شعار ناشطون

بالأرقام: هذا عدد الخطوات اليوميّة للوقاية من الأمراض

10/08/23 10:25 pm

اختلفت دراسات سابقة إلى حدّ معيّن بشأن عدد الخطوات التي يجب بلوغها يومياً لتحسين الصحّة والوقاية من أمراض القلب. أظهرت دراسة سنة 2011 أنّ رقم 10 آلاف خطوة هو هدف معقول للأشخاص الذين يريدون الحفاظ على صحّتهم. لكنّ دراسات أخرى أظهرت أنّ الرقم يتراوح بين 7 أو 9 آلاف خطوة. غير أنّ أكبر دراسة حتى الآن شملت أكثر من 226 ألف شخص تبسّط الصورة أكثر.

أشار موقع “الجمعية الأوروبية لطبّ القلب” إلى دراسة نُشرت في “المجلة الأوروبية لطبّ القلب الوقائيّ” يوم الأربعاء، خلصت إلى أنّ المشي 3867 خطوة على الأقل يوميّاً بدأ في تقليل خطر الوفاة لأي سبب، وأنّ 2337 خطوة يومياً قللت من خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية.

كلّما مشيتم أكثر

أظهر التحليل الجديد لـ226.889 شخصاً من 17 دراسة مختلفة حول العالم أنه كلما مشيتم أكثر، زادت الفوائد الصحية. ينخفض خطر الوفاة لأي سبب أو من أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ مع كل 500 إلى 1000 خطوة

إضافية من المشي. ارتبطت زيادة قدرها 1000 خطوة في اليوم بانخفاض في خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 15 في المئة، وارتبطت زيادة مقدارها 500 خطوة في اليوم بانخفاض معدل الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 7 في المئة.

وجد الباحثون بقيادة أستاذ أمراض القلب في الجامعة الطبية في لودز البولندية والأستاذ مساعد في مركز” سيكاروني” للوقاية من أمراض القلب في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز ماسيي باناخ أنه حتى حين سار الكثير من الأشخاص 20 ألف خطوة في اليوم استمرت الفوائد الصحية في الزيادة. لم يعثروا على سقف لزيادة الفوائد حتى الآن.

يقول باناخ: “تؤكد دراستنا أنه كلما مشيتم أكثر كان ذلك أفضل”. وأضاف: “وجدنا أن هذا ينطبق على كل من الرجال والنساء، بغض النظر عن العمر، وبغض النظر عما إذا كنتم تعيشون في منطقة معتدلة أو شبه استوائية أو شبه قطبية من العالم، أو منطقة فيها مزيج من المناخات. بالإضافة إلى ذلك، يشير تحليلنا إلى أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 4000 خطوة في اليوم لتقليل الوفيات بشكل كبير من أي سبب، وحتى أقل للحد من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية”.

أدلة قوية

ثمة أدلة قوية على أن نمط الحياة الخامل قد يساهم في زيادة أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل العمر. أظهرت الدراسات أن النشاط البدني غير الكافي يؤثر على أكثر من ربع سكان العالم. النساء أكثر من الرجال (32 مقابل 23 في المئة) والناس في البلدان ذات الدخل المرتفع أكثر من نظرائهم في البلدان المنخفضة الدخل (37 مقابل 16 في المئة) لا يمارسون ما يكفي من النشاط البدني.

وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، يعدّ النشاط البدني غير الكافي رابع أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في العالم، مع 3.2 مليون حالة وفاة سنوياً تتعلق بعدم النشاط البدني. أدت جائحة كوفيد-19 أيضاً إلى انخفاض في النشاط البدني، ولم تتعاف مستويات النشاط بعد عامين على تفشيه.

يقول كبير مؤلفي البحث الدكتور إيباديتي بيتيتشي من المركز الطبي الجامعي في كوسوفو: “حتى الآن، لم يكن من الواضح ما هو العدد الأمثل للخطوات، سواء من حيث النقاط الفاصلة التي يمكننا أن نبدأ معها في رؤية الفوائد الصحية، والحد الأعلى، إن وجد، والدور الذي يلعبه هذا في صحة الناس. مع ذلك، يجب أن أؤكد أنّه كانت هناك بيانات محدودة متاحة حول عدد الخطوات حتى 20 ألفاً يومياً، وبالتالي يجب تأكيد هذه النتائج في مجموعات أكبر من الأشخاص”.

الأول من نوعه

هذا التحليل التلوي هو الأول ليس فقط لتقييم تأثير المشي حتى 20000 خطوة في اليوم، ولكن أيضاً للنظر في ما إذا كانت هناك أي اختلافات حسب العمر أو الجنس أو المكان الذي يعيش فيه الناس في العالم. تابعت الدراسات التي حللها الباحثون المشاركين لمدة وسطية بلغت سبعة أعوام. كان متوسط العمر 64، وكان 49 في المئة من المشاركين إناثاً.

 لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاماً أو أكثر، كان حجم الانخفاض في خطر الموت أصغر من ذلك الذي لوحظ عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً. في البالغين الأكبر سناً، لوحظ انخفاض بنسبة 42 في المئة في المخاطر لدى أولئك الذين يمشون ما بين 6 آلاف و 10 آلاف خطوة يومياً، بينما كان هناك انخفاض بنسبة 49 في المئة في المخاطر لدى البالغين الأصغر سناً الذين يمشون ما بين 7 آلاف و13 آلاف خطوة يومياً.

الدراسات المقبلة

يقول البروفسور باناك: “وسط عالم لدينا فيه المزيد والمزيد من الأدوية المتقدمة لاستهداف حالات معينة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، أعتقد أنه يجب علينا دائماً التأكيد على أنّ التغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي والتمارين الرياضية، والتي كانت بطلاً رئيسياً في تحليلنا، قد يكون على الأقل (بمثل فاعلية)، أو حتى أكثر فاعلية في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وإطالة العمر. ما زلنا بحاجة إلى دراسات جيدة لمعرفة ما إذا كانت هذه الفوائد قد تكون موجودة لأنواع المجهود المكثف، مثل سباق الماراثون وتحديات الرجل الحديدي، وفي مجموعات سكانية مختلفة من مختلف الأعمار، ومع مشاكل صحية مختلفة مرتبطة بها. مع ذلك، يبدو أنه، كما هو الحال مع العلاجات الدوائية، يجب أن نفكر دائماً في شخصنة تغييرات نمط الحياة”.

نقاط قوة وضعف

تتضمن نقاط قوة التحليل التلوي حجمه وأنه لم يقتصر على النظر في الدراسات التي تقتصر على 16 ألف خطوة كحد أقصى في اليوم. تشمل القيود أنها كانت دراسة قائمة على الملاحظة وبالتالي لا يمكن إثبات أنّ زيادة عدد الخطوات يؤدّي إلى تقليل خطر الوفاة، بل فقط أنه مرتبط به. لم يتم اختبار تأثير عدد الخطوات على الأشخاص ذوي أمراض مختلفة؛ كان جميع المشاركين يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام عندما شاركوا في الدراسات التي تم تحليلها. لم يكن الباحثون قادرين على حساب الاختلافات في العرق والحالة الاجتماعية والاقتصادية، ولم تكن طرق عدّ الخطوات متطابقة في جميع الدراسات المشمولة في هذا التحليل التلوي.

تابعنا عبر