زياد عيتاني – اساس ميديا
تحوّلت الحرب أو المساجلات الحاصلة على الحدود بين الحزب وإسرائيل إلى حرب تهجير بعدما اتّخذت طابعاً أمنيّاً حاداً في الأسابيع الأخيرة، حيث تؤكّد أوساط مطّلعة قريبة من الحزب لـ”أساس” أنّ المسألة لم تعد تمدّد الحرب وتوسّعها، فالحرب قد تمدّدت وتوسّعت، وها هو الأميركي قد تورّط بها واستُدرج في العراق واليمن.
وتتابع: “حكومة العدوّ الإسرائيلي في الأيام الأخيرة لم تعد تتحدّث عن وقف للقتال على الحدود مع لبنان. بل تتحدّث عن وقف هجرة المستوطنين في المستعمرات الشمالية”.
وتضيف لـ”أساس”: “العدوّ الإسرائيلي أرسل تهديدات عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين بتوسعة رقعة التهجير بحيث يتمّ تهجير سكان مدينة صور في حال لم تقدّم الضمانات الواضحة لعودة سكان مستعمرة كريات شمونة. وقد أبلغت المقاومة كلّ الوسطاء ومن حمل هذه الرسالة أنّ تمدّد التهجير إلى مدينة صور يعني تمدّد تهجير الإسرائيليين إلى حيفا. كريات شمونة ليست مقابل صور بل حيفا مقابل صور”.
تقول هذه المصادر عن تراجع عدد العمليات التي ينفّذها الحزب على الحدود: “المقاومة تجتهد في البحث عن جنود إسرائيليين كي تستهدفهم، ومع الأيام بات الأمر يحتاج إلى جهد كبير، بخاصة أنّ الجيش الإسرائيلي أعاد انتشاره كما المقاومة أعادت انتشارها. لقد بات الجيش الإسرائيلي مثلنا ينام في الحقول والأحراج بعدما أخلى ثكناته ومراكزه العسكرية المعروفة، كما انتشر في بعض منازل المستوطنين”.
تؤكّد أوساط مطّلعة قريبة من الحزب لـ”أساس” أنّ المسألة لم تعد تمدّد الحرب وتوسّعها، فالحرب قد تمدّدت وتوسّعت، وها هو الأميركي قد تورّط بها واستُدرج في العراق واليمن
تتابع قائلة: “لا حلول سياسية جدّية مطروحة. كلّ المبعوثين الأجانب يسعون إلى حصر الخسائر الإسرائيلية وضبط الوضع. الحقيقة هي أنّ كلّ الملفّات وكلّ الدول باتت مرتبطة بغزة، والإسرائيلي لن يهدأ في غزة، وهو والأميركي يدركان أنّ أيّ قرار لوقف إطلاق النار يعني انتصار حماس. اتركوا خارطة غزة، ضعوا خارطة، أين نقاط الاشتباك والتوتّر؟ هي في اليمن عبر باب المندب وعلى الحدود الأردنية السورية وجنوب لبنان والعراق. ولا يمكن فصل أيّ بقعة توتّر عن بقعة أخرى”.
ماذا عن غزّة؟
تشير مصادر حركة حماس لـ”أساس” إلى أن لا أفق لحلّ سياسي في غزّة حتى الآن، والمواجهات مرشّحة للاستمرار لوقت طويل، وتقول إنّ “أيّ مبادرة لا تنطلق من قرار لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزّة محكومة بالفشل ومضيعة للوقت. الحركة لن تدخل بهدن مؤقّتة ولا بصفقات مبتورة، وهي متمسّكة حتى النهاية بالوصول إلى قرار لوقف إطلاق النار وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزّة”.
في ما يتعلّق بالوضع الميداني في غزّة تلفت إلى أن “لا وجود لسيطرة إسرائيلية في الوسط والشمال بعد الضربات القاسية التي وجّهتها المقاومة للجيش الإسرائيلي الذي يعتمد على عمليات التوغّل لا التمركز الدائم والاجتياح، إذ تتوغّل الدبّابات الإسرائيلية ثمّ تعود فور انتهاء مهمّتها إلى المواقع الخلفيّة في غلاف غزّة”.
تضيف: “المقاومة أعادت انتشارها في كلّ منطقة الشمال، وهي تقاتل الآن فوق الأرض وتحت الأرض، فيما لم يتمّ بعد إحصاء عدد الأنفاق المتضرّرة أو السليمة، لكنّ ما يمكن تأكيده أنّ الوضع العسكري والعمل المقاوم باتا في الشمال تحديداً أفضل ممّا كانا عليه في بداية العدوان”.