صدر عن رئيس “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” بطرابلس الدكتور سابا قيصر زريق بيان جاء فيه:
رسالتي المفتوحة إلى الضمير الضال العائد،
أيها الضمير المغيَّب، منذ زمن…
لا عتب عليكَ إن ضللتَ سبيلكَ يوماً، مصرّاً على عدم العودة إلى ربوعنا، بعد أن هجَّرك مرتكبون ائتُمنوا على مقدّراتنا ولم يعيروا قدسيتك قدرا. نبذوك، فأذعنتَ وعاثوا في غيابكَ فساداً فاضحاً وأمعنوا في إجرامهم، دون حسيبٍ أو رقيب. وكنتُ، طوال المعاناة، أحمّلكَ تبعات اللاعودة وما قد تتسببُ به من زوال، أضحى وشيكاً، للكيان والهوية.
يا أيها الضمير المستتر في خَفَرِك،
إستُبيحَ وطنُنا من شرق وغرب، وذلك تحت أنظارك، فكنتَ الشاهد الأكثر بكماً. آثرتَ الهروبَ على الصمود والمواجهة. إنصعتَ بصمت قاتل لمن أعمت بصائرهم شهوة السلطة والمال؛ فكادوا أن يسلبونا وطناً كانت تتغنى به الأوطان. وإذ أشرقتْ منذ أيام بوادرُ إيابكَ المنتظر، ولاح في أفق الأمل طيفكَ يظلل فارساً على صهوة جواد الإقدام والإستقامة والمروءة، رشحتْ عن نبرة قَسَمِه، وما حواه، حكمةٌ واعية مدركة، أقامتْ، بأريحية وطنية صادقة، عهوداً تَعِدُ ببلسمة جراحنا النازفة أبداً. وإذ بفارس آخر، تسكنه العدالة، زاهداً بقوسها الأممي، يشرئب شاحذاً، من ماضٍ مشرف جداً، همّةً وطنية خالصة، لمؤازرة العهد الواعد.
أيها الضمير العائد:يبني على عودتك المواطنون الشرفاء آمالاً كبيرة ببزوغ فجر جديد. أولستَ أنتَ، كما قيل عنكَ، عين الله على الأرض؟ والفيصل بين الخير والشر؟ أرشِدنا لنسترد وطننا من غياهب المجهول، ولْنتّحد وننزع من نفوسنا لوثة الطائفية والمذهبية ولْنترفّع عن أنانيتنا وجشعنا ونعتنق كل كلمة من كلمات قَسَمِ رئيسنا الجديد التي حاكت بصدق طموحات المواطنين التواقين إلى حِضنٍ ينعمون فيه بالحريات والمساواة، وإلى حِصنٍ يدرأ عنهم جَوْر الجائرين.
الحمد لله على سلامتك أيها الضمير، وبوركَتْ أصوات من أعادك إلينا.
