مسرح جديد-قديم، استعاد دوره في بيروت بعد سنوات من الاقفال. مسرح الإليزيه في ساحة ساسين، الأشرفية، الذي استقبل الأعمال المسرحية منذ السبعينات، قدم فيه روميو لحود 12 عملاً مسرحياً ضمت أسماء نجوم التمثيل والغناء في لبنان من بينها: “سنكف سنكف” (1974)، “بنت الجبل” (1977)، “اسمك بقلبي” (1978)، “أوكسيجين” (1979)، “ياسمين” (1980)، “نمرود” (1981)، “حكاية أمل” (1982)، و”الحلم الثالث” (1985). وقف على خشبته فنانون أمثال: أنطوان كرباج وفيليب عقيقي وسلوى القطريب وايلي شويري وجورجينا رزق وغيرهم، قبل ان يقفل بسبب تصاعد حدة الحرب. وفي التسعينات بعد انتهاء الحرب، تعرض لحريق كبير ثم رُمّم وعرضت فيه صباح مسرحيتها “الأسطورة”. بعد ذلك تحول المسرح الى صالة سينما ضمن سلسلة “امبير” مدة أربع سنوات قبل ان يطوي صفحة العروض الفنية.
مسرح ومعرض تشكيلي
افتتح المسرح بحلّته الجديدة بمعرض فنّي جماعي يُقام في صالته الخارجية، تتولى تقييمه نور خير الله، ويحمل عنوان «طبقات الوجود»، ويجمع المشاريع الفنيّة لطلّاب الدبلوم في الجامعة اللبنانية. وأول الأعمال في المسرح كان مسرحية “شو صار ليلتا؟” من اخراج نيكول صليبا وتمثيل شربل ابي نادر وميليسا حجيج.
وبحسب مديرة المسرح فيروز أبو حسن، ستعرض مسرحية في 6 أيلول بعنوان «رَبّ المجزرة»، تحمل توقيع المخرجة تمارا أبو رسلان، ويؤدي بطولتها: سمعان عتّيق، ونيكول صليبا، وروماريو عقيقي وسينتيا موسى. وفي 7 أيلول، تُعرض مسرحيّة «ألف عصفور» من اخراج شربل بحري وتمثيل تيريزا صالح، ومنير شليطا ومروة سيف الدّين. وتستعرض المسرحية قصة فتاة في الثانية عشرة من عمرها، تحبّ الركض، لكنّها تكتشف أنّها تعاني مرض اللوكيميا، نتيجة قنبلة نووية اجتاحت قريتها قبل عشر سنوات. وفي 8 أيلول، سيكون الجمهور على موعد مع مسرحية مقتبسة عن رواية فرانز كافكا، تُعرض للمرة الأولى على خشبة «الإليزيه» تحت عنوان «ميتا مورفوز» من اقتباس وإخراج غيدا حكيم، وتمثيل تيريزا صالح ومروة سيف الدين وفرح السيد. وفي13 و15 أيلول، تعرض «بعد في عبد؟» من اخراج علي عسيلي، وهي مسرحية تحاكي الواقع الاجتماعي اللبناني.
عرض الافتتاح
“شو صار ليلتا” المأخوذ عن نص “جرائم زوجية صغيرة” لإريك إيمانويل شميت، كان بداية انطلاقة عروض مسرح الإليزيه في الأشرفية. عرض مسرحي يتناول الحب الذي يدوم، من المسرحيات القليلة التي لا تشبه عشرات العروض المتحدثة عن حب يبدأ وحب ينتهي. يعود الزوج الى منزله بعد تعرضه لحادث غامض يؤدي الى فقدانه الذاكرة، تستقبله زوجته، فلا يتعرف عليها. من هو هذا الزوج؟ وماذا ستخبره زوجته من تفاصيل حتى يستعيد ذاكرته؟ ماذا لو كانت تكذب؟ وماذا لو كان هو الكاذب إذ يدعي فقدان الذاكرة؟
نص مشحون، مليء بالمفاجئات والصدمات من خلال الحوارات السريعة التي تجرب حافة الهاوية وحيل ذكاء يدعم العاطفة، في محاولة من الزوجين لإنقاذ هذه العلاقة من المراوحة القاتلة واستعادة السعادة.
يرمي الزوجان في حوارهما بالأسئلة المشككة في هذا الحب، ويدفعانها الى حافة الهاوية قبل ان يلتقطا علاقتهما لينقذاها من السقوط. نص رشيق ومشحون بالالتباس الذي يفضح العلاقات: ماذا يريد الزوج من الادعاء بفقدان ذاكرة عمرها خمسة عشر عاماً من الحياة الزوجية؟ ولماذا لا تخبر الزوجة زوجها بكل شيء؟
يتساءل إريك شميث في مسرحيته: ماذا لو بدأ الحب بمجرد اننا لم نعد في حالة حب؟