شعار ناشطون

قصة المقايضة من البداية إلى النهاية

09/01/24 06:13 am

<span dir="ltr">09/01/24 06:13 am</span>

أسعد بشارة – نداء الوطن

بدأت معالم سعي «حزب الله» للمقايضة بين ما يجري في الجنوب، وبين مكاسب يفترض أنّه سيجنيها، في حال دخوله في مفاوضات ترتيب الوضع على الحدود، مع إرسال أول الاشارات إلى الاستعداد عن التخلي عن المرشح الوحيد، لصالح مرشح ثالث، وهذه الإشارات وضعت بعهدة قطر.

على وقع استمرار الحرب في غزة، اتبع «الحزب» نمطاً آخر. دخل في مفاوضات مجمدة النتائج حتى نهاية الحرب، لكنه عبر الوساطة الجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، مرر تطمينات بأنه جاهز للبحث بكل شيء بعد انتهاء الحرب، وهذا الكل شيء، يشمل الترسيم البري وشبعا وتطبيق الـ1701، والضمانات التي يطلبها، مقابل التنازلات على الحدود.

توج الأمين العام لـ»حزب الله» هذا المسار بإطلاق مسلسل «بركات غزة»، التي ستحل على لبنان تحريراً لما تبقى من نقاط حدودية مختلف عليها. هذا التتويج يعني عملياً تقديم استدراج عروض للأميركيين، كي يستمروا بلجم اسرائيل، التي لم تعد تطيق استمرار بقاء عشرات آلاف المستوطنين بعيداً من الشمال، هذا فيما بات الأميركيون في موقع الضامن للضمانات التي قدمت لهم، مع قليل من الإعجاب ببراغماتية «الحزب»، التي تختلف عن جذرية حركة «حماس».

يرى الأميركيون في إيران طرفاً قابلاً للتفاهم، قادراً على الإيفاء بالتعهدات، وما نقلوه إلى اسرائيل وعد مؤجل من «الحزب»، بابتعاد عن الخط الأزرق، لعشرة كيلومترات شمالاً، لكن ذلك مرهون بوقف الحرب في غزة، والتطبيق مؤجل إلى ما بعد نهاية الحرب.

هذا سيكون السيناريو المفترض، إذا لم تقم اسرائيل بحرب يريد «الحزب» أن يتفاداها، وإذا سار السيناريو بالطريقة التي يريدها الأميركيون، فسيفتح بازار الأثمان والتعهدات.

يريد «الحزب» مقابل الانسحاب من الخط الأزرق، أن يضمن السلاح، بسلطة تابعة له، فيكون بالتالي قد نجح بتأبيد السلاح، وبإمساك السلطة، التي ستشرف هي على التسوية، لكن هل سيكون ذلك ممكناً، وهل خلت الساحة الداخلية من أي طرف أو أطراف، تستطيع مواجهة المقايضة ونتائجها، وإفشال آثارها على المدى الطويل؟

لن يكون للمقايضة فرصة لتطبق في الداخل اللبناني، وقد تم إبلاغ دوائر القرار من أكثر من جهة سياسية، بأن لا أثمان ستدفع من كيس اللبنانيين، لا في الرئاسة ولا في تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه إذا كان من موافقة على الخيار الثالث الرئاسي، فليس على خيار «حزب الله» الثالث، بل على اسم يكون مقبولاً من الجميع، وسوى ذلك فإن المقايضة ستبقى في دوائر القرار، ولن تبصر النور، حتى لو طال الفراغ لسنوات.

تابعنا عبر