شعار ناشطون

السيد: كل جبهاتنا مفتوحة وكل الإحتمالات مطروحة والصهاينة يقصفون سيارات الإسعاف وحفاري القبور إستمعت.. إنشرحت.. فبكيت.

04/11/23 08:58 am

<span dir="ltr">04/11/23 08:58 am</span>

 

 

بقلم الكاتب صفوح منجد

صدم أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مناصريه قبل المستمعين إليه في الكلمة التي ألقاها في الضاحية الجنوبية ببيروت والتي إستمرت زهاء ساعة ونصف الساعة تقريبا، مشيدا بمقاومي الحزب ومختلف القوى والتنظيمات التي ناضلت وكافحت في سبيل إسترجاع فلسطين والذين إستشهدوا من كتائب القسام وشهداء القدس ظلما على يد الصهاينة، متوجها إلى عوائلهم مؤكدا الإستمرار في الكفاح في سبيل دحر المعتدين.

وتوجه إلى عائلات الشهداء قائلا: مضى أبناؤكم وأعزاؤكم في معركة كاملة الشرعية دينيا وأخلاقيا، ولن نجد هكذا معركة لا غبار عليها، إنسانيا ووطنيا.

وقال: كل جبهاتنا مفتوحة وكل الإحتمالات مطروحة.. وللأميركيين أقول كل تهديداتكم لنا وللمقاومة لن تخيفنا.. وكل التهويل لن يجدي نفعا ولن تخيفنا أساطيلكم فقد (أعددنا لها العدّة أيضا)، فتذكروا هزيمتكم في العراق وخروجكم المذل من أفغانستان.

وبالطبع فالبلد قبل كلمة السيد كان على صوص ونقطة، وبعدها فرّ الصوص وبقيت النقطة! فأثناء وبعد كلمة السيد كانت سلطات الإحتلال في غزة تقصف مستشفى الشفاء بالتزامن مع نقل جرحى إلى جنوب غزة لتسفيرهم إلى الخارج. بينما كان نتنياهو يرد على نصر الله بقصف طال بيت حانون وتدمير آليتين، كما قصف بيت لهيا، وقامت طائرات معادية أخرى بالقصف على مجمّع مستشفى الشفاء ما أدى إلى سقوط 10 شهداء.

وفي الوقت عينه كان العراق يتخذ إجراءات إحترازية تحسبا لإحتمال نشوب حرب موسعة في المنطقة، في حين لم ينقطع تسيير المسيرات الأميركية فوق غزة في إطار البحث عن الرهائن، كما قال البنتاغون.

وكان من الملفت أن الحكومة اليابانية وفي هذه الأجواء بالذات قدمت نحو 65 مليون دولار كمساعدات للمدنيين في قطاع غزة.

.. وإستمر القصف الصهيوني ولم يتوقف أثناء خطاب نصر الله، فوق خراج عيتا الشعب لمدة ساعة ونصف ثم فوق حرمون طيلة مدّة الخطاب، حيث سجل حتى يوم أمس سقوط 9257 شهيدا و26 ألف جريحا، والمقاتلات الإسرائيلية تواصل التحليق في سماء الجنوب وتستهدف هذه المرة عيتا الشعب والضهيرة، فرد “القسام” بقصف كريات شمونة ليمتد إلى مسافة 10 كلم، ليشمل القصف أيضا في الوقت عينه مدينة درعا الأردنية بالتزامن أيضا مع قصف إسرائيلي لمدخل مستشفى الشفاء لتتساقط القذائف وسط حشد من الزوار والمرضى ما أدى إلى سقوط 15 شخصا بين شهيد وجريح من أبناء غزة.

وأدى كل ذلك إلى حصول ما يشبه الزلزال على صعيد الكيان الإسرائيلي نفسيا وعسكريا، فكل أعمال القتل والتنكيل لم تنفع في إركاع الشعب الفلسطيني، فلجأ العدو إلى القصف.

ونعود إلى السيد نصر الله الذي كان يتابع كلمته من الضاحية الجنوبية “تاركا مساحة للتقدم في الأعمال الحربية لعناصره ومساحة للتراجع سيما وأنه أكد عدم إنخراط قوة عربية في هذه الأحداث، ولاسيما من جانب سوريا والعراق” وليتبين من خلال الإستماع إلى الخطاب “أن إيران يهمها أن لا ينخرط حزب الله في هذه المعركة راهنا وكذلك بالنسبة للعراق” وفق ما جاء على لسان (العرّافين). فاللبنانيون أصبحوا يملكون ما يساعدهم في إطلاق النوادر في إطار عدم إنخراط سوريا والعراق في تطورات هذه الجلجلة سيما وأن أميركا قررت أن تمنح إسرائيل 14 مليار ونصف المليار دولار ويمكن أن يكون ذلك لشراء (الشوكولا لأبنائهم وليس لدعم مدافعهم).

فعند السيد نصر الله القضية أهم من البشر كيف يمكن إنقاذ مليون إنسان في غزة من دون تقديم اي حل أو فكرة قديمة أو حديثة للخروج من هذا الوضع؟ خاصة إذا كان الأمر يتعلق بهذا الشلال من الدم من وجهة نظره كرجل دين!!

وبدا السيد غير منطقي من خلال تهديداته لأميركا وهو المدرك بأنه غير قادر على هذه المواجهة وعلى محاكاة المجابهة التي إنخرطت بها أفغانستان في وجه أميركا.

اليوم ضرب العدو مستشفيات الشفاء والأندونيسي وقبلها مستشفى المعمدان واليوم أصاب قافلة من سيارات الإسعاف وقتل من قتل من الجرحى والمسعفين، ونتياهو لن يسمح بدخولهم إلى المشافي بالرغم من أن عدد الضحايا قد تجاوز ال 10 آلاف بينهم 3826 طفلا ومدير مستشفى الشفاء يؤكد سقوط 60 من جرحى المستشفى بين قتيل وجريح حيث رد الصهاينة على كلمة السيد بإرتكاب المزيد من المجازر التي ذهب ضحيتها المرضى عند أبواب المستشفيات وداخل سيارات الإسعاف.

وفوق كل ذلك تنقل وسائل الإعلام مقتل 15 عامل من حفّاري القبور في بيت لهيا من جراء قصف إسرائيلي إستهدفهم أثناء مشاركتهم في دفن الضحايا، وفي الوقت عينه تحضّر فرنسا لإنعقاد مؤتمر سياسي لمناقشة المسائل الإنسانية!؟

أما السيد بلينكين فيدعو إسرائيل للحرص على حياة المدنيين في حربها ضد حماس!؟ كل ذلك يجري وسط غياب الديبلوماسية العربية حيث يشير الرئيس الفرنسي ماكرون: “مكافحة الإرهاب لا تعني مهاجمة السكان المدنيين من دون تمييز”. ويتوجه السيد نتنياهو إلى العرب قائلا: “أي مشاركة لكم في الحرب لا يمكنكم تصور نتائجها” هل بعد هذا التهديد ينفع الكلام؟؟ فالسيد نتنياهو إستهدف مجموعات من النازحين في غزة من خلال سلاحه الحربي ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، وفي إحدى المستشفيات ينام 160 جريحا على 120 سريرا وكل المستلزمات والأدوية إستنفدت وتعاني طواقم الأطباء من الإرهاق ومن إنعدام الأجهزة والمستلزمات الطبية وعدم توفر المحروقات والوقود.

وبعد فإن كل الإحتمالات في جبهتنا مفتوحة !! هل هذا ينفع؟ وهل هذا ما ينتظره شعبنا وأهل الجنوب بخاصة: إستمعت ..إنشرحت .. فبكيت!!.

 

 

 

 

تابعنا عبر