بقلم الكاتب صفوح منجد
لتعلم إسرائيل أن ترسانتها العسكرية ومخططاتها الإجرامية لم تعد قادرة على تأمين وحماية وجودها وأطماعها، فقد آن الوقت لأن يقيم الشعب الفلسطيني دولته على أرضه الوطنية وأن يحصل على كامل حقوقه إسوة بكل شعوب ودول العالم، وأن يبني مؤسساته ويقيم مدارسه وجامعاته ويطبق قوانينه ويثبّت علاقاته مع دول العالم بكل حرية وتعاون وفق الشرائع التي سيتزامن إقرارها مع إنشاء دولته الحرة ذات السيادة ووفق الدستور الذي يقرّه الشعب ومؤسساته الرسمية فور إنشائها.
إن اي تأجيل لإقرار حقوق الشعب الفلسطيني فإنما يعني ذلك الإستمرار في الأزمات والجرائم التي تشهدها المنطقة وتعاني من مآسيها.
ولم يعد من المقبول التغاضي عن حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني في إنشاء مؤسساته وبناء علاقاته الدولية وخصوصا جامعة الدول العربية والجمعية العامة للأمم المتحدة، بل ومع كل إنسان على هذه الأرض الذي يسعى، وهكذا يجب أن يكون، لبناء هذا الكوكب على الأسس الديمقراطية والإنسانية ونبذ كل حقد وشر بل وضع حد نهائي لكل هذه الشرور التي تفتك بإنساننا أيّاً كان لونه ودينه وأصله وفصله، فالمهم أن نساهم معه في بناء الإنسانية وحضارته ومستقبله قبل أي شيىء آخر، فهل نحن فاعلون؟ بالطبع ونحن قادرون.
فساعات قليلة ويطل السيد بكلمته إلى اللبنانيين، وإسرائيل تقصف الناقورة وتهدد أنها في الساعات القادمة ستدمر مقرات حزب الله كما ستستهدف مركز العباد ومسؤولي حماس في غزة..
إننا نكتفي بالكلام (نحبّر الصفحات) نصفّق نناقش نختلف ونتصالح دون أن نحدد مسارنا الصحيح، فوسط كل هذا الكلام والوعود “الورقية” يواصل العدو فتكه بالعباد والبلاد، لم يأبه لا بقانون ولا بحسيب ورقيب، دخل بجنوده مع طلوع النهار إلى رام الله حيث مقر الرئاسة التي يُطلق عليه إسم (المقاطعة) وحيث منزل الرئيس الفلسطيني، ونفّذ ذلك سالكا طريق بيت إيل وتصرّف بعنف ضد المارة وضد ركّاب السيارات وإعتقل شبّانا وأطفالا وخرج دون أن يستيقظ أحد!!
لقد إشتكى الفلسطينيون وأثاروا هذه الموضوعات مع المؤسسات والمراجع الدولية ولكن الرد كان أقسى وأفدح، فقد أتى الجواب عبر إطلاق الصواريخ على حماس وإرتكاب مجزرة في جباليا، قصفوا تجمعا أمام أحد الأفران ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح لن تتمكن معه سيارات الإسعاف وطواقمها من إنقاذ أحد.
والقصف إستمرّ على غزة على المستشفيات بنوع خاص وكأن هؤلاء الجبناء يخافون حتى من الضحايا والجرحى، ولم يكتفوا بذلك بل وجهوا رسائلهم بإتجاه الجوار فعمد العدو إلى قصف الخط الفاصل بين سوريا ولبنان وروّج أن مسيّراته تهدف إلى التصدي للقواعد العسكرية التي تواجه حدوده.
لليوم ال 27 على التوالي ووسط إستمرار القصف الهستيري الإسرائيلي الذي لا يهدأ، فأرتال العدو المدرّعة وسّعت من نطاق إنتشارها لإرباك وتشتيت مجموعات حماس وتطويق غزة من 3 جهات ومحاولة تفجير الأنفاق.
وهذه الحرب لا تشبه المعارك السابقة، فالأهداف تغيرت والمقصود هو القضاء على حركات المقاومة وتحرير الأسرى وتنفيذ طوق كبير حول المنطقة، وهذا يتطلب السيطرة على قطاع غزة ومساحته 365 كلم مربع، وإسرائيل لا تعبأ لا بحياة الأسرى ولا بمواقف الجهات الدولية ولا تميز بين الأهداف من مستشفيات وأنفاق وأحياء شعبية.
تقصف شمال وجنوب غزة بالقذائف الفوسفورية ما يؤدي إلى زيادة في أعداد الضحايا وخاصة في صفوف الأطفال، وهذا الأمر يتطلب التفكير بالمخططات التي ترمي الصهيونية إلى تحقيقها من خلال هذا الإستثناء بشكل خاص.
والزوارق الحربية تتولى قصف القطاع كلما تم الإقتراب من الشاطىء المعروف ب”أبو حصيرة” وإستهداف عمال خان يونس والمزارعين خلال عملهم في قطف الزيتون والخضار ومستلزمات الطعام، إنها الخطة الجهنمية لإبادة الأطفال من جهة وفرض التجويع من جهة ثانية.
لقد تسببت جرائم الصهاينة حتى اليوم بمقتل زهاء 9000 ضحية وجرح 5431 مصابا أكثرهم من الأطفال مع قصف جوي وبري وبحري على غزة منذ بداية الأحداث.
أما على صعيد المواجهات فكتائب القسام إستهدفت دبابة وجرافتين للعدو في شمالي غزة بقذائف مضادة للدروع، كما تمكنوا من تدمير آليتين إسرائيليتين شرقي حي الزيتون في غزة، وإصابة دبابة في منطقة حجر الديك.
وتشير المصادر الإسرائيلية إلى ان خسائر العدو بلغت حتى الآن 7 مليارات و500 مليون $ وقد باشرت تل أبيب في مد يد الشحادة لتعويض خسائرها. وتم تسجيل الوقائع التالية:
– إستهداف برج الغفري في غزة وهو مبنى يضم مقرات صحافية بصاروخ وسجّل إصابة 3 إعلاميين.
– قضى 195 فلسطيني خلال الهجمات على جباليا.
– قصف متواصل على غزة. والقسام تقتل 3 جنود إسرائيليين في نابلس وقلقيلية.
– الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد كتيبة و53 جنديا في غزة وإصابة 3 جنود بجروح خطيرة.
– مقتل إسرائيلي قرب بيت ليد.
– البيت الأبيض: لا نقبل إجبار الفلسطينيين على الإقامة خارج أرضهم.
– جيش العدو يستبق خطاب السيد ويعلن تلفزيونيا (مستعدون).
– الأونروا تعلن مقتل 70 من موظفيها منذ 7 تشرين.
– 195 فلسطينيا قتلوا في جباليا.
– أعلنت وزارة الصحة في غزة عن إرتكاب 15 مجزرة في غزة خلال 24 ساعة قتل فيها 256 شهيدا .
– الصحة الغزاوية تلقينا 2060 بلاغا عن مفقودين تحت أنقاض الدمار.
– إنتشال 27 جثة بعد القصف.
– إستهداف دبابة ومجنزرتين في غزة.
– هجوم إسرائيلي واسع والصهاينة يحرقون المحال التجارية وسيارات الفلسطينيين في قرية دير شرف غربي نابلس.
– مقتل 3 فلسطينيين في البيرة وقلقيلية ونابلس.
– أطلقت إسرائيل حتى اليوم 35 الف طن من القذائف على غزة وهذا غير مسبوق في تاريخ البشرية، لكن لا نستغرب ذلك أن الصهاينة ليسوا بشرا.
– قصف متقطع بعد ليلة هي الأعنف في الجنوب وتركز في كفرشوبا ،طير حرفا، رميش، عيتا الشعب، مروحين، كفرديس،وعلما الشعب.
– أسقط حزب الله طائرتين أثناء المواجهات التي ذُكرت آنفا.
– نجاة عائلة في رميش خلال عملية قصف تعرضت لها البلدة.
– منظمة أطباء بلا حدود: أكثر من 20 الف جريح ما زالوا في غزة.
– مواجهات عنيفة في خان يونس وفي منطقة الفحاري بين الغزاويين والصهاينة.
– قصف على البريج وإصابات في أوساط الأهالي وتكثيف الأعمال الحربية والإجرامية التي تستهدف غربي غزة.
– إسرائيل إعترفت بمقتل ضابط كبير في غزة وإستهداف الآليات الإسرائيلية في عدد من مناطق القطاع.
– حزب الله بدأ في إستخدام المسيرات ضد المواقع الإسرائيلية المطلة على الجنوب ومنها: جباليا، بيت حانون، بيت لهيا.