
وجه “المجلس النسائي اللبناني” الذي يمثل 150 جمعية نسائية ومختلطة تنتشر على الأراضي اللبنانية، رسالة الى رئيسة منظمة “اليونسكو” طالب خلالها المجلس باتخاذ خطوات حاسمة لحماية المواقع الأثرية والتراثية في لبنان التي تواجه تهديداً جسيماً بسبب الاعتدءات الإسرائيلية على لبنان.
واعتبر المجلس في رسالته ان “المواقع الأثرية اللبنانية ليست ملكاً للبنان وحده، بل هي إرث ثقافي إنساني يشترك في قيمته جميع الشعوب، وهي تساهم في تكوين الهوية الثقافية للإنسانية. منذ بدء الاعتداء العسكري الإسرائيلي، برزت مخاوف متزايدة بشأن استهداف معالمنا التاريخية، وخاصة تلك المدرجة على لائحة التراث العالمي. فقد تعرضت مدينة بعلبك في منطقة البقاع ومدينة صور في جنوب لبنان للقصف الإسرائيلي، وهما من أبرز المعالم التاريخية المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1984”.
اضافت الرسالة: “تعد مدينة صور واحدة من أقدم المدن في العالم، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام، وكانت مركزاً لأقدم حضارة بشرية، حيث يعود استيطانها إلى الفترة ما بين 2750 و2900 قبل الميلاد. كذلك، فإن قلعة بعلبك، التي أُطلق عليها لقب “مدينة الشمس” منذ عهد الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، تعد من بين المعالم الرومانية الأثرية التي بقيت محافظة على عظمتها التاريخية، مما يعكس الحضارات المتعاقبة التي مرت على هذه الأرض وتركت بصمتها في معابدها وأعمدتها الشهيرة”.
ولفتت الرسالة الى “إن هذه المواقع التاريخية العريقة تحتاج إلى الحماية من الإعتداء الإسرائيلي الحالي، وذلك تطبيقاً لمبادئ اتفاقية لاهاي لعام 1954، التي تنص على ضرورة حماية الممتلكات الثقافية في أوقات السلم والحرب”.
واردفت: “ندعوكم، بصفتكم الجهة المعنية بالحفاظ على التراث الثقافي العالمي، إلى بذل كل الجهود الممكنة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية تاريخ لبنان وآثاره. هذه المواقع ليست مجرد أحجار؛ إنها قصص وتجارب وشواهد على تطور الإنسانية، وهي تستحق منا كل الاهتمام والرعاية، خاصةً في هذه الفترة الحرجة”.
وامل المجلس في ختام رسالته في “التحرك العاجل والتواصل مع المجتمع الدولي للضغط من أجل احترام القوانين الدولية التي تحمي الممتلكات الثقافية، وإلزام إسرائيل الامتناع عن تعريض هذه المواقع للخطر”.
ختم:”إن التزامكم العميق تجاه حماية التراث الثقافي الإنساني يجعلنا على يقين بأنكم ستعملون، بالتعاون مع الجهات المعنية كافة، على اتخاذ التدابير المناسبة للحفاظ على هذا الإرث الفريد”.