خاص “Call 2 face” ـ موقع “القوات اللبنانية” مع الصحافية مستيكا الخوري
ريفي: هجوم باسيل الفاقد للخجل شهادة على استقامة قائد الجيش
*سر سياسي من أشرف ريفي
لم يبق هناك من أسرار في هذه الحياة نهائياً، لكن ثمة أمور الناس لا تعلمها مبدئياً. تحالفي مع “القوات اللبنانية” ومع كل القوى السيادية الوطنية، سواء كانت مسيحية أو إسلامية، شيعية وسنية ودرزية، تحالف ثابت وأبدي.
التمديد لقائد الجيش
*يبدو أن ملف التمديد لقائد الجيش يصطدم بعقبة جديدة بعد المعلومات عن اتفاق تحت الطاولة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والثنائي الشيعي. كيف ستتصدى المعارضة لهذا الواقع خصوصاً أن المس بقيادة الجيش يشكل خطراً كبيراً في ظل الأوضاع الأمنية في المنطقة؟
أغلب القوى المعارضة والقوى التغييرية والقوى السيادية تعمل جاهدة لمنع العبث أو التشويش بالوضع في آخر مؤسسة لا تزال واقفة على قدميها، وأهم مؤسسة يجب أن تستمر بالصمود.
يبدو أن الفريق الآخر يناور ولسنا مطمئنين لذلك طبعاً، ولدينا ريبة وخشية كبرى من أن يكون هناك تلاعب بالعملية لوعود ظاهرة، إما تخريجة يُطعن فيها وتسقط بالطعن، وإما أخذ الأمور الى مكان آخر تماماً من قبل من لا يريد للوطن الحد الأدنى من الاستقرار، إما لحسابات إقليمية تخدم المشروع الإيراني، أو لحسابات شخصية كتلك الموجودة لدى جبران باسيل.
نحن في وطن تعددي ويجب أن يكون هناك احترام لمواقع الفريق الآخر، وبلا احترام نكون أمام مشكلة في الوطن. ونحن بأدق مرحلة وأصعب مرحلة ذات حساسية بالغة وطنياً وإقليمياً، ومن غير المسموح التلاعب بآخر مؤسسة تؤمن الاستقرار بالحد المقبول حقيقة.
كان ثمة نظرية أننا في الحروب لا نغير القائد، في الحقيقة القائد الفاشل يُغير بسرعة، أما القائد الناجح فلا يغير طبعاً، ونحن نجد بقيادة الجيش الحالية حكمة وطنية ومهنية وأخلاقية عالية.
*هل من خطة مواجهة لديكم كمعارضة؟
ندرس كمعارضة خطة مواجهة، وهناك تشاور بين مختلف القوى المعارضة لكشف حقيقة المشروع الآخر، ظاهره وباطنه، وعندها نواجه هذه الألاعيب ونحضّر لما يجب فعله لحماية الجيش والوطن.
*كيف تعلق على اتهام باسيل لقائد الجيش بخيانة الأمانة وقلة الوفاء؟
الضباط أوفياء للمؤسسة لا للأشخاص، والوفاء والوطنية يقتضيان الحفاظ عليها من المخربين والمحاصصين والدكنجية، وهذا ليس في قاموس الصهر وعمه. هجوم المعاقب بتهم الفساد، الفاقد للخجل والمصداقية، تأكيد وشهادة اضافية على استقامة العماد جوزيف عون. الوفاء للأشخاص عبودية.
القرار 1701
*كيف ينظر أشرف ريفي الى الدفع باتجاه تطبيق القرار 1701 خصوصاً أن تطبيقه بالقوة يعني حرباً في الجنوب. هل مطالبة الدول به كلام على ورق أم هناك نية فعلية لتغيير الواقع في جنوب الليطاني؟
سيناريوهات عدة تطرح في الإعلام حول القرار 1701، منها تعديله وأخرى إلغاؤه، فيما المطلوب تطبيقه لأن ثمة بنداً لم يطبق. لا إسرائيل احترمت كل مندرجات القرار ولا “الحزب”، إذ كان يجب أن تكون منطقة خالية من أي سلاح غير شرعي وتخضع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل فقط من نهر الليطاني إلى الخط الأزرق. لكن كلنا نعلم، “الحزب” أصبح على الشريط الشائك، وإسرائيل لم تحترم القرار.
اليوم لا شك أن تطبيق القرار بالقوة يعني حرباً، أقله بين “الحزب” واسرائيل. بالأمس للمرة الأولى تم التلميح إلى صيغة على الطريقة اللبنانية “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”، بمعنى يشارك الفرنسيون من جهة ويُسمح للحزب بالتمركز في بعض المراكز المحدودة جداً جداً، ويشارك الأميركيون بمراقبة الجهة الأخرى من ناحية فلسطين المحتلة.
هذا الكلام في بداياته ويتطور وفق مسار الأمور في غزة، وعلينا أن ننتظر إن كان سيطبق وكم سيحتاج من وقت لذلك.
*هل من تخوف لديكم من إعطاء “الحزب” بديلاً في حال الموافقة على تطبيق القرار؟
“يسمحولنا فيها”، استقلاليتنا وحريتنا لا تعطيان بديلاً لأحد، هذا الأمر رهن قرارنا. والمطلوب اليوم اقتلاع المشروع الإيراني من المنطقة، وتحديداً لبنان، لأنه وطن تعددي ونحن شركاء فيه.
هناك مناطق ذات غالبية سنّية تتحكم بقرارها ومن المستحيل أن تقبل بالمشروع الإيراني، وهناك مناطق ذات غالبية مسيحية هي تتحكم بقرارها ولا يمكن أن تقبل بالمشروع الإيراني، والدروز سياديون، يناورون أحياناً، لكن في قرارة أنفسهم لا يقبلون بالمشروع الإيراني، وهناك الشيعة اللبنانيون الأحرار وهم نواة تكبر أكثر فأكثر.
لن نسمح لأحد بتقرير مصيرنا وسيكون لنا موقف في حال حاول أي كان فعل ذلك، ولن نموت ولا يترحم علينا أولادنا ويقولون “ما عملوا شي وسلموا البلد لإيران”. مستحيل تسليم البلد لإيران.
زيارة باسيل إلى طرابلس
*كيف يقرأ أشرف ريفي زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى طرابلس مع ما رافقها من تعبير عن رفض لوجوده؟
المستغرب للأمانة أن باسيل يعرف أن لا ودّ تجاهه في طرابلس لكي لا أقول أكثر، وهو كل عمره يعادي طرابلس ويضرب مصالحها ومصالح أهلها، فلماذا يأتي إليها ويأتي مدججاً برجال الأمن والسلاح؟.
مئات العسكريين واكبوه، وعلى الرغم من ذلك عبَّر الثوار والشباب الأحرار أنه “لا أهلاً ولا سهلاً فيك وغير مرحّب فيك”.
باسيل يحتاج لألوية من الجيش لحمايته ليتمكن من الدخول الى المناطق الدرزية، وألوية لحمايته في طرابلس، “إذا مش مرحّب فيك ليش بتجي، حسّن سلوكك يرحّب فيك بلا حماية عسكرية”، لكن على باسيل مراجعة ذاته ونسبة الفساد لديه ونسبة الإساءة للآخرين.
“لو كنت محترماً أو محبوباً ما كنت احتجت لمرافقة، كانت الناس استقبلتك”، وطرابلس لا تقفل أبوابها بوجه أي من اللبنانيين لكن من يسيء اليها لن ترحّب به، وباسيل أساء إليها كثيراً.
إما أن تدخل الى قلوب الناس فتُفتح لك بيوتهم ومناطقهم، لكن إن لم تتمكن من الدخول الى قلوبهم فغير مرحّب بك نهائياً. باسيل هو سائح الفتنة، في زياراته الى المناطق الدرزية والبقاع وعكار وطرابلس يحدث فتنة، “كف شرّك عن الناس”.
ملف رئاسة الجمهورية
*يستمر الشغور في رئاسة الجمهورية وسط عجز أي فريق عن إيصال مرشحه وعدم القدرة على التوصل إلى خيار ثالث. ما المخرج لهذا الملف البالغ الأهمية، وإلى متى سيبقى لبنان بلا رئيس وسط ظروف غير طبيعية على المستويات كافة؟
في كل تاريخ لبنان، كان ينتخب رئيس الجمهورية في يوم الاستحقاق ذاته، إلا في مرحلة الوجود السوري والإحتلال الإيراني فقط لا غير. لا رئيس يُنتخب في وقته ولا حكومة تُشكل في وقتها، وهناك عدم احترام للدستور وعدم احترام للشراكة الوطنية.
انتخاب رئيس كان ليحلّ مشكلة قيادة الجيش وكل المشكلات، لكن طالما المشكلة الأساسية لم تحل سنصطدم بمشكلة إضافية كل يوم.
الأمر يُحلّ بتطبيق الدستور، والتوجه فوراً الى البرلمان كما ينص الدستور وفتح جلسات بدورات انتخابية متعددة، ومن ينجح ينجح ومن يخسر يخسر. إنما للأسف المشروع الإيراني غير دستوري وغير وطني إنما مشروع إلغائي للآخر، وهدفه وضع القبضة الحديدية على الوطن لتحويله الى ولاية إيرانية.
أغبن ما يتصوره الانسان أن يفكر مكوّن بأنه قادر على التحكم بوطن ميزته التعددية، وبرأيي بدأ الدور الإيراني بالانتهاء في المنطقة.