ترأس شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي في دار الطائفة في بيروت، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، والنواب: هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، وائل أبو فاعور، والنائب السابق غازي العريضي، ورئيس وأعضاء قضاة المذهب الدرزي وأعضاء المجلس، حيث جرى عرض لمختلف الأوضاع العامة وشؤون المجلس وأعمال لجانه.
وتحدث في الاجتماع شيخ العقل فقال، “نحن اليوم على الصعيد الوطني في خضم أقسى التحديات. الصورة القاتمة لم تكشف بعد كل مكامن الخطر. لبنان الذي عهدناه، يترنح. تضيق إمكانات نهوضه تحت ضغط الأزمات المتوالدة من كل صوب. الوباء لا يضرب صحة الناس وحسب، بل يضرب بوجوه أخرى السياسة والاقتصاد والمقومات الوطنية برمتها. بل ثمة أوبئة موازية مثل فقدان التماسك الوطني، وانحطاط الأداء السياسي إلى أدنى المستويات، والنزوع المحبط نحو التشرذم واستثارة الشعبوية الطائفية، واللعب في صميم الهاوية وسط عالم ينغمس في لعبة الأمم الكبرى وصراع الأمبراطوريات المتجدد قديمها وحديثها”.
وأضاف، “اليوم إزاء كل هذه الأزمات المصيرية إن أنصف المرء لوجد رؤية وليد بك جنبلاط أنه استبق ويستبق على الدوام طرح سبل المواجهة، وبدعم وسائلها في كافة المستويات، وبتوطيد مقومات الصمود، وبدعم كل مبادرة من شأنها إنقاذ الكيان الوطني بناسه وبمعناه. وله الشكر على جميع جهوده وخاصة سبل مكافحة الوباء المستجد وكل ما يحصن المجتمع بالصمود”.
وتابع، “واقع الأمور هذا، يقتضي وعي الأمور بتجرد خالص. ونحن في المجلس المذهبي ومعكم ومن خلال المبادئ التي من شأنها أن تصون العشيرة لا بمعناها الطائفي بل بانتمائها الوطني العروبي المترسخ في صلب النسيج الاجتماعي العام والعيش المشترك سائرون”.
وقال إن “هذا المجلس، الممثل لكل قطاعات المجتمع، إدارة ولجانا وملاكا وظيفيا وأنظمة ونخبا واعية، كلها يجب أن توظف في كل حركة ساعية إلى خير الناس وخير المجتمع وخير الوطن مهما ازدادت الصعوبات والمعوقات. وإذا كانت فترة مسؤوليتنا الأولى فترة الإعداد والزرع ومواجهة النزاعات بالقرارات القضائية المبرمة، فلا بد يوما من حصاد الخير، ونسأل الله تعالى ان يلهم البعض في العشيرة والوطن ان لا غنى لهم عن المؤسسات للخروج من دائرة الفوضى. والله الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل”.
كذلك تحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وقال، “بعد 80 عاما استعدتم كمجلس مذهبي حق الدروز، وهذا يسجل انتصارا للمجلس الذي اخذ معنا إنشاؤه اكثر من خمسين عاما ولتوحيد مشيخة العقل وبالتالي وحدة الكلمة، لذلك المستقبل معنا في ما يتعلق، في يوم ما، بإمكانية استثمار هذه الأرض للصالح العام”.
وأضاف، ” لا استطيع اليوم ان ابشر بشيء ولن اقوم بأي مبادرة، فقط لبيت دعوة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون وقامت القيامة يمينا ويسارا، لم اكن المبادر وقلت لا بد من تسوية. ففي أوج الحرب عندما كانت المدافع تقصف، شكلنا حينذاك حكومة وفاق وطني مع امين الجميل الذي كنّا على عداء مع عهده في حينه، لم تعط نتيجة أمر آخر، لكننا شكلنا حكومة في أوج الحرب في الـ84 “بدك تتعاطى وتحكي مع الناس”، قمنا بمحاولة تسوية، الظروف لم تسمح. واليوم اذا كان من احد في البلد يظن انهم يفكرون بنا، فلا احد يفكر بنا، واذا لم يقم أصحاب الشأن الكبار بتسوية داخلية، فلا موسكو ولا غيرها تستطيع ان تنوب عنا بتسوية داخلية، نعتقد انها قد تفتح الباب امام التفاوض مع الهيئات الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من اجل تخفيف العبء الاقتصادي والاجتماعي ومدنا ببعض المال ولا مهرب. هذه مؤسسات دولية، شرط اننا كلبنانيين، نوحد ارقامنا المالية، فالمرة الماضية كان هناك ثلاثة ارقام، والفرق بينهم مليارات. آخر رقم للنائب إبراهيم كنعان والرقمين الباقيين اختلفوا عليهما. اعود وأكرر لم اقم بمبادرة وانما طرحت تسوية، انسحب من كل الموضوع وانشاء الله يأتيهم الالهام، لان الآتي اصعب والظروف المحيطة لا احد يفكر بالآخر، وربما هناك امل من المبادرة الفرنسية بما تبقى”.
وتابع، “سويا مع الخيرين داخليا وفي المغترب، قمنا بجهد متصل بدعم العشيرة المعروفية العربية، من خلال دعم القطاع الصحي ومواجهة كورونا، والعبء سيزداد في غياب التسوية، وهناك اعباء إضافية متعلقة بهجرة الادمغة، مثلا مستشفى عين وزين خسرت 30 طبيبا والجامعة الأميركية اظن اكثر من مئة وعلى الطريق. ومع الأسف لا يوجد افق. مهمتنا تحصين المؤسسات الصحية والمواطن، واتحدث عن المناطق المختلطة من إقليم الخروب الى راشيا وحاصبيا ومرورا بالجبل. وبالمناسبة اتصلت بوزير الصحة من اجل استبدال مجلس إدارة مستشفى حاصبيا الذي لم يستطع مواجهة ازمة كورونا او حتى المريض العادي، نريد ادارة جديدة تقوم بذلك وبعيدا من السياسة. اذا المهم الان كيفية تحصين الطواقم الطبية في المستشفيات من أطباء وممرضين وممرضات، قبل ان تصبح المستشفيات خالية من هؤلاء، هذه مهمة مشتركة جديدة. وانني اشكر جميع الذين ساهموا بمن فيهم المغتربين من الموحدين وغيرهم من الخيرين الذين لبوا بشكل جيد ويستطيعون اكثر، وكل من تعاون بهذا الموضوع”.
وتمنى “في المهمات الجديدة للمجلس المذهبي كما سبق وذكرت بعد إعادة الحق الى أصحابه الى كل الدروز، ان تأتي فرصة لاستثمار هذا العقار للصالح العام والمحتاجين والمؤسسات”.