
بقلم الكاتب صفوح منجد
“تقليعة سريعة وقوية للقطار الحكومي” بدايتها جلسة أولى لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، هكذا وُصفت الجلسة الصباحية الوزارية لحكومة الرئيس نواف سلام، وسبقها لقاء ثلاثي جمع بين الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام.
وشدد الرئيس عون على أهمية الإصلاح وعدم التعطيل والتصدي للأمور الطارئة، ولاسيما تطبيق القرار 1701 والتشديد على الإنسحاب الإسرائيلي، وقد تم خلال هذه الجلسة تشكيل لجنة وزارية خماسية لصوغ البيان الوزاري، حيث سارعت اللجنة إلى عقد جلستها الأولى برئاسة الرئيس نواف سلام في السراي الحكومي.
وبحسب وزير الإعلام بول مرقص فالبيان الوزاري سيكون مقتضبا ومباشرا ووفق المعلومات سيتضمن “عناوين” على تماس مع الإستحقاقات الملقاة على كاهل الحكومة في الشؤون الأمنية والسياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية، وسيستلهم الأفكار الواردة في خطاب القسم لرئيس الجمهورية.
كما سيتطرق البيان الوزاري إلى العدوانية الإسرائيلية وسبل مواجهتها، مستندا إلى عبارات مثل: حق لبنان في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة لتحرير أرضه.
وهي عناوين تطرق إليها الرئيس سلام في أول حوار تلفزيوني مساء أمس الأول في السراي الحكومي الذي باشر ممارسة مهامه الرسمية منه إعتبارا من فترة ما بعد الظهر.
أما على صعيد تطورات المنطقة، فجدول الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يتضمن إصرار على تهجير فلسطينيي غزة مع تهديد دونالد ترامب “حركة حماس” بفتح أبواب الجحيم إذا لم تفرج عن جميع الأسرى بحلول ظهر السبت!!
أما دعوة بنيامين لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية هي عدوان مميت وصريح يستهدف سيادة المملكة وفق تأكيد الرئيس بري الذي كرر التحذير من أن فلسطين لم تكن في يوم من الأيام قضية عقارية كما يحلو للرئيس ترامب مقاربتها، مشددا على الدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطيني ليس دائما عن جغرافيا وعن شعب بعينه إنما هو دفاع عن الأمن القومي العربي.
إنها كما وصفها مراقبون هي أول جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية منذ 20 أيار 2022 أي منذ سنتين و9 أشهر تقريبا.
والصورة الجامعة التي أراحت اللبنانيين أكدت أن عقد المؤسسات الدستورية في بلدهم بدأ يكتمل وأن زمن الشغور والفراغ ينتهي شيئا فشيئا.
وأبعد من هذه الصورة الجامعة وأهم، أن لا ينفرط عقدها عند الإستحقاقات السياسية والأمنية والعسكرية القادمة وهي كبيرة وخطيرة وأول إستحقاق حقيقي تواجهه الحكومة في الثامن عشر من الجاري، الموعد الثاني لإنسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.
فهل سينسحب الإسرائيليون تماما أم أنهم سيحتفظون بنقاط للمراقبة، كما بدأوا يلوحون في بعض إعلامهم؟؟ والوقائع على الأرض غير مطمئنة وخصوصا أن القوات الإسرائيلية تواصل أعمال التجريف وحرق المنازل في عدد من القرى والبلدات.
وعلى الحدود الشرقية يستمر التوتر وخصوصا بعد مقتل المواطن اللبناني “خضر كرم زعيتر” في وادي حنا.
وقضائيا واصل المحقق العدلي طارق البيطار تحقيقاته في ملف إنفجار مرفأ بيروت، فإستجوب مسؤولين من مديرية الجمارك لكنه لم يتخذ أي إجراء قضائي بحقهما، بإنتظار إكتمال التحقيقات.