شعار ناشطون

لوفيغارو: الغرب يخشى اتفاقاً نووياً بين روسيا وإيران

20/09/24 10:35 am

<span dir="ltr">20/09/24 10:35 am</span>

 

تساءلت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، في تقرير تحت عنوان “الغرب يخشى التوصل إلى اتفاق نووي بين روسيا وإيران”: في مقابل توريد الصواريخ الباليستية، هل تشارك روسيا الأسرار النووية مع طهران لمساعدتها على استكمال برنامجها العسكري؟.. وقالت إنه في كل الأحوال، فإن هذا ما يخشاه الزعيمان الأمريكي والبريطاني، وحذّر منه وزير الخارجية الأمريكي.

 

وأضافت الصحيفة الفرنسية القول إن الشكوك ليست جديدة.. فقد زودت روسيا طهران بالفعل بصواريخ مضادة للطائرات من طراز S-300 تهدف، من بين أمور أخرى، إلى حماية المنشآت النووية الإيرانية.

 

وفي الشهر الماضي، زار سيرغي شويغو، أمين مجلس الأمن الروسي المقرب من فلاديمير بوتين، طهران لتعزيز الشراكة العسكرية بين البلدين.

 

واعتبرت “لوفيغارو” أن ذلك يُشكّل أخباراً سيئة بالنسبة للغرب، حيث إن إيران، التي تعمل على تطوير برنامجها العسكري منذ عام 2002، أصبحت بالفعل على عتبة السلاح النووي، كما أن الاتفاق الموقّع في عام 2015، والمعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، مات ودُفن.

 

وتنقل الصحيفة الفرنسية عن أحد الدبلوماسيين البارزين قوله إنّ “تطور البرنامج الباليستي الإيراني، والذي أصبح واضحاً مع تسليم الصواريخ إلى روسيا، يجعل الأمور أكثر تعقيداً”.

 

وكانت هذه نقطة الضعف الرئيسية في البرنامج النووي الإيراني. وبنفس الطريقة؛ فإن المعرفة الروسية والمساهمة التي يقدمها المختصون لديها من شأنها أن تسمح لإيران بتسريع عملية تصنيع الأسلحة النووية، تقول “لوفيغارو”.

 

وتابعت الصحيفة الفرنسية القول إن هذه الحركة رغم أنها مثيرة للقلق، إلا أنها ليست مفاجئة.. فمنذ شهر فبراير من عام 2022، وحّدت الحرب في أوكرانيا الشريكين، وزوّدت إيران روسيا بطائرات “شاهد” بدون طيار، وساعدت في بناء مصنع للطائرات بدون طيار بالقرب من موسكو. ووفقاً للاستخبارات الأمريكية، تم مؤخراً تسليم الدفعة الأولى من الصواريخ الباليستية الإيرانية عالية السرعة من طراز فتح 360، التي يصل مداها إلى 120 كيلومتراً، إلى روسيا.

 

ولطالما أنكر الخبراء والدبلوماسيون الغربيون حقيقة التحالف بين موسكو وطهران، مسلّطين الضوء على حُسن النية النسبية لروسيا وتعاونها مع الدول الغربية لوقف التقدم النووي الإيراني في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، قبل انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد منها.

 

ورغم الحرب في أوكرانيا، كان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ما يزال يعوّل، في صيف 2022، على دعم روسيا لإحياء الاتفاق. لكن ذلك كان بهدف غض الطرف عن الواقع الجيوسياسي الجديد الذي يشمل المنطقة بأكملها الآن. ومع اعتماده بشكل متزايد على إيران لتكون قادرة على مواصلة حربها في أوكرانيا، يبدو أن الكرملين قد غيّر موقفه في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتخلّى عن ممارسة الضغوط، تقول ”لوفيغارو”.

 

وبعد الحرب في أوكرانيا- تتابع الصحيفة الفرنسية- لعب هجوم “حماس” ضد إسرائيل، في 7 أكتوبر 2023 ، والحرب في غزة أيضًا، دورًا في تسريع المعسكر المناهض للغرب. ويتّحد “محور الاضطرابات” الذي شكّلته روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية بشكل متزايد ضد الغرب، ويؤكد صراحة رغبته في تغيير النظام الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش لقائه مع سيرغي شويغو، في أغسطس/آب الماضي: “نعتقد أن عصر الهيمنة العالمية من قِبل قوى معينة، بما في ذلك الولايات المتحدة، قد انتهى”. فالمصالح الأمنية المتقاربة بين إيران وروسيا على المستوى الثنائي أصبحت الآن ذات طابع إقليمي وعالمي. وبعد طهران، حيث التقى بالرئيس الجديد، استقبل كيم جونغ أون سيرغي شويغو لتعزيز “الشراكة الإستراتيجية” مع كوريا الشمالية النووية، تُشير “لوفيغارو”.

 

والدبلوماسيون الغربيون الذين كرّسوا جزءاً من حياتهم المهنية، في مفاوضات لا نهاية لها، لمحاولة إبطاء تقدم البرنامج النووي الإيراني، لم يعترفوا بهذه الحقيقة علناً بعد، ولكن سرعان ما سيكون الأوان قد فات لمنع تحول إيران إلى قوة نووية.. وبعد أن باتت على مقربة شديدة من الهدف، لم تعد إيران مهتمة بالتفاوض. ورغم التهديد باندلاع حريق هائل في الشرق الأوسط، فمن الممكن أن تعتمد على وضعها النووي في المستقبل لمنح حلفائها في المنطقة، وأبرزهم “حماس” و”حزب الله”، مظلة وقائية، تضيف “لوفيغارو”.

 

ومضت الصحيفة الفرنسية قائلة إن تاريخ التدخلات العسكرية الأخيرة، سواء في العراق أو ليبيا أو أوكرانيا، والتي لم تكن محمية بمذكرة بودابست(1994) التي كان من المفترض أن تضمن أمنها مقابل تخلّيها عن أسلحتها النووية، يذكرنا بضعف الدول غير النووية. ولا شك أن التأثير المتلاشي الذي تعيشه الدبلوماسية الأمريكية على الساحة الدولية قبل كل انتخابات رئاسية، والحرب في غزة التي تحتكر إسرائيل، فضلاً عن المشاكل الداخلية التي تواجهها الديمقراطيات الأوروبية الكبرى، يعطي كل ذلك إيران مساحة جديدة لتعزيز تفوّقها. فهل روسيا هي التي تدير الآن الملف النووي الإيراني على المستوى الدولي؟ تتساءل “لوفيغارو”.

تابعنا عبر