بقلم الكاتب صفوح منجّد
بات الوضع في لبنان أمام طرقين لا ثالث لهما، فإما الدخول إلى عنق الزجاجة!! وإما الإنفجار!! وبالإمكان القول أن الوضع في لبنان قد دخل مرحلة “عنق الزجاجة” بمعنى إما الإنفراج وإما إستمرار الإنفجار.
فالغارات عادت لتشمل منطقة واسعة من لبنان على مدار الساعة، وبشكل يومي من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية من بيروت وصعودا نحو الشمال والبقاع، وقد أدّت مع بداياتها الجديدة القديمة، إلى دمار هائل في العاصمة بيروت وضواحيها وسقوط العديد من الضحايا إلى جانب الدمار والخراب في الممتلكات والأبنية والمتاجر، ما إستدعى إجراء العديد من الإتصالات بين لبنان وواشنطن ودول وعواصم عربية وغربية حيث عبّر ممثلوها الإقليميون والسفراء في بيروت عن مواقفهم ومشاعرهم إنطلاقا من مضموون الورقة الأميركية التي سلّمتها السفيرة الأميركية في بيروت إلى “المفاوض الرئيسي” رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي إستمهلها للرد، بعد أن يكون قد تشاور مع حزب الله وقيادات لبنانية أخرى معنية بالوضع الراهن ومطلعة على الإتصالات الجارية.
وفي هذا السياق تبيّن أنّ “طهران” تسعى إلى تفاهمات مع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تقضي بقبول التسوية المطروحة التي يتم تداولها بين المعنيين في مقابل الضغوطات والعقوبات عليها.
وأفادت المصادر بهذا الخصوص بأنه في حال قبول الجانب اللبناني وبشكل ادق (؟) حزب الله بالنصيحة الإيرانية، فإن لبنان يكون عمليا أمام معطى جديد هو الأول منذ الحرب الشاملة التي بدأت في منتصف أيلول، ويكون البلد بالتالي أمام سيناريو (الإنصراف إلى دوس لبنان للورقة، وقد تأتي الموافقة من الحكومة اللبنانية عبر جلسة خاصة لمجلس الوزراء؟!).
وفي ضوء هذه الموافقة يعود الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستاين إلى بيروت، ومنها ينتقل إلى تل أبيب، وهو كان إشترط “أن يكون هناك معطى جديد ليعود” ليتبيّن خلال ساعات الليل أن زيارته المتوقعة أصبحت مؤجلة لظروف غير معلنة.
وإذا صحّ هذا السيناريو ( قبول من هنا ورفض من هناك وتلاعب من هنالك). فإنّ الوضع في بيروت بل في كل لبنان يمكن وصفه بأنه سيصبح فعلا في مهب العواصف، وبالتالي يمكن القول أن المنطقة وليس لبنان فقط، قد دخلت في رحلة “الألف ميل” للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار أو البدء بتنفيذ إتفاق مشروط ببنود أميركية، فهل نضجت الأمور بما يتيح القول أنّ وقف النار قد إقترب؟ أم إننا أمام مجرّد “لمسة من التفاؤل” ليس إلآ؟ يعقبها تدخل إسرائيلي للإطاحة بكل هذه الأجواء التي سيطرت ملامحها اللاجدّية بضعة أيام، إفساحا في المجال أمام العدو للإستفادة أياما معدودات وبدعم ومراوغة من أميركا لأخذ الوقت المطلوب (لقلب الطاولة) وشن حرب ضروس على لبنان، بدأنا جميعا نتلمّس بشاعته ساحلا وجبلا، وليتأكد للجميع أن هناك ثابتة واحدة علينا التمسّك بها وهي أن نرص الصفوف ونحشد القوى الوطنية والعربية والدول المؤمنة بالسلام العالمي لتدعم المطالب والحقوق الإنسانية، وتضمن حياة الشعوب وكرامتها، وتساهم معها في إنهاء هذه “السلبطة” التي باتت واضحة ومعلومة ويعاني كل العالم الإنساني من شرورها وإجرامها..