وجه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، انتقادات لاذعة للحلف الدفاعي، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي على خلفية الحرب في أوكرانيا.
فقد اعتبر أن “الناتو تخلى عن كل القواعد عندما أعلن عن إمكانية توجيه ضربات وقائية ضد روسيا”، وفق ما نقلت وكالة تاس.
كما أضاف خلال الاجتماع العشرين لرؤساء الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات في الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة الذي عقد في موسكو، اليوم الثلاثاء: “قبل بضعة أيام قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، روب باور، يجب ضرب أهداف داخل روسيا بشكل استباقي، من أجل تحقيق الأهداف الدفاعية لدول الأطلسي. وأردف قائلاً “أعتقد أنه لا يوجد شيء للتعليق عليه، لقد تم تجاوز جميع الحدود الأخلاقية، وكشف بشكل صريح عن النوايا الحقيقية للحلف”.
وكان لافروف قد أشار أمس أيضا إلى أن الناتو أُنشِئ في الأساس من أجل الدفاع عن أراضي أعضائه، ووعد بعدم توسيع عضويته”، ملمحاً إلى أن ما حصل العكس تماما.
كما أضاف أن “بلاده وقعت على اتفاق مع حلف شمال الأطلسي يقضي بعدم نشر قوات مسلحة دائمة على أراضي الأعضاء الجدد، ولكنهم استمروا في القيام بذلك، والآن أصبح بالفعل على حدودنا”.
سيناريو الحرب
أتت تلك التصريحات بعدما حثّ روب أمس الاثنين الشركات على الاستعداد لسيناريو الحرب وتعديل خطوط الإنتاج والتوزيع لديها، حتى تكون أقل عرضة للابتزاز من دول مثل روسيا والصين. وقال رئيس اللجنة العسكرية للناتو الأميرال الهولندي من بروكسل “إذا تمكنا من ضمان إمكانية وصول جميع الخدمات والسلع الأساسية أيا كانت، سيشكل ذلك جزءا رئيسيا من قدرتنا على الردع”.
كما جاءت بعد تأكيد موسكو أن محاولات دول الناتو تسهيل ضربات أوكرانية بعيدة المدى في العمق الروسي لن تمر من دون عقاب.
يذكر أنه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير عام 2022، تصاعد التوتر بين الروس والحلف الدفاعي الذي اصطف إلى جانب كييف، داعماً إياها بالسلاح والعتاد، وأيد انضمامها إلى صفوفه، في خطوة حذرت منها موسكو مراراً وتكراراً.
وتنتشر قواعد الناتو في عدة بلدان حدودية مع روسيا، ما يثير قلق الكرملين، وتنديدات مسؤوليه المتكررة منذ سنوات، من بينها استونيا، ولاتفيا (نحو 9000 جندي في كل منها) وليتوانيا (20 ألف جندي من الحلف).
كما ينتشر أكثر من 130 ألف جندي تابعين لدول الحلف في بولندا الداعمة القوية لأوكرانيا. أما في هنغاريا فيبلغ عددهم نحو 25 ألفا، وفي رومانيا نحو 80 ألفا، وبلغاريا 27 ألفا.