آلاف الأطفال مهددون بالموت والمجاعة في غزة والنزوح يتجدد
“هدهد” الحزب يكشف المواقع الإستراتيجية للعدو ويعرضها للخطر
هل زال خطرُ إقدام إسرائيل على شن هجومٍ اسرائيلي وشيك على لبنان؟
بقلم الكاتب صفوح منجّد
كل الوقائع تشير إلى أن المنطقة ليست في “طريق السلامة” وأن الإتصالات الدولية الجارية لم تصل بعد إلى مرحلة الوثوق بالتصاريح والبيانات والزيارات التي قد يستشف البعض إمكانية أن تحمل شيئا من التفاؤل، في حين أن التصعيد جارٍ (على قدم وساق) والأمور تتجه نحو إعلان “ساعة الصفر” لإشتعال الجبهات على الرغم من تعدد الزيارات على مستويات عالية وتداول التصاريح من مختلف الأفرقاء والتي تحمل معها (السمُ في الدسم) ولا تشير بصراحة إلى بصيص أمل لإسدال ستارة الحرب.
ففي الوقت الذي تزدحم فيه المنطقة على صعيد اللقاءات والزيارات على أرفع المستويات تتكثف التصاريح المسائية التي تطيح بكل ما تمّ بثه صباحا وتوحي بأن الأفرقاء يقتربون من سلوك طريق السلام والعكس صحيح بالنسبة لتوقيت التفاؤل والتشاؤم.
ففيما كان الموفد الأميركي أموس هوكستاين يجول على المسؤولين اللبنانيين، كان مسؤول إيراني يحذّر من مخطط إسرائيلي لإغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وقيام مبعوث إيراني بزيارة قريبة إلى بيروت.
وفي خضم ذلك يعلن مسؤول أميركي عن سعي بلاده لتجنب حرب أكبر على حدود لبنان وإسرائيل، وتأتي المعلومات بأن إيران قد نجحت في تطوير مسيّرة أسمتها “الهدهد” بإمكانها رصد مختلف الأماكن العسكرية التابعة للعدو الإسرائيلي. ونشر الاعلام الحربيّ التابع للمقاومة فيديو لطائرة مسيرة تابعة له، تصور المناطق الحساسة والمخازن الكيميائيّة والمستوعبات النفطية والميناء في مدينة حيفا في فلسطين المحتلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 3 أهداف (تحلق) قادمة من لبنان.
من جهته، نشر حزب الله ، مقطعاً مصوراً مدته تسع دقائق و31 ثانية لما قال إنها لقطات صورتها طائرة مراقبة تابعة له لمواقع في إسرائيل منها موانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا التي تقع على بعد 27 كيلومتراً من الحدود اللبنانية.
على صعيد آخر أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 تشرين الأول حتى اليوم إلى 37372 شهيدًا و85452 إصابة.
وذكرت الوزارة في تقريرها الإحصائي في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 25 شهيدًا و80 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ومنذ بداية عيد الأضحى يوم الأحد الفائت، تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف مناطق مدنية متفرقة بقطاع غزة ما أسفر عن شهداء وجرحى.
وبدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، ارتفاع حصيلة الشهداء في صفوف الصحفيين داخل القطاع إلى 151 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في تشرين الأول.
وكان آخر الشهداء الصحفي محمود قاسم العامل في صحيفة فلسطين، الذي استهدفت طائرات الاحتلال منزله قبل يومين في مدينة غزة.وقد علّقت لجنة حماية الصحفيين بالقول إن هذه الحرب هي الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين، منذ بدء عمل اللجنة قبل 35 عامًا.
غزة تتجه نحو المجاعة
في هذا السياق، لفت المكتب الإعلامي الحكومي في بيان إلى أن غزة تتجه للمجاعة بشكل متسارع في حين أن الاحتلال والإدارة الأميركية “يقودان مؤامرة لمنع وصول المساعدات والبضائع إلى الشعب الفلسطيني”.
وطالب المكتب بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف هذه الجريمة، معتبرًا أن منع إدخال المساعدات والغذاء “أداة للضغط السياسي، وعمل على مضاعفة المعاناة في جميع محافظات قطاع غزة بشكل ملحوظ”.
كما حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من أن 3500 طفل يهددهم الموت جراء سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة”.
وطالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالوقوف عند مسؤولياتهم، “واتخاذ موقف شجاع بفرض تدخل دولي فوري وعاجل لوقف هذه الجريمة التي سيذهب ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين والأطفال والمرضى”.
ودعا إلى “فتح معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، وإدخال المساعدات والبضائع، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر التاسع على التوالي”.
تجدد النزوح
من جهته، أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم بأن نحو مليون نازح فلسطيني اضطروا للنزوح مجددًا منذ تكثيف إسرائيل هجماتها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
فقد أشار تورك في كلمة له خلال افتتاح الدورة الـ56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إلى أنه “شعر بالرعب من تجاهل أطراف النزاع في غزة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، مشددًا على أن هناك وفيات ومعاناة يصعب تصديقها.
وأضاف تورك: “نتيجة للهجمات الإسرائيلية المكثفة، قُتل أو جُرح أكثر من 120 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة منذ 7 تشرين 2023”.
وتابع: “منذ أن ركزت إسرائيل هجماتها على رفح بداية تشرين، أُجبر نحو مليون نازح فلسطيني للنزوح مرة أخرى”، ولفت إلى أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية في غزة تدهور بشكل أكبر.