصيف النهر،
وحمام النوري، بمشاركة مدير عام الثقافة الدكتور علي الصمد، مدير عام الآثار سركيس خوري، المستشار الدولي في الهندسة المعمارية زياد ثابت، مسؤولة موقع القلعة سمر كرم، ورئيسة جمعية تراث طرابلس الدكتورة جمانة الشهال تدمري.
وقال سلامة خلال لقائه بالصحفيين:
“منذ 20 عاماً، عندما كنت وزيراً للثقافة بين 2000 و2003، عملت جاهداً للحصول على قرض كبير من البنك الدولي بلغت حصة طرابلس منه 85 مليون دولار، سمح لنا بترميم عدد من المواقع، على رأسها قلعة طرابلس التي كانت مهددة آنذاك، بالإضافة إلى منطقة ظهر المغر.”
وأضاف:“أتيت اليوم بعد عقدين لأتأكد أن هذه الأعمال أنجزت بسلام، ولأبحث في الاحتياجات الجديدة، فطرابلس لم تغادر قلبي يوماً.”
وأشار إلى أن الحكومة تعمل حالياً على مشاريع حيوية أبرزها إعادة تشغيل مطار القليعات وتحديث تجهيزات مرفأ طرابلس، عبر إدخال أجهزة متطورة لتسهيل الصادرات، منها سكانر حديث يُتوقع أن يبدأ العمل به في تموز المقبل.
وفي ما يخص التراث، كشف سلامة عن نيته إطلاق برنامج ثقافي جديد قريباً، بقيمة تصل إلى 30 مليون دولار، مشيراً إلى أنه سيكون بمستوى البرنامج السابق، وربما يفوقه، لما فيه من أهمية لحماية الإرث التاريخي لطرابلس.
وحول استهداف إسرائيل لمواقع تراثية، أوضح سلامة أن هناك قراراً من “الأونيسكو” منذ العام 1999 لحماية الآثار خلال النزاعات، مشيراً إلى إدراج 34 موقعاً أثرياً تحت حماية مشددة. وقال:
“زرت مؤخراً موقع الشمع جنوب لبنان، الذي تضرر من العدوان الإسرائيلي، وسأسعى مع الشركاء الدوليين إلى إعادة ترميمه بمجرد توقف القصف.”
خان العسكر يعود إلى الواجهة: الوزير سلامة يعلن اهتماماً محلياً ودولياً بإحيائه
في سياق الجولة نفسها، توقف الوزير سلامة عند خان العسكر، مؤكداً أن هناك اهتماماً جديًّا بإعادة ترميمه وتشغيله. وقال:
“نبدي اهتماماً كاملاً بإحياء هذا المعلم التراثي، ونعمل على الوصول إلى خطة متكاملة تفعّل دوره الثقافي والاقتصادي.”
وأشار إلى أن الترميم لا يكون بهدف الحفظ فحسب، بل لتفعيل دور التراث في تحقيق النمو السياحي والثقافي. ولفت إلى أن توقف المشاريع في الماضي لم يكن بسبب تقصير من الدولة، بل نتيجة لأسباب طارئة، أبرزها جائحة كورونا والوضع الأمني.
وأوضح :“كما أن أي حادث أمني في منطقة سياحية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة، فإن ترسيخ الأمن واستعادة السيادة هما أول شروط جذب الزوار والمستثمرين. ونحن نعمل أيضاً على تطوير البنية التحتية الفندقية في طرابلس لتصبح قادرة على استقبال النشاط الثقافي والسياحي المطلوب.”
وأضاف:“طرابلس ستكون المستفيدة الأولى من إعادة تشغيل المطار في الشمال ومن تجهيز مرفئها بوسائل حديثة
جمانة الشهال تدمري لـ”ناشطون”: لمسنا رغبة حقيقية من الوزير في إنقاذ خان العسكر
وفي تصريح خاص لموقع “ناشطون”، قالت رئيسة جمعية تراث طرابلس الدكتورة جمانة الشهال تدمري:
“الزيارة كانت غنية ومثمرة، إذ تمكّن الوزير من الاطلاع على عدد كبير من المواقع التراثية، سواء المرممة أو المهددة، وقد أبدى إعجابه العميق بها.”
وعن خان العسكر تحديداً، أكدت تدمري أن هناك اهتماماً دولياً ووزارياً واضحاً بهذا الموقع. وقالت:
“هناك اقتراحات متعددة قيد البحث في وزارة الثقافة، تتضمن تحويله إلى مركز ثقافي أو حرفي حيّ، وقد بدأنا بوضع تصورات فعلية ومشاريع حقيقية على الأرض، بوجود لجنة خاصة لمتابعة التنفيذ.”
وختمت:
“شعرنا برغبة صادقة لدى الوزير في إنقاذ هذا المعلم التراثي، ونتوقع أن تثمر هذه الجهود في الأشهر المقبلة.”