
حقق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور إنجازاً جديداً في مسيرته مع ريال مدريد بعدما حمل شارة القيادة لأول مرة خلال مباراة نصف نهائي كأس ملك إسبانيا أمام ريال سوسيداد، التي أقيمت في 26 شباط / فبراير. وبعمر 24 عاماً، أصبح فينيسيوس واحداً من أصغر اللاعبين الذين تولوا هذا الشرف، لينضم بذلك إلى قائمة أسطورية من القادة الشباب الذين تركوا بصمتهم في تاريخ النادي الملكي.
لحظة فارقة في مسيرة فينيسيوس
منذ انضمامه إلى ريال مدريد في عام 2018، نجح فينيسيوس في إثبات نفسه كأحد أبرز نجوم الفريق، حيث خاض حتى الآن 298 مباراة وساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من الألقاب، من بينها لقبان في دوري أبطال أوروبا.
وبعد حصوله على شارة القيادة للمرة الأولى، لم يخفِ فينيسيوس سعادته بهذا الإنجاز، حيث صرح لقناة ريال مدريد التلفزيونية قائلاً: “إنه أمر مميز للغاية بالنسبة لي ولعائلتي، بعد كل ما مررنا به للوصول إلى هنا، لم أتخيل يوماً أنني سأرتدي شارة قيادة ريال مدريد في هذا العمر، ولكنني فخور جداً بهذه اللحظة وسعيد لأنني عشتها”.
وأضاف فينيسيوس مؤكداً طموحه الكبير لمواصلة صنع التاريخ مع ريال مدريد: “في المباراة المقبلة سأكمل مباراتي رقم 300 مع الفريق، لكن هذا ليس هدفي الوحيد، أريد الوصول إلى 400 و500 مباراة، والاستمرار في كتابة التاريخ مع هذا النادي العظيم”.
فينيسيوس ينضم إلى قائمة القادة الشباب في ريال مدريد
يعد ريال مدريد من الأندية التي منحت الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب لتحمل مسؤولية القيادة، وفينيسيوس هو أحدث المنضمين إلى هذه القائمة المميزة التي تضم أسماء بارزة، من بينها:
خوسيه ماريا كاستيل (18 عاماً – 1914): يُعتبر كاستيل أصغر لاعب حمل شارة القيادة في تاريخ ريال مدريد، حيث كان يبلغ 18 عاماً فقط عندما قاد الفريق عام 1914. لعب في مركز خط الوسط الأيمن، وكان عنصراً أساسياً في تحقيق عدة بطولات إقليمية وكأس الملك عام 1917. بعد اعتزاله كرة القدم، اتجه للعمل كمهندس معماري.
خوسيه جيرالت (19 عاماً – 1902): المعروف باسم “باتاش”، كان جيرالت مهاجماً بارزاً في صفوف ريال مدريد، وحصل على شارة القيادة عام 1902 عندما كان في التاسعة عشرة من عمره. لعب إلى جانب شقيقيه ماريو وأرماندو، ونجح في قيادة الفريق للفوز بكأس ملك إسبانيا مرتين.
فيديريكو ريفويلتو (20 عاماً – 1903): كان اللاعب الغواتيمالي فيديريكو ريفويلتو ثاني أجنبي يحمل شارة القيادة في ريال مدريد، بعد خوسيه جيرالت. تولى القيادة عام 1903 وهو في سن العشرين، وساهم في تحقيق أولى بطولات النادي، وسجل هدف الفوز في نهائي كأس ملك إسبانيا 1908 ليمنح ريال مدريد لقبه الأول في البطولة.
سانتياغو برنابيو (21 عاماً – 1916): قبل أن يصبح واحداً من أعظم رؤساء ريال مدريد، كان سانتياغو برنابيو لاعباً في صفوف الفريق الأبيض. تولى شارة القيادة لأول مرة عام 1916 عندما كان يبلغ 21 عاماً، واستمر في حمل الشارة حتى عام 1920، قبل أن يغادر إلى نادي أوفييدو لأسباب تتعلق بالعمل، ليعود لاحقاً كإداري ويساهم في بناء مجد ريال مدريد.
بريكو إسكوبال (21 عاماً – 1924): كان إسكوبال مدافعاً صلباً ينحدر من منطقة لا ريوخا، وشكّل ثنائياً دفاعياً قوياً مع زميله كيسادا. تولى قيادة ريال مدريد عام 1924 عندما كان عمره 21 عاماً، وشارك مع المنتخب الإسباني في أولمبياد باريس.
راؤول غونزاليس (26 عاماً – 2003): رغم أن القادة في العصر الحديث أصبحوا أكثر خبرة، إلا أن راؤول غونزاليس حصل على شارة القيادة في سن 26 عاماً، ليصبح أحد أعظم القادة في تاريخ النادي، وقاد الفريق خلال حقبة مليئة بالإنجازات، وأصبح أحد الهدافين التاريخيين للنادي قبل اعتزاله.
فينيسيوس.. قائد المستقبل في ريال مدريد؟
مع انضمامه إلى قائمة القادة الشباب في ريال مدريد، يبدو أن فينيسيوس جونيور يسير على خطى الأساطير الذين سبقوه، حيث أصبح أحد الركائز الأساسية في الفريق بفضل أدائه المميز وروحه القتالية داخل الملعب. وإذا استمر على هذا المنوال، فقد يصبح القائد الأول للفريق في المستقبل، خاصة مع ازدياد خبرته ونضجه الكروي، وطموحه الكبير، قد نراه يقود ريال مدريد لتحقيق المزيد من الألقاب والبطولات في السنوات القادمة.