
أعلن حزب الله، عبر مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف، مسؤوليته عن عملية قيساريا، التي استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواسطة طائرة مسيرة، وذلك ضمن تصعيد جديد في المواجهة مع إسرائيل.
وأكد عفيف أن “الحزب تمكن من استعادة خطوط الدعم العسكري واللوجستي بالكامل”، مشيرًا إلى “نجاح مقاتليه في تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مع استمرار الهجمات على المواقع العسكرية”.
كما أقر بوجود عدد من مقاتلي الحزب في الأسر لدى إسرائيل، مطالبًا الصليب الأحمر الدولي بالتحقق من سلامتهم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 19 من الشهر الجاري أن “3 طائرات مسيرة استهدفت منزل نتنياهو في قيساريا، مما أسفر عن أضرار في نافذة وساحة مقر إقامته”.
وتعتبر هذه العملية من الأهم في محاولة اغتيال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى.
ورغم صمت حزب الله في البداية، سارعت إسرائيل إلى اتهام إيران بالوقوف وراء العملية عبر أذرعها، مشيرة إلى أن “ذلك قد يكون ذريعة لتوسيع ردها المتوقع على إيران”.
ورأى الكاتب والباحث السياسي علي أحمد، أن “تبني حزب الله لعملية قيساريا يحمل دلالات تتجاوز التنفيذ العسكري”، مشددًا على أن “العملية تعكس قدرة الحزب على الرصد والمتابعة، وتثبت أنه يمتلك إمكانيات عسكرية واستخباراتية عالية”.
وأوضح أحمد أن “العملية جاءت ردًا على ادعاءات إسرائيل بتدمير قدرات الاستخبارات العسكرية للحزب”، مؤكدًا أن”القوة العسكرية لحزب الله لم تتأثر”.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي توفيق شومان أن “استهداف منزل نتنياهو يمثل سابقة لم تحدث منذ إعلان الاحتلال عام 1948″، مشيرًا إلى أن “كبار المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا على قائمة الاستهداف، مما يعكس المخاوف الإسرائيلية من عمليات المقاومة”.
أما الخبير العسكري حسن جوني، فيرى أن “تأخر تبني حزب الله للعملية يعكس حكمة معينة، وقد يكون الهدف منه استقصاء ردود الفعل الدولية أو الإسرائيلية حول هذه العملية النوعية”، ويعتبر أن “التبني يعزز معادلة جديدة تتمثل في قدرة الحزب على ضرب أي هدف إسرائيلي”.
وفيما يتعلق بموضوع الأسرى، شدد جوني على “أهمية تذكير إسرائيل بضرورة احترام قوانين الحرب”، مؤكدًا أن “قيادة الحزب تتابع قضية الأسرى وستبذل كل ما يلزم لتحريرهم، مما يعزز المعنويات على الجبهة”.