مع حلول فصل الخريف، يقترب موسم الإنفلونزا الذي يُعتبر الكل فيه عرضةً لالتقاط العدوى، خصوصاً مع عودة الأطفال إلى المدارس. يستخف كثيرون بفيروس الإنفلونزا، وقد يمزج البعض بينه وبين الرشح، على الرغم من أنّ الإصابة به تكون غالباً أكثر حدّة، ويمكن أن تنتج منها مضاعفات خطيرة لا يمكن الإستهانة بها، خصوصاً بالنسبة لفئات معينة هي أكثر هشاشة في مواجهة المرض. ويُعتبر مرضى الربو من ضمن هذه الفئات التي تحتاج إلى المزيد من الحرص، وإلى اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة تجنّباً للخطر الأكبر.
ما الإجراءات الوقائية التي على مريض الربو أن يتخذها في موسم الإنفلونزا؟
يُعتبر مرضى الربو من ضمن الفئات الأكثر هشاشة من الناحية الصحية في موسم الإنفلونزا، إضافة إلى مرضى السكري والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة، ومن تخطّوا سن 65 سنة والأطفال والحوامل والعاملين في القطاع الصحي، وفق ما توضحه الطبيبة الإختصاصية في الأمراض الصدرية والإنعاش الطبي في “مركز بلفو الطبي” الدكتورة سيلين بعقليني، بالتزامن مع إطلاق حملة #الانفلونزا_مش_نزلة_برد. وتدعو كل التوصيات، بأن تتلقّى هذه الفئات بشكل خاص لقاح الإنفلونزا في الوقت المناسب، للحدّ من خطر تعرّضها لمضاعفات الإنفلونزا، لاعتبارها أصلاً أكثر عرضةً لها.
هذا من ضمن الإجراءات الوقائية التي على مرضى الربو التقيّد بها بشكل خاص، بالإضافة إلى تلقّي لقاح الإنفلونزا، الإمتناع عن التدخين وتجنّب الملوثات بأنواعها والعوامل المسبّبة للحساسية.
ما المضاعفات التي قد يتعرّض لها مرضى الربو؟
بشكل خاص يُعتبر مرضى الربو أكثر عرضةً لمضاعفات الإنفلونزا، وهم أكثر للمضاعفات الناتجة من أي التهاب آخر. ففي هذه الحالة، من الممكن أن يصابوا بالتهابات رئوية، ويستدعي ذلك دخولهم إلى المستشفى والعناية الفائقة، وأن يوضعوا على جهاز التنفس على إثر الإصابة بالتهابات رئوية حادّة بسبب انخفاض مستوى المناعة لديهم. في مثل هذه الحالة، تبرز الحاجة إلى تغيير علاجاتهم بما يتناسب مع وضعهم الحالي. إنما بحسب بعقليني، لا يختلف علاج مريض الربو في موسم الإنفلونزا، إلاّ أنّه يتمّ تعديله والتركيز على أدوية معينة لدى إصابته، وخصوصاً في حال تعرّض لمضاعفات، وذلك بحسب درجة الإنزعاج والأعراض التي يعانيها، مع ضرورة التركيز على بخاخات الأنف التي تُعتبر ضرورية بشكل خاص لمن يعانون حساسية في حال التقاط العدوى. وبالتالي، في حال الإصابة بالإنفلونزا، ولاحظ المريض زيادة في الصفير في الرئتين، ثمة حاجة إلى التعديل أيضاً في جرعة البخاخات، إضافة إلى العلاجات الأخرى.
ما الأعراض التي يمكن أن يتعرّض لها مريض الربو عند إصابته بالإنفلونزا؟
تماماً كأي شخص آخر، ارتفاع الحرارة من الأعراض التي يمكن ان يتعرّض لها مريض الربو، إضافة إلى سيلان الأنف والعطس والسعال. إنما بالنسبة لهم، فيعانون سعالاً من الصدر مع صفير في الرئتين. ويلاحظ مريض الربو أيضاً أنّه عاجز عن النوم على الظهر وضيقاً في التنفس عند القيام بأي جهد. هي من العلامات التي تعكس مضاعفات المرض التي تستدعي التدخّل الطبي.
متى يجب الحصول على لقاح الإنفلونزا؟
من المفترض الحصول على لقاح الإنفلونزا الآن مع بداية موسم الخريف، ومع دخول الأطفال إلى المدارس، حيث يزيد خطر التقاط العدوى وانتشار الفيروس. علماً أنّ الجسم يكتسب المناعة خلال 10 أيام من تلقّي اللقاح. لذلك، من المهمّ الحرص على الحصول عليه الآن، لأنّه الوقت المناسب لاكتساب المناعة قبل أن يبدأ انتشار الفيروس بمعدلات كبرى.
