شعار ناشطون

تدمير مقابر الفلسطينيين وسرقة جثث الغزاويين جريمة حرب جديدة في سجل الإحتلال منذ 1948  العدو يهدف إلى نشر الأوبئة والأمراض الفتاكة للقضاء على أبناء غزة الذين لم تقو عليهم الحرب

02/03/24 09:46 am

<span dir="ltr">02/03/24 09:46 am</span>

 

مقال للكاتب صفوح منجّد

 

في اليوم ال 148 على إندلاع “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي يبدو أن العدو الإسرائيلي ممعن في جرائمه الوحشية إلى جانب إمتهانه لمخططاته الهادفة إلى تنفيذ الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الذي يأبى الخضوع والإنصياع لقوات الإحتلال على كامل أرضه المحتلة ويواصل الجهاد لدحر آلة الحرب الإسرائيلية الساعية إلى إرتكاب أبشع المجازر والجرائم بحق شعب “لم يشبع” من النضال والكفاح للحصول على لقمة عيشه والتحرر من آلة حرب تستخدم كل الوسائل اللاإنسانية في سبيل الحصول على “وهم” القبول بمواصلة سلب أرض ليست أرضه، ويستخدم كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة وكل المخططات الشيطاينة لتنفيذ مآربه والتي للأسف تلقى من يشجعها ويمولها من مجرمي العالم الذين يمعنون في “إغماض” عيونهم عن تلك الجرائم الشنعاء بل تراهم يجدّون السعي لإيجاد المخارج لهذا العدو وتبرئته من أعماله الوحشية في وقت ما تزال فيه “العين العربية” ماضية في عدم الإبصار.

 

فبعد أقل من ساعات معدودات على جريمة الفتك بمئات الغزاويين وغالبيتهم من الأطفال والنساء دهسا بالدبابات والآليات الحربية أثناء توجههم إلى الشاحنات التي كانت تقل المساعدات الغذائية والتموينية لهم ولعائلاتهم إلى جانب الأدوية والتجهيزات الطبية الأخرى .

إذ بهذا العدو “الملعون” يلجأ إلى أبشع جرائم العصر، وبأمر من قيادتهم الحقيرة يتحرك المئات من عناصره المسلحة وبغطاء من الآليات الحربية المدرعة تقوم الجرافات بنبش قبور ومدافن الغزاويين الشهداء الذين سقطوا بأيدي هؤلاء القتلة الذين لم يشبعوا من الدماء بل عمدوا إلى الجثث للفتك بها من جديد والتنكيل بأجسام الشهداء الذين ما يزالون يبثون الرعب في أعدائهم وهم أحياء عند ربهم يرزقون، مما يكشف حقيقة مشاعر الخوف لدى هؤلاء السفاحين الذين عمدوا أيضا إلى تحطيم “شواهد القبور” في محاولة لإبادة الحجر أيضا.

ووفقا للقانون الدولي، فإن الهجوم المتعمد على مقبرة يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، وما تفعله إسرائيل يتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية، حيث يتعمد جيش الاحتلال تجريف مقابر الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء العملية البرية، ونبش القبور لاستخراج الجثامين، ومن ثم سرقة بعض الجثث، علما أن هذه الجثامين قد تم دفنها في الأماكن العامة وتحت أنقاض المباني ولاسيما في جوار المستشفيات بسبب تعذر الوصول إلى المقابر نظرا لصعوبة ذلك من جراء الأعمال القتالية.

وقد اعترف الجيش الإسرائيلي، أول أمس بتدمير مقبرة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ونبش قبور فيها، بحجة البحث عن جثث محتجزين إسرائيليين وهي ذريعة يعتمدها العدو في عملياته الشيطانية لتغطية مراميه وأهدافه الشنيعة، فأعلن عبر بيان لقيادته العسكرية “في إطار معلومات استخباراتية وعملياتية مهمة، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات إنقاذ جثث رهائن في مواقع حساسة ومحددة، استنادا لمعلومات تشير إلى احتمال العثور على جثث الرهائن فيها”.وسرعان ما تبين زيف هذه المعلومات .

وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي باستخراج الجثث، وذلك بعد انتشار تقارير عديدة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر آثار الدمار الذي خلّفته قوات الاحتلال في العديد من المقابر، وسرقتها الجثث وتركها بقايا بشرية مكشوفة.

نبش 1100 قبر

وسرقة 150 جثة

ودمر الاحتلال كذلك مقبرة التفاح شرق غزة، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن جيش الاحتلال نبش 1100 قبر في المقبرة وسرق 150 جثة، وقال إن آليات الاحتلال جرفت مقبرة التفاح وأخرجت جثامين الشهداء والأموات منها، “وداستها وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر”.وقد أظهرت صور إلتقطها أبناء غزة آثار التجريف التي خلّفتها قوات الاحتلال .

ووفقا للقانون الدولي، فإن التدمير المتعمد للمواقع الدينية، مثل المقابر، ينتهك القانون الدولي ويمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، إلا في ظل ظروف ضيقة تتعلق بأن يصبح هذا الموقع هدفا عسكريا، ووفق ما ذكر خبراء قانونيون فإن أفعال إسرائيل يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

 

هذا وكشفت تقارير أعدها عدد من الأطباء الفلسطينيين الذين ما يزالون يعملون في غزة وسط الصعوبات  التي تعاني منها المستشفيات في القطاع أن عمليات نبش قبور الفلسطينيين من قبل الصهاينة عمل غير بريىء سيما وأنّ العديد من الأمراض والأوبئة وغالبيتها تندرج في إطار الأمراض الفتاكة بدأت تظهر وتتفشى بمعدل متسارع بين الأهالي ومن مختلف الأعمار.

وذكرت هذه التقارير أن هذه الأمراض بدأت تتفشى وتنتشر في أعقاب قيام قوات العدو بنبش قبور الشهداء وترك جثامينهم في العراء، وحذّر هؤلاء الأطباء من مخاطر ذلك وتوجهوا بالطلب إلى الدول العربية وإلى شعوب العالم وتحديدا الأمم المتحدة للتدخل السريع لمعالجة مخاطر هذه الكارثة الإنسانية والتي تهدد قطاع غزة بالإبادة الجماعية وهو الأمر الذي تسعى إليه القوات الإسرائيلية الرامية إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وإن ما لم تحققه بالقتل والإرهاب فليكن بواسطة الأوبئة والأمراض الفتاكة.

 

 

 

 

تابعنا عبر