شعار ناشطون

خلافاً ل”زوبعة” نصر الله تمّ التمديد لقوات اليونيفيل.   عبد اللهيان: زيارتي تمت بترتيبات مسبقة.   الحكومة تباشر زيادة كلفة الكهرباء والمياه وحاجات الناس

03/09/23 08:42 am

<span dir="ltr">03/09/23 08:42 am</span>

 

كتب صفوح منجّد

 

أخيرا إنفرجت حالة الطقس الحار الذي سيطر على لبنان والمنطقة زهاء شهر بأكمله وأكثر، الأمر الذي تسبب بأضرار مختلفة في صحة الناس وفي أعمالهم وبشكل خاص في المزروعات الغذائية الموسمية التي إرتفع سعرها بشكل كبير لتشكل “أزمة” لدى العديد من العائلات، إضافة إلى إنقطاع المياه والكهرباء والمساهمة في إزدياد الأوبئة والكوارث لتشكل أعباء ما كان بالإمكان تحملها وسط هذه الظروف الإقتصادية البائسة.

 

وبالرغم من حلول شهر أيلول فالناس لم تحتف به شعبيا وبإعتبار أن “طرفه بالشتي مبلول”، ذلك أن المعاناة لم تزل إياها فيما يخص القضايا الحياتية اليومية التي يعاني منها المواطن اللبناني وتزداد صعوبة على مر الأيام في وقت لا يلوح فيه أيّ حلٍ على مختلف الصعد السياسية والإقتصادية، فالمعاصي والبؤس والشقاء والعودة إلى الأوبئة والأمراض وإنتشارها تتفاقم إضافة إلى إمكانية إنتشار البعض منها وخاصة بالنسبة للكورونا التي عاني منها اللبنانيون ودفع العديد منهم حياته جراء عدم قدرته على تأمين الدواء وكلفة الإستشفاء، وسط ما يلوح في الأفق من أزمات سواء بالنسبة لفقدان القمح والدقيق وحصول أزمة رغيف في غضون شهر على الأكثر، وعن البنزين والمحروقات بات الكل يُدرك ويلمس إرتفاع اسعارها بشكل يومي.

 

ووسط هذه الإدارة الفاسدة على مختلف الصعد وما يفوح من صفقات وفساد بات الحديث عنها يتطلب صفحات وصفحات في الصحف والمجلات، وأوقات مطوّلة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وسط إنشغال العديد ممن يتطلب تفرغهم لمتابعة قضايا الناس والعباد، ترى “جيوبهم” مفتوحة على الحجم نفسه الذي تسجله “أفواه” اللبنانيين الباحثين عن رزقهم ولتأمين معيشة عائلاتهم وشتّان بين أفواه مفتوحة وجيوب مكدّسة وتبحث عن مزيد، في حين أنّ الأولى تعيش أيامها على “صفيح ساخن”.

 

ووسط كل ذلك هناك من يفاجئك بأنه “لا داع للهلع!!”، فعن أيّ إطمئنان يتحدث هذا المسؤول أو ذاك؟؟ والغريب أنّ هؤلاء المسؤولين يتوزعون في نشر الأضاليل والأوهام وبأنّ هناك مشاريع وخطوات سيتم إنجازها في القريب العاجل؟؟ وأن من شأنها دفع الأوضاع الإقتصادية إلى مزيد من التقدم وستحقق “الخزينة” أرباحا كبيرة، وللحقيقة أن اللبنانيين إعتادوا على هذه “الأوهام” وفي حقيقة الأمر فإنّ بإنتظار اللبنانيين المزيد من المآسي والمصاعب ماليا وإقتصاديا ومعيشيا وأنّ كل ما يصدر عن المسؤولين بهذا الخصوص ليس سوى “إبر مورفين” للتهدئة وها هي خزينة الدولة تعاني من الإفلاس، وما يجري الحديث عنه من معسول الكلام ما هو إلا محاولات يائيسة لتغطية حالة الإفلاس العام وأنّ الحقيقة تكمن في تلك الخطوات الهادفة إلى تحريك موضوع “سبائك الذهب” وتخيير اللبنانيين إمّا السكوت عن هذا السلوك وإمّا الشروع في رفع أسعار مختلف الخدمات من كهرباء وماء وإتصالات وغيرها على ابواب العام الدراسي الجديد، وقد بوشر فعليا في توزيع فواتيرها وقبض تكاليفها الباهظة بكل دمٍ بارد وإنعدام أي إحساس بالشعور والمسؤولية تجاه العائلات التي عانت وتعاني من هذه “القرطة” التي عاثت فسادا في الماضي القريب وها هي مثيلاتها تتحكّم بكل ما من شأنه زيادة مداخيل جيوبهم ولا همّ لهم إن إستطاع الناس تحمّل هذه الأعباء أو قضوا نحبهم من جراء أثقالها وأوجاعها وعدم القدرة على تحملها.

 

ووسط كل هذه الأجواء المشحونة بالعذاب والدماء والأوجاع، يطلّ عليك من أوساط باتت معروفة ومكشوفة الأهداف والتلاوين والساعية أبدا إلى تحقيق أغراضها الفئوية والسيطرة على البلد دون أيّ تحسس لا بمسؤولياتهم الوطنية (إن كانت موجودة اصلا) وكذلك دون أيّ شعور بوجوب إنتهاج طرق مستقيمة أو قرارات متوازنة أو حتى التحلّي بالمبادىء الإنسانية وخاصة إذا تعلق الأمر بقضية عموم اللبنانيين لا بفريق واحد منهم، فالتكاذب يجري على (أبو موزة) والتخطيط لأحداث دامية ومواجهات والتحضير لها بإدخال السلاح براً وبحراً وجواً (على قدم وساق)، وما قيل بالأمس أو منذ فترة قريبة أمام مسؤولين أجانب أو لبنانيين، سرعان (ما يتم إبتلاعها قبل ظهور شمس يوم جديد) والأعجب من كل ذلك هو ما حققه البعض منهم من إنجازات (على ضهر الناس وجوعهم وألمهم) والغريب عند البعض منهم عدم مبالاتهم إذا فرض الأمر أن (يلحسوا اليوم ماسبق أن صفّقوا له بالأمس) طالما أن “رأسهم الخارجي” راضٍ ومبارك لتحولاتهم اللاإنسانية والبعض قد يعتبرها “اللابشرية” وقد يكون محقاً في ذلك.

 

فقد “طبّلوا وزمّروا” بشأن التمديد لقوات “اليونيفيل” لسنة إضافية في لبنان وعشية وصول المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في القرار الذي سيتخذ للتجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب والإبقاء على حرية الحركة لجنود “اليونيفيل” سارع أمين عام حزب الله السيد نصر الله في كلمة متلفزة “إلى إعتبار القرار المذكور بأنه سيبقى حبرا على ورق”.

 

ولكن هذا التهديد سرعان ما تم التراجع عنه مع موافقة مجلس الأمن على قرار “يمدد ولاية عمل اليونيفيل في جنوب لبنان عاما إضافيا، وقرر العودة بناء لطلب حكومة لبنان نشر القوة الدولية لمساعدتها على ممارسة سلطته في جميع أنحاء منطقة عملياتها، ويؤكد مجلس الأمن من جديد سلطة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في إتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق عمليات قواتها”.

 

وفي حين أن التمديد رحّب بدور الجيش اللبناني بوصفه “القوّة الشرعية الوحيدة” فإن المصادر المطلعة إعتبرت تهديد نصر الله السابق بهذا الشأن بأنه كان (زوبعة في فنجان).

في هذه الأجواء المشحونة تعود قضية الفراغ في مركز رئاسة الجمهورية إلى “حماوتها” خلال الأيام القليلة القادمة لاسيما مع مضيّ 10 اشهر على هذا “الفراغ” وعدم تمكن المجلس النيابي من إنتخاب رئيس جديد على الرغم من تقدم نواب المعارضة في ترشيح أكثر من شخصية نيابية أو سياسية من بينهم وعلى التوالي النائب ميشال معوض ثم المرشح جهاد أزعور.

 

فقد تسارعت التحركات السياسية الخارجية والداخلية في هذا المجال فمع إقتراب وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان إلى لبنان في زيارة هي الثالثة ليلتقي خلالها القيادات السياسية والنواب اللبنانيين، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد فاجأ في اليومين الماضيين الأوساط السياسية والكتل النيابية بإقتراح من شقين، يتضمن الأول دعوة رؤساء الكتل النيابية وممثليها إلى عقد جلسات حوار في المجلس النيابي لمدة 7 ايام كحدٍ اقصى للبحث في قضية الإنتخابات من مختلف جوانبها، أما الشق الثاني فهو في الذهاب إلى جلسات مفتوحة ومتتالية توصلا إلى إنتخاب رئيس للجمهورية.

 

وعلى الرغم من المعارضة الواسعة لهذين القرارين فإن بعض الكتل أعلنت عن موافقتها لهذا المنحى لاسيما كتلتي الممانعة والتيار الوطني، فإنّ الأكثرية قد أعلنت رفضها لهتين الخطوتين وخاصة نواب المعارضة الذين وقّعوا على بيان ال 31 نائبا إضافة إلى كتلتي “الجمهورية القوية” و “الكتائب” وقسم كبير من النواب “التغييريين”، الأمر الذي يضع مبادرة بري “في مهب الريح” وسط إندلاع سجال داخلي يُنتظر أن يتفاعل في الأيام المقبلة لجلاء الصورة لهذه المبادرة التي أعادت الإنقسام السياسي إلى ما كان عليه سابقا بين محوري الثنائي الشيعي وحلفائه، وبين المعارضة التي سجلت نتيجة ملموسة وذات دلائل هامة خلال الجلسة التي رشحت فيها الوزير السابق جهاد أزعور وكانت ولا تزال مدار إهتمام الأوساط السياسية.

 

الدكتور منصوري في السعودية

أما البارز في مقابل الكربجة السياسية فهي التطورات في الأجواء المالية والنقدية في ظل الحاكمية الجديدة لمصرف لبنان على رأسها الحاكم بالإنابة د. وسيم منصوري الذي يزور غدا الأحد المملكة العربية السعودية لأيام عدة تلبية لدعوة نقلها اليه السفير السعودي وليد البخاري.. ولقد أعد له برنامج لقاءات واسع مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين خصوصا في القطاع المالي. أوساط مصرفية عالية نعتت زيارة منصوري بالأهمية الكبيرة لجهة توقيتها ومضمونها وبأن مفاعيلها إيجابية للبنان وتؤكد أن السعودية وخلافا لكل ما يقال لم تخرج لبنان من دائرة اولوياتها واهتماماتها. ويعنيها مباشرة أن ترى لبنان ينهض من أزمته السياسية ويدخل في انفراج حقيقي في أزمته المالية والاقتصادية.

 

وزيارة لعبد اللهيان

إلى لبنان لمدة يومين

 

في غضون ذلك وصل إلى لبنان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في زيارة إستمرت ليومين، بعد زيارة قام بها إلى المملكة العربية السعودية. وكانت للهيان لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، كما إجتمع بقيادات من حركتي “حماس” و “الجهاد الإسلامي”.

وفي حديث أدلى به خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرته لبنان رفض فيه أي “تدخل خارجي” في القرارات التي تتخذها النخب السياسية في لبنان. وأنّ إيران ستستمر في دعمها محور المقاومة من أجل الحفاظ على المصلحة الوطنية في مواجهة الإعتداءات الصهيونية، وأنّ العلاقات بين طهران وبيروت علاقات إستراتيجية عميقة وممتازة (هل هي حقيقة كذلك؟ أم مع أحد الأطراف لا غير). وأعلن إستعداد إيران لإرسال فرق إلى لبنان لإنشاء معامل بغية إنتاج الطاقة، وأن هذه الزيارة تمت بناء لترتيبات مسبقة وأن كل ما يُقال في الإعلام حول التوقيت بين زيارته وزيارة الوفد الأميركي غير صحيح.

 

تابعنا عبر