رئيفة الملاح
أمام هول مجزرة استهداف المستشفى الأهلي المعمداني والمجازر اللإنسانية في غزة، عقد المجلس الإداري لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، صباح اليوم، اجتماعاً استثنائياً، برئاسة رئيس الجمعية الأستاذ محمد فايز البزري، وبمشاركة أعضاء المجلس: بلال كيلو، مازن القطب، عماد بعاصيري، سها عنتر، سندس زيدان، وحذيفة الملاح، وبحضور مديرات مدارس الجمعية ورؤساء الأقسام المالية والإدارية في المدارس، ومديري الدوائر الإدارية ورؤساء الأقسام، وعدد من موظفي الجمعية.
بعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء الأبرار، افتتح الاجتماع بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم بكلمة لرئيس الجمعية استعرض فيها تاريخ “المقاصد” في دعم ونصرة القضية الفلسطينية، مؤكّداً أننا “ننطلق من مبادئنا وثوابتنا ورسالتنا، لنعلن تضامننا الكامل مع أهلنا في غزة وأشقائنا في فلسطين. وهذا أضعف الإيمان”. أضاف، “اجتماعنا الاستثنائي اليوم للتعبير عن موقف واضح من هذه الجريمة. لكن ذلك لا يكفي. فلا يمكن أن نعود إلى بيوتنا وحياتنا بعد هذا الاجتماع وكأن شيئاً لم يكن. لا بد أن تبقى قضية فلسطين حيّة فينا، وهذه الدماء الطاهرة أمانة في أعناق الأمة، وعلينا مسؤولية كبيرة خاصة مع أبنائنا وبناتنا طلاب مدارسنا الجمعية. لذلك أدعوكم لمناقشة وإعداد الأنشطة التربوية والثقافيّة التي واكبنا فيها الأحداث في غزة منذ اليوم الأول للعدوان أو تلك التي ستُتظّم خلال الأيام المقبلة”، معلناً عن إطلاق “أسبوع فلسطين” في الجمعية ومدارسها الأربعة، طالباً من مديرات المدارس وضع روزنامة لأنشطة هذا الأسبوع بالتنسيق مع الفريق القيادي في كل مدرسة.
بعدها تُلي البيان التالي باسم المجتمعين:
بسم الله الرحمن الرحيم
«ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل احياء عند ربهم يرزقون»
صدق الله العظيم
مرة أخرى، يكشّر العدو الصهيوني عن أنيابه، فيفجّر حقده ويطلق العنان لآلة حربه متسلّحاً بالصمت الدولي عن جرائمه ومجازره، التي يجد لها بعض الساسة تبريرات واهية.
إنها صفحة سوداء في كتاب التاريخ، يسطّر فيها الاحتلال جريمة حرب مكتملة الاركان، ابادة جماعية، وتطهير عرقي، وجريمة ضد الإنسانية، حيث استهدف جيش الاحتلال بلا رحمهة الاطفال والنساء والشيوخ والجرحى والمرضى المدنيين العزل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، ضارباً عرض الحائط بالمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، فضلاً عن القيم الانسانية التي -بلا شك- لا يعرف العدو منها شيئاً.
إنه يوم أسود في سجل العالم..
حين تقاوم العين المخرز،
حين تقف الضحايا في وجه الجلاد،
حين يفرض الدم الزكي الطاهر الذي يسيل على ارض غزة وفلسطين مسار الاحداث.
ها هي اليوم غزة الجريحة، شهيدة العصر، والشاهدة على العصر، تقف في وجه آلة الحرب الصهيونية، لتقول: “لا للتهجير.. لا لنكبة ثانية.. لا رحيل عن هذه الارض إلا بالعودة الى الأرض”.
إن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، تعبّر عن بالغ حزنها وألمها للدماء الطاهرة التي تُراق، والارواح البريئة التي تذبح في فلسطين، واستنكارها للجريمة المجزرة والموقف الخجول من المجتمع الدولي. كما نؤكد -كما كانت “المقاصد” دوماً- وقوفها الى جانب القضية الفلسطينية، باعتبارها أم القضايا، وبوصلة العرب والمسلمين. وتدعو الشعوب العربية والاسلامية إلى نصرة هذه القضية بحق، والدفاع عنها بكل ما أوتيت من قوة. وتناشد أحرار العالم ان يتكاتفوا من أجل نصرة المظلومين في فلسطين الذين يُنكّل بهم اقدم احتلال في التاريخ.
ختاماً، نسال الله العلي القدير الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والنصر لفلسطين، والزوال للاحتلال.