بعدما واصلا انطلاقتهما المثالية في بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يعود العملاقان برشلونة وريال مدريد لاستئناف صراعهما في بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم، التي تشهد مواجهة ساخنة بينهما غداً السبت.
ويستضيف برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد في قمة مباريات المرحلة الحادية عشر للدوري الإسباني على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، الذي يخوض الفريق الأزرق والأحمر مبارياته عليه بصورة مؤقتة.
وستكون هذه هي المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي يقام فيها الكلاسيكو ببرشلونة بعيداً عن ملعب كامب نو، معقل الفريق الكاتالوني، الذي تجرى له أعمال التجديد والصيانة خلال الموسم الحالي.
ويخوض الفريقان المباراة بمعنويات مرتفعة، بعدما حافظا على العلامة الكاملة في مجموعتيهما بدوري الأبطال، حيث تغلب الريال 2-1 على مضيفه سبورتنغ براغا البرتغالي بالجولة الثالثة للمجموعة الثالثة يوم الثلاثاء الماضي، كما فاز برشلونة على ضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني بالنتيجة ذاتها في المجموعة الثامنة، ليظل الفريقان على صدارة مجموعتيهما ويقتربان بشدة من بلوغ الأدوار الإقصائية للبطولة القارية، بعد فوزهما في مبارياتهما الثلاث الأولى بمجموعتيهما.
ويحمل هذا الكلاسيكو الرقم 187 بين الفريقين بالدوري الإسباني، حيث شهدت اللقاءات السابقة في البطولة تحقيق ريال مدريد 77 فوزاً مقابل 74 فوزاً لبرشلونة، فيما فرض التعادل نفسه على 35 مباراة.
وربما تشهد المباراة المقبلة وصول أحد الفريقين أو كليهما للهدف رقم 300 في مواجهاتهما بالدوري، حيث أحرز الريال 299 هدفا، فيما سجل برشلونة 298 هدفاً خلال مبارياتهما السابقة في البطولة.
ويسعى فريق المدرب تشافي هيرنانديز للثأر من خسارته القاسية 0-4 أمام الريال في آخر مواجهة جرت بينهما ببرشلونة، عندما التقيا في إياب الدور قبل النهائي لكأس ملك إسبانيا موسم 2022- 2023، حيث كانت هذه هي آخر مباراة رسمية تجرى بين الفريقين بمختلف البطولات، وتسببت في حرمان الفريق من الصعود للمباراة النهائية في البطولة والتتويج بالثنائية المحلية، بعدما أحرز لقب الدوري في الموسم الماضي.
كما يرغب برشلونة، الذي يعد الفريق الوحيد المحافظ على سجله خالياً من الهزائم في البطولة هذا الموسم حتى الآن، في عدم فقدان المزيد من النقاط، بعدما سقط في فخ التعادل مرتين خلال لقاءاته الأربعة الأخيرة بالبطولة أمام ريال مايوركا وغرناطة.
ويعاني برشلونة، صاحب المركز الثالث برصيد 24 نقطة، من عدة إصابات داهمت مجموعة كبيرة من نجومه وتسببت في ابتعادهم عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة، فيما يأمل تشافي في إمكانية عودة الثلاثي روبرت ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونج ورافينيا في الوقت المناسب، بعدما غابوا عن الفريق في الأسابيع الأخيرة.
وشارك اللاعبون الثلاثة في جزء من تدريب الفريق أمس الخميس، وسيحدد تشافي موقفهم من الانضمام لقائمة المباراة من عدمه خلال الساعات القليلة المقبلة، وفقاً لصحيفة سبورت الإسبانية.
من جانبه، بدد البرتغالي جواو فيليكس، لاعب وسط برشلونة، الشكوك بشأن مشاركته في اللقاء، عقب إصابته في مباراة شاختار، حيث نشر على حسابه الشخصي الرسمي بتطبيق إنستغرام رسالة مقتضبة، قال فيها “أنا بخير، لقد كانت مجرد كدمة.. يتعين علي الآن التعافي والاستعداد لمباراة الريال المقبلة”.
وكانت مواهب برشلونة الصاعدة من خريجي أكاديمية لاماسيا عند حسن الظن بهم، بعدما اغتنموا الفرصة التي سنحت لهم هذا الموسم في ظل غياب عدد كبير من العناصر الأساسية، وأثبتوا تواجدهم مع الفريق، مثل لامين يامال ومارك جويو وفيرمين لوبيز، الذين اندمجوا سريعاً مع باقي النجوم.
وساهم يامال (16 عاماً) بثلاثة أهداف مع برشلونة خلال مشواره في الدوري هذا الموسم، عقب تسجيله هدفاً وقيامه بتمريرتين حاسمتين.
وأحرز جويو هدف برشلونة الوحيد خلال فوزه الصعب 1-0 على ضيفه أتلتيك بلباو، في مباراة الفريق الأخيرة بالبطولة، يوم الأحد الماضي، وذلك بعد مرور بضع ثوان فقط على نزوله لأرض الملعب قادماً من مقاعد البدلاء، ليصبح أصغر لاعب يهز الشباك في مشاركته الأولى بقميص الفريق بالدوري في القرن الحادي والعشرين، وهو بعمر 17 عاماً و291 يوماً.
كما سجل فيرمين لوبيز (20 عاماً) هدفين، كان من بينهما هدف في شباك شاختار، وصنع هدفاً آخر خلال لقاءاته التسعة التي خاضها مع الفريق بجميع البطولات هذا الموسم حتى الآن، وذلك رغم عدم مشاركته في أي مباراة حتى النهاية.
من جانبه، يتطلع ريال مدريد، الذي يتقاسم الصدارة مع جيرونا برصيد 25 نقطة، للعودة لطريق الانتصارات من جديد، عقب تعادله 1-1 مع مضيفه إشبيلية في المرحلة الماضية.
كما يبحث الفريق “الملكي” أيضاً عن تحقيق فوزه الأول في برشلونة ببطولة الدوري منذ 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، عندما تغلب 2-1 على أبناء إقليم كاتالونيا.
ومن المرجح أن يشارك الإنجليزي الدولي جود بيلينغهام مع ريال مدريد في المباراة، بعدما شفي من الإصابة العضلية الخفيفة التي تعرض لها خلال لقاء الفريق مع براغا، حيث تدرب بمفرده أمس الخميس مع أخصائيي العلاج الطبيعي، قبل أن يعود للمجموعة اليوم استعداداً للمواجهة المرتقبة.
ويعتبر بيلينغهام هو النجم الأبرز في صفوف الريال هذا الموسم، حيث يتصدر حالياً ترتيب هدافي الدوري الإسباني برصيد 8 أهداف، متفوقا بفارق هدف وحيد على أقرب ملاحقيه الفرنسي أنطوان غريزمان، نجم أتلتيكو مدريد.
وبصفة عامة، سجل بيلينغهام 11 هدفاً وقام بثلاث تمريرات حاسمة خلال 12 مباراة لعبها هذا الموسم بجميع المسابقات مع الفريق “الأبيض”، الذي انضم لصفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية قادماً من بروسيا دورتموند الألماني.
وسيكون الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريجيو وكذلك الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي ضمن أبرز الأوراق الرابحة، التي يعتمد عليها الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، في اللقاء، بالإضافة للمهاجم خوسيلو، الذي سجل 5 أهداف في 12 مباراة مع الفريق هذا الموسم بجميع البطولات.
ويعول الريال، الساعي لاستعادة اللقب الذي فقده في الموسم الماضي، خلال الكلاسيكو أيضا على قوة خط دفاعه، الذي تلقى 7 أهداف فقط حتى الآن خلال المراحل الـ10 الأولى، وهو الأقل استقبالاً للأهداف بين فرق البطولة هذا الموسم.
من ناحية أخرى، ستكون الفرصة مواتية أمام جيرونا، للانقضاض على الصدارة، ولو بصورة مؤقتة، عندما يفتتح لقاءات المرحلة اليوم الجمعة بمواجهة ضيفه سلتا فيغو.
ويقدم جيرونا انطلاقة استثنائية في البطولة هذا الموسم، لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تفاؤلاً قبل بداية المسابقة، في ظل تحقيقه 8 انتصارات مقابل تعادل وحيد وخسارة واحدة حتى الآن.
من جانبه، يطمع أتلتيكو مدريد، صاحب المركز الرابع برصيد 22 نقطة مع امتلاكه مباراة مؤجلة، في مواصلة انتفاضته وتحقيق فوزه السادس على التوالي في البطولة، عندما يستضيف ديبورتيفو ألافيس، صاحب المركز الخامس عشر برصيد 9 نقاط، بعد غد الأحد.
وكان فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني تعادل بشكل مفاجئ 2-2 مع مضيفه سيلتيك الإسكتلندي في دوري الأبطال أول أمس، وهو ما يجعل فريق العاصمة الإسبانية مطالبا بالنهوض سريعاً من تلك الكبوة.
ويلتقي غداً السبت ألميريا مع ضيفه لاس بالماس، وريال مايوركا مع خيتافي، وقادش مع إشبيلية، فيما يلعب بعد غد ريال بيتيس مع أوساسونا، ورايو فايكانو مع ريال سوسييداد، وأتلتيك بلباو مع فالنسيا، وتختتم المرحلة بمواجهة غرناطة مع فياريال يوم الإثنين المقبل.