كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
لن يكتب لزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت، النجاح، وبالتالي فانها لن تثمر بفكفكة العقد الحكومية، بل يبدو انها ستزيد الطين بلة، لا سيما لجهة استثناء قيادة التيار الوطني حرّ من الجولة على المسؤوليين اللبنانيين. وقد شنت مصادر سياسية رفيعة قريبة من التيار هجوما على شكري، وشبهته بـ”مفوض سامٍ عنجري”، واتهمته بتهميش المسيحيين والتعامل معهم باستعلاء!
وفي التفاصيل، اشارت المصادر عبر وكالة “أخبار اليوم” ، الى ان زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري اتت مباشرة بعد لقاءات عقدها في باريس، لكنه لم يحمل اي مبادرة مصرية ولا حتى افكار، بل القاهرة تعمل في ظل المبادرة الفرنسية وتسوق لها.
واذ لفتت المصادر الى ان مصر تتخذ طرفا في الأزمة اللبنانية، الامر الذي لا يساعد على تعزيز الدور الجامع الذي تسعى اليه عربيا ودوليا، قالت: من خلال جولة شكري اللبنانية، ظهرت القاهرة مناوئة لنصف اللبنانيين وهو ما لا يؤدي الى تلقف اي دور لبناني لها، لا بل يؤثر سلبا على اي طموح لها في استعادة دورها العربي، مشيرة الى ان مصر وضعت نفسها في صلب الاصطفاف العمودي اللبناني، وتحاول نفخ الروح في قوى ١٤ آذار، وهو امر مستغرب يعبّر عن “مراهقة سياسية”.
وسألت: ما الجدوى من اي تحرك اذا لم يسهم في تعزيز الاستقرار لا بل يحيي مرحلة لبنانية كرّست انقسامات خطرة ومميتة للانتظام العام؟ وبالتالي فما مصلحة القاهرة في نبش واحياء مرحلة قاتمة وسوداء في التاريخ اللبناني الحديث؟
وشبّهت المصادر شكري بـ”مفوض سامٍ عنجري” (من عنجر)، لا سيما لجهة طريقة استدعائه الافرقاء المسيحيين الى فندق موفنبيك على مقربة من فندق البوريفاج الشهير، المقر السابق للحاكم السوري لبيروت وجوارها، فيما لم يتعامل مع الافرقاء المسلمين بهذه الطريقة، فهو زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في منزله والرئيس سعد الحريري في بيت الوسط.
وتابعت المصادر انتقادها لزيارة شكري، الذي همّش الشرعية الدستورية السنية المتمثلة برئاسة الحكومة، لمصلحة الشرعية النيابية السنية المتمثلة بالحريري، كما تقصّد ان يختم الزيارة من بيت الوسط بمؤتمر صحافي، فظهر ناطقا باسم الرئيس المكلف. واضافت: لقد اغفل الوزير المصري ومنظمو الزيارة بل قفزوا فوق واقع ان الحريري ليس سوى رئيس مكلف لا يملك اي صفة دستورية. فلمصلحة من تهميش موقع رئاسة الحكومة السني؟
وكذلك، تجاهَلَ شكري الشرعية المسيحية الشعبية المتمثلة بالتيار الوطني الحر، واتخذ طرفا في الاصطفاف المسيحي لمصلحة معارضي التيار، كما همّش وزارة الخارجية، من خلال عدم عقد لقاء مع نظيره اللبناني (شربل وهبة).
وختمت المصادر: المطلوب بإلحاح ان تعود مصر الى دورها الجامع… زمن نجوميتها العربية.