ليلى دندشي
تمّ خلال الساعات القليلة الماضية رصد الأحداث والتطورات الجارية في قطاع غزة بشكل خاص وعلى مختلف الجبهات، على الشكل الآتي:
كان الحدث الأبرز في تطورات الأمس هو الإعتداء الإسرائيلي الذي تعرضت له سيارة مدنية على الطريق الرئيسي بين منطقتي عيناتا وعيترون تقودها سيدة وبرفقتها ابناؤها الثلاثة ووالدتها قادمين من الجنوب في طريقهم إلى بيروت وعند وصول السيارة إلى عيناتا تعرضت لمسيّرة إسرائيلية إنفجرت وأشعلت النار في السيارة مما أدى إلى وفاة الأطفال الثلاثة وجدتهم.
وأعربت العديد من القوى السياسية والحزبية عن صدمتها خاصة ان لجوء الصهاينة إلى قتل المدنيين قد خرقوا أهم قواعد الحرب التي توجب على المقاتلين تجنب المدنيين هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإسرائيل بفعلتها النكراء هذه قد بدّلت في قواعد الإشتباك مما يحتّم على المقاومة تبديل قواعدها بهذا الخصوص أيضا.
وكانت القوات الإسرائيلية عمدت منذ ساعات المساء إلى قصف مختلف مناطق قطاع غزة بقذائف صاروخية من العيار الثقيل وإندلاع النيران في العديد من البلدات والمدن الفلسطينية وفي الأحراج والمزروعات وأصيبت الأبنية بدمار هائل وسقوط العديد من الفلسطينيين بين قتيل وجريح من جراء القصف المستمر.
ووسط هذه المآسي سجل مساء أيضا قطع الإتصالات والإنترنت عن شركات الإتصالات الفلسطينية الأمر الذي أدى بها إلى التوقف عن تقديم خدماتها.
وشمل القصف العنيف مناطق خان يونس ومخيم الشاطىء ومحيطه، وسجل أكثر من مئة غارة وصولا إلى شاطىء غزة ومحيطه ومخيم جباليا، وذكرت كتائب القسام عن وجود عشرات الجثث والجرحى تحت الأنقاض وكان من الصعب الصول إلى هذه الأماكن.
وكشف مسؤول إسرائيلي عن وجود نية بإستخدام القذائف النووية في حال تعثر الإقتحامات المنتظر القيام بها لقطاع غزة خلال أيام قليلة.
وكان من اللافت انّ إسرائيل قد سمحت للغزاويين بسلوك معبر واحد من جنوب القطاع إلى شماله شرط أن لا يحيدوا عن هذا الطريق، وسط معلومات تشير إلى أن العدو يهدف إلى قسمة القطاع إلى قسمسن شمالي وجنوبي في محاولة للإلتفاف حول مناطق تواجد الفلسطينيين.
هذا وإستغربت العديد من المنظمات الإنسانية دعوة وزير التراث الإسرائيلي ألياهو إلى إستخدام القنبلة النووية ضد الفلسطينيين في غزة، وكان الرد من قِبل مسؤولين عربا وأجانب بأن “هذه الدعوة منفصلة عن الواقع وهي الجنون بعينه”.
وسجل قصف عنيف من قبل المقاومين المتواجدين على الجبهة اللبنانية الجنوبية للمناطق المقابلة التي يحتلها الإسرائيليون وشمل القصف بلدات عسقلان وتل أبيب وتل السبع وبلدات أخرى بواسطة الصواريخ والمسيّرات.
وأعلن نتنياهو “أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل عودة الرهائن”.
وذكرت المصادر الإسرائيلية شن هجمات متلاحقة شملت 2300 هدف في غزة منذ بداية الأحداث، وان إسرائيل باشرت في تحريك دوريات راجلة بحماية الآليات الثقيلة في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، وبالمقابل تمّ تنفيذ رشقات صاروخية متكررة من غزة بإتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع.
ورصدت الأقمار الإصطناعية تدمير إسرائيل لنحو 15% من قطاع غزة، في حين إستخدم المقاومون الصواريخ المحمولة لمنع تقدم القوات الإسرائيلية.
هذا وأسفر القصف المستمر على غزة والبلدات الفلسطينية عن وقوع أضرار بالغة في 33 مسجدا وكنيسة في غزة، وقال مدير مستشفى شهداء الاقصى أننا نواجه تحديا كبيرا والمشهد الصحي كارثي في غزة ونطالب دول العالم والمؤسسات الصحية لتقديم المساعدة العاجلة لإنقاذ ما تبقى من منشآت صحية وإستشفائية قبل فوات الأوان.
وفي ساعات الليل المتأخرة تم تسجيل قصف إسرائيلي هو الأعنف على غزة وسُمعت أصوات إنفجارات شديدة بشكل متواصل ولم تهدأ هذه الغارات التي كانت تستهدف بشكل خاص مخيم جباليا ومخيم الشاطى ومحيطه، في حين أعلنت كتائب القسام ان جثث 23 من المحتجزين لديها ما يزالون تحت ركام الأنقاض.