المسألة الأساس تتعلق بالإنتخابات الرئاسية
للبدء بعملية الإنقاذ ووضع البلد على سكة الخلاص
بقلم الكاتب صفوح منجّد
وسط هذا الجحيم الذي يعيشه البلد وهذا الدمار الشامل الذي أصاب ويصيب كافة المدن والقرى والمناطق في هذا الوطن أو ما تبقى منه فإن المسألة الأساس لم تعد تتعلق برئاسة الجمهورية، بل بالجمهورية نفسها، وخاصة في الظروف الراهنة وما نتج من جرائم ودمار وإنهيار طال كافة المرتكزات التي يقوم عليها لبنان ومنها قضية “الرئاسة الأولى”.
وفي ضوء خطورة ما جرى ويجري لم يعد مقبولا إستمرار تلك النزاعات القائمة بين الأقطاب والقوى السياسية والنيابية حول الإنتخابات الرئاسية وتبادل المناكفات في ما بينهم بشأن المرشحين الظاهر منهم والباطن وإنتماءاتهم السياسية والحزبية ومدى تقرّب هذا وذاك من ذلك الزعيم أو تلك المرجعية السياسية، وكل ذلك وسط تفشي المحاصصة وتقاسم المغانم قبل الحصول عليها وسط نزيف الدم الذي لم يزل البلد يعاني منه وقد يمضي وقت طويل قبل أن يستعيد سلامه وعافيته وإعادة بناء ما تهدم وما إندثر أو زال إلى الأبد.
فوجود رئيس للجمهورية في هذه الأوقات بالذات، بات المطلب الأساس في عملية الإنطلاق بتنفيذ عملية إعادة بناء الوطن على الأسس والمصالح الوطنية المطلوبة ،لإستعادة لبنان وإنقاذه من مخلّفات الدمار وما لحق به من آلام وفواجع أودت بحياة المئات من أبنائه، وشرّدت آلاف العائلات ودمرت قرى وبلدات ومدن بكاملها، ويبقى السؤال: ألم يحن بعد، قيام حكم بكامل رؤوسه وهيكليته، ويأخذ بعين الإعتبار كل ما هو مطلوب للإنقاذ والإعمار؟ وبالتأكيد هذه المرة بعيدا عن توزيع المغانم ، والأخذ بعين الإعتبار أنها قد تكون الفرصة الأخيرة لإمكانية بقاء بلد إسمه لبنان !!
وقبل كل شيىء فلترفع ايران يدها عن لبنان، وبهذا المبدأ فقط يمكن لما بقي من لبنان ان ينجو، فاسرائيل لن توقف آلة التدمير ما دامت ايران تصر على ربط لبنان بساحات الممانعة.. ونتنياهو لن يشبع من الدم ،ما دام لبنان خاضعاً خانعاً يطبق الاملاءات والأوامر الإيرانية، وآخرُ هذه الأوامر ما حمله وزير خارجية ايران في زيارته الأخيرة الى بيروت، وللتذكير فقط فان عباس عراقجي أتى الى لبنان على وجه السرعة وتحديدا بعد 48 ساعة على إعلان مبادرة عين التينة، والهدف: إجهاض المبادرة التي اعلنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ووليد جنبلاط.
فإنّ عراقجي أتى ليقول للمسوؤلين اللبنانيين: ” كيف تطالبون بوقف اطلاق النار؟ وكيف تتجرأون على إعلان فصل لبنان عن غزة؟ ايران لا ثقة لها بكم، وامر لبنان يجب ان يكون بيد ايران لا بايديكم ايها اللبنانيون، ولا حتى بيدي حزب الله!” ؟؟.
هكذا اوقعتنا ايران في المحظور، وحولتنا رهائن لديها، تماما كما حولت حزب الله مجرد منفذ لسياستها الملتبسة القاتلة. واكبر دليل على الالتباس القاتل للسياسة الايرانية ان مرشد الثورة في ايران يعتبر ان من واجب حزب الله دعم غزة، فيما رئيس جمهورية ايران مسعود بزشكيان يسترضي الاميركيين والعالم على شبكة “سي ان ان ” باعلانه ان حزب الله يخوض الحرب ضد اسرائيل منفردا!! وبينما يطالب الخامنئي بضرورة ازالة اسرائيل من ساحة الوجود، نرى بزشكيان يمد في نيويورك يد الصداقة و السلام الى العالم!!!
انها الازدواجية الايرانية التي ذهب حزب الله ضحيتَها ، والتي يكاد لبنان بأسره يدفع ثمنَها. .فالضاحية الجنوبية في هذه الصبيحة هادئةً تَعَضُّ على جراحها بعد ليالي مجنونة وزّع فيها العدو الإسرائيلي نيران صواريخه الثقيلة في قلبها وعند بعض أطرافها. ثلاثون غارةً وأكثرحوّلتِ الكثيرَ من الأحياء والمجمّعات السكنية والتجارية إلى كَوْمات من الركام اندمل تحتها جنى عمر المواطنين. أما الأطفال فيكفي الإستعانة بتقرير لليونيسف لمعرفة مدى الإجرام الذي يصيبهم، إذ يشير إلى مقتل أكثر من مئة طفل في لبنان خلال أحد عشر يوماً فقط ، فضلاً عن إصابة 690 طفلاً في الاسابيع الستة الأخيرة بسبب العدوان الإسرائيلي.
خارج الميدان العسكري، أفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري بأن ما يتم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإخبارية من كلام منسوب لرئيس مجلس النواب حول قنوات التفاوض ليس صحيحاً وهو لم يدلِ بأي تصريح.
من جهة أخرى، برز إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إستضافة بلاده مؤتمراً دولياً حول لبنان في الأسابيع القليلة المقبلة. هذا الإعلان لقي ترحيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أشاد بما وصفها بالمواقف المشرّفة للرئيس الفرنسي في دعم لبنان واستقراره، وجدد تأييد النداء المشترك الذي أصدرته فرنسا والولايات المتحدة بدعم من الإتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية مطالباً بالضغط على إسرائيل للإلتزام بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 فوراً.
هذا المطلب التقى ميقاتي في جانبٍ منه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى إنهاء أعمال العنف المروّعة وسفك الدماء في لبنان وغزة.
كما شدد وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والسعودي فيصل بن فرحان على ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 1701 من أجل السماح بعودة المدنيين على جانبي الحدود اللبنانية – الإسرائيلية إلى منازلهم، على ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
أما وزارة التربية اللبنانية، فحسمت مصير العام الدراسي وأعلن الوزير عباس الحلبي بدْءَهُ رسمياً في الرابع من تشرين الثاني في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية. كما أعلن الإجازة للمدارس الخاصة بالتعليم عن بعد وفق إمكاناتها المتاحة، أما الجامعة اللبنانية فتقرر الإستمرار بتوقف التدريس فيها.