شعار ناشطون

شروط موسكو على باسيل وسيناريوهات لودريان وفشل مساعي الراعي

02/05/21 06:35 am

<span dir="ltr">02/05/21 06:35 am</span>

منير الربيع – المدن

هبط مسار تشكيل الحكومة إلى “ما دون الصفر”. فالمساعي كلها لم تؤد إلى أي نتيجة، وفق ما تكشف مصادر تتابع المسار الحكومي. أما حركة البطريرك الماروني بشارة الراعي فلم تنجح في عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس التيار العوني جبران باسيل.
وتشير المعلومات إلى أن الراعي كان يحاول توفير فرصة لعقد لقاء يكسر الجليد ويعيد بناء الثقة بين الطرفين. لكن الحريري أصرّ على رفضه، معتبراً أن علاقته تقتصر على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، ولا حاجة للقاء القوى السياسية.

في المقابل، ردّ باسيل على كلام الحريري فقال: “طالما أنه لا يريد الاعتراف بي كقوة سياسية أساسية وكتلة نيابية كبيرة، فلماذا يريدني أن أشارك في الحكومة ومنحها الثقة؟”. ومحاولات حزب الله لم تنجح بدورها في كسر الجليد وتوفير فرصة لقاء بين الطرفين.

وكان البطريرك قد اقترح أن يزور الحريري القصر الجمهوري، حاملاً تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، بلا ثلث معطل، وإيجاد صيغة حل أو اتفاق حول آلية تسمية الوزراء المسيحيين. وجرى التداول في صيغ متعددة: أن يكونوا من حصة عون، ويسميهم الحريري بناء على مقترحات رئيس الجمهورية. أو من حصة الحريري ويُتوافق عليهم بين القوى المختلفة. وهناك صيغ أخرى على الطريقة اللبنانية لم تصل إلى نتيجة تذكر.

حيرة لودريان
ولا رهان حالياً على تحقيق خرق في جدار الأزمة المحلية، بسبب الخلاف بين تياري المستقبل والوطني الحرّ.
ويزور وزير الخارجية الفرنسية لبنان يوم الأربعاء المقبل، ملوحاً بعصا العقوبات، فيما يعتبر الأفرقاء اللبنانيون أن العقوبات والمبادرة الفرنسية لا يمكن أن يلتقيا، لأن فرض عقوبات فرنسية يجعل المبادرة في حكم المنتهية، أو ينتقل النقاش إلى كيفية معالجة مسألة العقوبات ورفع الأسماء المستهدفة فيها. وهذا ينعطف بالمبادرة في اتجاهات أخرى.

لكن الوزير الفرنسي سوف يضع المسؤولين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم: ما لم يقدموا على خطوة جدية، تصبح العقوبات في حكم الأمر الواقع. واستعرض الفرنسيون طروحات كثيرة للعمل على إنجاح مبادرتهم في لبنان: عقد اجتماع جديد يشمل القوى اللبنانية، كاجتماع قصر الصنوبر. أو عقد اجتماع لممثلين عن الأحزاب السياسية، تشارك فيه شخصيات من الصف الثاني، أي على شاكلة مؤتمر سان كلو، ولكن بصيغة مصغّرة. وتداولوا أيضاً فكرة جمع الحريري وباسيل.

لكن هذه الأفكار كلها لم تصل إلى قرار حاسم، في انتظار ما يبحثه لودريان في لبنان وما يمكن أن يحققه.

تسهيل دولي
وتشير التقديرات المحلية إلى أن عملية تشكيل الحكومة ما دون الصفر. لكن هناك من يراهن على انعكاس التطورات الخارجية إيجاباً على الواقع اللبناني. لا سيما في ظل الحوار الإيراني – الأميركي، والإيراني – السعودي. إضافة إلى اهتمام واشنطن بلبنان من بوابة ترسيم الحدود، وتشديد وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل على ضرورة تشكيل حكومة، وعدم انتظار التطورات الخارجية، وتحديداً المفاوضات الإيرانية – الأميركية، لان الوضع في لبنان لا يحتمل الانتظار.

وهذا الموقف الأميركي يشير إلى تسهيل التشكيل. وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حسب مصادر متابعة نقلت عنه قوله: “لقد تغيرت الموانع والضغوط التي تحول دون تشكيل الحكومة في لبنان”.

وفي ظل هذه الأشارات هناك من يراهن على احتمال تطور إيجابي بفعل الأوضاع الخارجية. وعليه فإن فرنسا والولايات المتحدة وروسيا تبدو مهتمة بتشكيل الحكومة.

شروط موسكو على باسيل
وتؤكد مصادر تابعت زيارة باسيل الروسية، أن الروس شددوا على ضرورة تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري بلا ثلث معطل، ومؤلفة من اختصاصيين، وترضي الأفرقاء جميعاً.

ولكن روسيا لم تتقدم بأي مبادرة جديدة. فهي تركز فقط على ضرورة حماية الاستقرار وتشكيل الحكومة. وحاول باسيل تصوير زيارته انتصاراً صورياً له كرسته لقاءاته الروسية.

صحيح أن الروس منحوه شيئاً ما إيجابياً في الشكل. لكن المضمون كان ثابتاً وواضحاً: المباحثات السياسية اقتصرت على بوغدانوف من دون لافروف، الذي اقتصر لقاء باسيل به على غداء مدته ساعة واحدة. وهذا مؤشر له معانيه ودلالاته.

وقبيل لقاء بوغدانوف بباسيل استقبل الأول السفير اللبناني في روسيا، وأصدر بياناً واضحاً فيه الكثير من المعاني حول تشكيل الحكومة. وهذه إشارة واضحة إلى باسيل: روسيا تبلغ موقفها للبنان الرسمي.
وتكشف المعلومات أن بوغدانوف عبر عن أمله في أن يلتزم باسيل تعهده الذي قطعه قبل زيارته موسكو: حصول الزيارة واستقباله مرتبطان بتسهيله تشكيل الحكومة.

ولا تخفي المعلومات الاعتراض الروسي على مقاربة باسيل الحكومية، وخصوصاً في ما يتعلق بتسمية الوزراء المسيحيين. فرغبة التيار العوني في أن يكون الوزراء المسيحيون جميعاً من حصة عون، تعني أن يكون لرئيس الجمهورية 10 وزراء، بينما حصة رئيس الحكومة 6 وزراء، وهذا أمر غير معقول.

تابعنا عبر