مرة جديدة تثبت الفنانة اليسا انها ملكة الإحساس بامتياز، فخلال الحفل الضخم الذي احيته في مدينة “مالمو” السويدية امتلأت ساحة Stortorget والشوارع المؤدية اليها بشكل كامل وتخطى عدد الحضور اكثر من ٣٠ الف شخص من الجاليات العربية، تألقت الفنانة الكبيرة في أدائها الشفاف حيث قدمت باقة من اجمل اغانيها، واشعل ليل مدينة “مالمو” اكثر مما كان متوقعا ومنتظرا ولمدة ساعة وربع الساعة، تميزت حضورا وغناءً وجماهيرية وردد الجمهور معها الأغاني.
ورغم أجواء البهجة التي سيطر على الحفل فان اللافت ان الفنانة القديرة، لم تستطع ان تتمالك دموعها، لدى تأديتها اغنيتها الشهيرة “بتمون”، وقد حاولت إخفاء دموعها بيديها، مما أدى الى تفاعل كبير من قبل الجمهور الذي لم يستطع الا مشاركتها بالبكاء متأثرا بكلماتها واغانيها.
فاليسا نقلت اجمل صورة عن لبنان وشعبه وحبه للحياة ،وفي الوقت نفسه تضامنها مع القضايا العربية، وهي تطرقت خلال الحفل إلى الحروب التي يشهدها الوطن العربي، خصوصا في غزة والسودان ولبنان، وتمنت السلام لجميع الدول، وهي نجحت بإشعال الأجواء في حفلتها الضخمة.
وكان اللافت، انه وخلال أدائها اغنية “من اول دقيقة” القى احد الحضور “الكوفية الفلسطينية” نحوها، لتلتقطها وتتشح بها طول وقوفها على المسرح.
كما انها قامت برفع العلم اللبناني خلال أغنية “نسم علينا الهوى” للمطربة فيروز، ووجهت التحية للحضور العربي الذي كان أغلبه من دول سوريا ولبنان وفلسطين والعراق.
وتحدثت إليسا الى الجمهور الضخم من الجاليات العربية وخاصة الجمهور اللبناني والجمهور السوري، إضافة إلى السويدي، وهي تمسح دموعها قائلة: “اعتدت من الجمهور أنه يحبني، لكن لم أتوقع أن أكون في بلد في آخر الدنيا ويكون كل هذا الحب موجود شكرا لكم كثير.”
كما حرصت الفنانة اليسا على ابداء تضامنها مع غزة، مشددة على ان الغناء مهنتها، وانه من حق كل انسان ان يحظى بلحظة فرح في ظل الظروف السيئة التي يعيشها العالم.
ووفقاً لمواقع إخبارية عدة فقد تسبب الحضور الجماهيري في انقطاع الإنترنت بسبب الضغط على أبراج تغطية الاتصالات نتيجة البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تصدر حفل الفنانة الترند على منصة “إكس” في عدد من الدول العربية.
وقد عبرت الفنانة اليسا في تدوينة لها عبر حسابها على منصة إكس: “كانت الليلة الماضية في مالمو لا تُنسى! لقد جعلتني أبكي.. أكثر من 30 ألف صوت يغنون معًا – ما زلت عاجزة عن الكلام فشكرا للفنانة اليسا التي رفعت وترفع اسم لبنان عاليا في عواصم العالم من خلال فنها الراقي وصوتها الرائع، وكلنا فخر بك وبوطنيتك.
وكم نحن بحاجة حقا لأمثال هذه الفنانة الكبيرة ذات الإحساس المرهف، والتي أظهرت امام العالم حبها الحقيقي لوطنها، وتضامنها الفعلي مع القضايا العربية.
هذا، ومن المقرر أن تحيي الفنانة اللبنانية حفلًا فنيًّا آخر الخميس المقبل في العاصمة السويدية ستوكهولم، ضمن مهرجان ستوكهولم.