استنكر عمدة روما وآخرون، تشويه لوحة جدارية في الشارع (غرافيتي) احتفت ببطلة الكرة الطائرة الإيطالية باولا إيغونو، التي ساعدت في قيادة إيطاليا إلى الفوز بأول ميدالية ذهبية أولمبية لها على الإطلاق في كرة الطائرة للسيدات، بعدما واجهت سنوات من الإساءة العنصرية في وطنها الذي يسيطر عليه اليمين المتطرف حالياً.
واختيرت إيغونو، التي ولدت في إيطاليا لأبوين من أصل نيجيري، كأفضل لاعبة في البطولة بعدما قادت إيطاليا للفوز على الولايات المتحدة المدافعة عن اللقب، يوم الأحد الماضي، في باريس. وتوجت الميدالية الذهبية بطولة أولمبية هيمنت عليها السيدات الإيطاليات، اللواتي لم يخسرن سوى مجموعة واحدة فقط، حسبما نقلت وكالة “أسوشييتد برس”.وبعد ساعات من انتهاء الألعاب، احتفلت فنانة الشارع لايكا، بإيغونو، من خلال غرافيتي أمام مقر اللجنة الأولمبية الإيطالية في روما. وحمل العمل عنوان “الإيطالية”، وظهرت فيه إيغونو، بشعرها المميز بتسريحة ذيل حصان الطويل، وزيها الأزرق للمنتخب الإيطالي، وهي تضرب كرة كُتب عليها “أوقفوا العنصرية والكراهية ورهاب الأجانب”.
كانت تلك إشارة إلى سنوات الإساءة العنصرية التي تحملتها إيغونو كلاعبة رياضية سمراء في إيطاليا، حيث شككت شخصيات بارزة بانتظام في جنسيتها وإيطاليتها، علماً أن اللاعبة إيطالية وحصلت على أحد أعلى الأوسمة المدنية في البلاد العام 2021 من الرئيس الإيطالي السابق سيرجيو ماتاريلا.
وبعد يوم واحد من بدء تداول صور الغرافيتي الاحتفالي الذي رسمته لايكا، قام شخص ما بالرسم فوق العمل الأصلي، ما أدى إلى تحول بشرة إيغونو الداكنة إلى اللون الوردي وطمس الكلمات الموجودة على الكرة. وندد عمدة روما، روبرتو غالتييري، بالتخريب ووصفه بأنه “إهانة دنيئة ومخزية” لكل من إيغونو ولايكا.وفي بيان للإشادة بعظَمة إيغونو الرياضية والتزام لايكا بمكافحة رهاب الأجانب، قال غالتييري: “من المحزن أنه في العام 2024 مازال هناك عنصريون أسرى لجهلهم ويريدون إعادة التاريخ إلى الوراء”. وفي وقت لاحق، الثلاثاء الماضي، استخدم شخص آخر قلم تحديد داكن اللون لمحاولة استعادة التصميم الأصلي الذي رسمته لايكا.
والعام 2022، هددت إيغونو بالانسحاب من المنتخب الوطني بعد تعرضها لإساءة عنصرية عبر الإنترنت شككت في هويتها الإيطالية، وهو دليل على الافتراضات الشائعة بأن أي شخص أسمر هو مهاجر. وضم فريق كرة الطائرة الإيطالي الفائز إيطاليات سمراوات أخريات، بالإضافة إلى إيكاترينا أنتروبوفا، وهي روسية لعبت لفترة طويلة في إيطاليا ومنحتها الحكومة الجنسية الإيطالية العام الماضي.
وفي منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشرح الغرافيتي، كتبت لايكا أنه لا مكان في إيطاليا لرهاب الأجانب أو العنصرية أو الكراهية أو التعصب. وكتبت: “العنصرية وباء اجتماعي يجب التغلب عليه. والقيام بذلك من خلال الرياضة أمر مهم جداً”.
