كتبت جويل الفغالي في “نداء الوطن”: “برزت في الآونة الأخيرة مع استفحال وباء “كورونا“، كلمة “Delivery”، أو ما يعني توصيل الطلبيات، بشكل واسع. فازدهر العمل في هذا المجال بصورة ملحوظة، مستفيداً من استثنائه من إجراءات الإغلاق ومنع التجول، وحاجة المواطنين الكبيرة للحصول على الحاجات الأساسية والكمالية. فاتجهت مؤسسات تجارية ومطاعم عدة إلى إدراج قسم التوصيل من ضمن قائمة خدماتها، وأخذ هذا المجال يتحوّل إلى قطاع قائم بحد ذاته.
الطلب على خدمة التوصيل كسر الجمود في قطاع الأعمال بشكل نسبي. و”في الوقت الذي كان فيه معدل طلبيات الدليفري لا يتخطى الـ 20 طلبية يومياً، ارتفع هذا المعدل ليصل إلى ما بين 80 و100 طلبية في اليوم الواحد، بحيث يكون الضغط الأكبر في أوقات المساء”، يقول صاحب مطعم “Sud” ميشال يزبك. كما وبدوره يؤكد صاحب مطعم Lamb House إبراهيم أبو العز “إرتفاع عدد توصيلات “الدليفري” منذ بدء جائحة كورونا حتى اليوم”.
الإستمرارية لا الربحية
ازدياد الطلب على خدمات التوصيل ترافق مع ارتفاع ملحوظ في كلفتها. فـ”تلاعب سعر الصرف، وارتفاع أكلاف التغليف من ورق، وكرتون، ونايلون، وأدوات بلاستيكية… حتّم على المطاعم زيادة أكلاف التوصيل على أسعارها، بعدما كانت تقدم هذه الخدمة بشكل شبه مجاني”، بحسب يزبك. “فمعدل الربح في المطاعم تراجع كثيراً، ولم يعد يتجاوز 5 في المئة. وما الإستمرارية وتنويع الخدمات إلا للحفاظ على الإسم وتفادياً لصرف الموظفين وتركهم دون عمل وراتب”. كما يؤكد أبو العز أيضاً “أهمية التركيز على الإستمرارية في الوقت الحاضر وليس على الربحية”. وبرأيه فانه “من الصعب الوصول الى المعدل الربحي المعتاد الذي كنا نعتمده من قبل، ونحن كمطعم موجود في السوق لأكثر من 50 سنة، من الصعب أن نرفع الأسعار على أساس تحقيق أرباح هائلة”.