شعار ناشطون

مونديال السيدات.. 32 منتخباً للمرة الأولى

17/07/23 10:28 am

<span dir="ltr">17/07/23 10:28 am</span>

بعد 61 عاماً من انطلاق فعاليات أول بطولة لكأس العالم للرجال، تحقق حلم الجنس اللطيف بإقامة أول كأس عالم للسيدات بعدما ابتكر البرازيلي جواو هافيلانغ رئيس الاتحاد الدولي للعبة سابقاً فكرة إقامة البطولة التي أصبحت الأبرز والأقوى في عالم كرة القدم النسائية.

 

ورغم الفارق الهائل في التاريخ والذي تجاوز 6 عقود، نجح مونديال السيدات في ترك بصمة رائعة على مدار ثلاثة عقود ليصبح من البطولات التي تحظى باهتمام عالمي بالغ مع إقامتها كل أربع سنوات.

وعلى مدار أكثر من ربع قرن، تطور عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 12 إلى 16 منتخباً ثم إلى 24، حيث كانت البطولة السابعة التي استضافتها كندا في 2015 أول نسخة تشهد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخباً مع ارتفاع مستوى كرة القدم النسائية في العديد من أنحاء العالم.

والآن، يترقب العالم انطلاق فعاليات أول نسخة من البطولة بمشاركة 32 منتخباً، والتي تستضيفها أستراليا ونيوزيلندا من 20 يوليو (تموز) الحالي إلى 20 أغسطس (آب) المقبل.

واستضافت الصين البطولة الأولى عام 1991 بمشاركة 12 منتخباً من مختلف القارات.

وشهدت البطولة الأولى هيمنة واضحة للمنتخب الأمريكي الذي برهن منذ البداية على أحقيته في إحراز اللقب من خلال خط هجومه القوي والمتميز بقيادة ميشيل آكرز وكارين جينينجز وأبريل هينريتشز.

وسجلت اللاعبات الثلاث 20 من 25 هدفاً أحرزها المنتخب الأمريكي في هذه البطولة ليتوج بلقب البطولة بعد التغلب على نظيره النرويجي 2-1 في المباراة النهائية التي كانت ختاماً رائعاً للبطولة الأولى.

وكان للمهاجمة آكرز دور كبير في حسم اللقب للمنتخب الأمريكي، حيث سجلت عشرة أهداف في هذه البطولة منها هدفي المباراة النهائية التي حضرها 65 ألف مشجع في المدرجات.

واكتسح المنتخب السويدي نظيره الألماني بأربعة أهداف نظيفة في مباراة تحديد المركز الثالث للبطولة والتي أدارتها البرازيلية كلاوديا فاسكونسيلوس لتصبح أول حكم نسائي يدير مباراة بمثل هذه الأهمية في تاريخ اللعبة علماً بأنها كانت واحدة من ست محكمات شاركن في إدارة مباريات البطولة.

واستضافت السويد البطولة الثانية عام 1995 بمشاركة 12 منتخباً أيضاً. ورغم الاستضافة الرائعة والتنظيم الناجح للبطولة، لم تكن بداية مسيرة أصحاب الأرض في هذه البطولة بالمستوى المطلوب حيث سقط المنتخب السويدي في فخ الهزيمة المفاجئة 0- 1 أمام نظيره البرازيلي.

ولكن أصحاب الأرض نجحوا في تجاوز الكبوة سريعاً والفوز في المباراتين التاليتين ليضمن المنتخب السويدي التأهل إلى دور الثمانية قبل أن يسقط أمام نظيره الصيني بضربات الترجيح ليفشل في العبور إلى المربع الذهبي ويثأر المنتخب الصيني من نفس الفريق الذي أطاح به من البطولة الأولى.

وحسم المنتخب النرويجي اللقب لصالحه بالتغلب 2-0 على المنتخب الألماني في نهائي أوروبي خالص.

وفي المقابل، خسر المنتخب الأمريكي جهود مهاجمته البارزة آكرز في هذه البطولة بسبب الإصابة ولكنه شق طريقه إلى المربع الذهبي وأحرز المركز الثالث بالفوز على نظيره الصيني 2-0 في مباراة تحديد المركز الثالث.

ولم تكن المنافسة على اللقب هي الهدف الوحيد للمنتخبات المشاركة في هذه البطولة بل تنافس المشاركون أيضاً على التأهل إلى مسابقة كرة القدم النسائية في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها أتلانتا عام 1996.

وحجز المنتخب الأمريكي بالفعل مكانه في أولمبياد 1996 قبل هذه البطولة لكونه ممثل الدولة المضيفة فيما تأهلت منتخبات النرويج وألمانيا والصين والسويد والدنمارك والبرازيل واليابان إلى الأولمبياد عبر مونديال 1995.

وشهدت هذه البطولة تطبيق لائحة الوقت المستقطع لأول مرة من خلال منح كل فريق من طرفي المباراة الحق في طلب وقت مستقطع لمدة دقيقتين لمرة واحدة فقط لكل فريق في كل شوط على أن يكون ذلك قبل تنفيذ رمية تماس للفريق صاحب الطلب تفاديا لإهدار الوقت أو عرقلة تركيز أو هجمات الفريق المنافس.

وفي عام 1999، شهدت بطولات كأس العالم للسيدات نقطة تحول كبيرة بارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخباً في البطولة الثالثة التي استضافتها الولايات المتحدة على ملاعب ضخمة للمرة الأولى في تاريخ البطولة.

وساهم ذلك في ارتفاع معدلات الحضور الجماهيري في المدرجات وكذلك المشاهدة التلفزيونية وزيادة الاهتمام بالتغطية الإعلامية للمباريات.

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المشجعين الذين حضروا في المدرجات على مدار 32 مباراة شهدتها البطولة بلغ أكثر من مليون و194 ألف مشجع بخلاف 2500 إعلامي شاركوا في تغطية أحداث البطولة.

كما حققت المشاهدة التلفزيونية رقماً قياسياً بعدما بلغ عدد المشاهدين لفعاليات المباراة النهائية داخل الولايات المتحدة أكثر من 40 مليون مشاهد، حيث تغلب المنتخب الأمريكي في النهائي على نظيره الصيني بضربات الترجيح 5-4 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.

وفي المدرجات، احتشد أكثر من 90 ألف مشجع يتقدمهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لمشاهدة المباراة النهائية، حيث غمرت السعادة المدرجات مع انتهاء ضربات الترجيح بفوز المنتخب الأمريكي وتتويجه باللقب العالمي الثاني.

وبعيداً عن الأداء الراقي لأصحاب الأرض، كانت أفضل مباريات البطولة بين منتخبي البرازيل ونيجيريا في دور الثمانية حيث تقدم المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة في الشوط الأول وتعادل المنتخب النيجيري بثلاثية في الشوط الثاني قبل أن يحقق المنتخب البرازيلي الفوز الصعب والثمين بالهدف الذهبي الذي أحرزته اللاعبة سيسي في الوقت الإضافي لتوقف مغامرة المنتخب النيجيري الذي أصبح أول فريق أفريقي يتجاوز الدور الأول في تاريخ البطولة.

وأحرز المنتخب البرازيلي المركز الثالث بعد فوزه على نظيره النرويجي 5-4 بضربات الترجيح بعد انتهاء مباراة المركز الثالث بالتعادل السلبي بينهما.

وكان مقرراً أن تستضيف الصين البطولة الرابعة في 2003 ولكن انتشار فيروس الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي (سارس) تسبب في نقل إقامة البطولة إلى الولايات المتحدة لتكون البطولة الثانية على التوالي التي تستضيفها الولايات المتحدة.

ورغم ذلك، لجأ الاتحاد الدولي للعبة إلى تعويض الصين عن نقل البطولة من أرضها وذلك بمنح منتخبها الحق في المشاركة بالنهائيات مباشرة إضافة إلى منحها حق استضافة البطولة التالية عام 2007.

ولكن كلاً من المنتخبين الأمريكي والصيني فشلا في إحراز اللقب أو الوصول للمباراة النهائية، حيث كان اللقب هذه المرة من نصيب المنتخب الألماني بقيادة نجمته المتألقة بريجيت برينز التي قادت الفريق للفوز على نظيره السويدي 2-1 في المباراة النهائية التي امتدت لوقت إضافي بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي.

وفاز المنتخب الأمريكي بقيادة لاعبتيه المخضرمة ميا هام والشابة آبي وامباك بالمركز الثالث اثر تغلبه على نظيره الكندي 3-1 في مباراة تحديد المركز الثالث.

ولم يأت تتويج المنتخب الألماني بلقب البطولة من فراغ بل من خلال الإمكانيات العالية لخط هجومه الذي سجل 25 هدفاً في ست مباريات خاضها في البطولة بمتوسط 2ر4 هدفا في المباراة الواحدة.

واحتكرت مهاجمات المنتخب الألماني المراكز الثلاثة الأولى في قائمة هدافات البطولة وذلك بقيادة برينز التي سجلت بمفردها سبعة أهداف.

ولم يختلف الحال كثيراً في البطولة الخامسة التي أقيمت بالصين عام 2007، حيث واصل المنتخب الألماني هيمنته وأحرز اللقب ليصبح أول فريق يتوج باللقب مرتين متتاليتين.

ساسيتش أحرزت جائزة الحذاء الذهبي لأنها حققت نفس الرصيد من الأهداف وصناعة الأهداف رغم خوضها عدد أقل من الدقائق.

وخرج المنتخب الكندي من دور الثمانية للبطولة التي استضافتها بلاده محققا رقماً قياسياً سلبياً، حيث سجل أربعة أهداف فقط ليكون أقل المنتخبات المضيفة تسجيلا للأهداف على مدار تاريخ البطولة.

وبخلاف زيادة عدد المنتخبات إلى 24 منتخباً شهدت هذه النسخة في كندا العديد من الأرقام القياسية مثل الرقم القياسي الذي حققته اللاعبة الأمريكية كريستي رامبوني، حيث أصبحت أكبر لاعبة سنا تشارك في البطولة (40 عاماً و11 يوماً) عندما خاضت النهائي أمام اليابان وأصبحت أيضاً أكبر لاعبة تخوض نهائي البطولة.

كما استحوذت الأمريكية ليود على الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في مباراة نهائية حيث سجلت ثلاثة أهداف (هاتريك) في النهائي أمام اليابان.

وشهدت نفس النسخة أكبر عدد إجمالي من الأهداف لفريقين في مباراة واحدة حتى ذلك التاريخ؛ وهي المباراة التي فازت فيها سويسرا على الإكوادور 10-1 علماً بأن هذا العدد الإجمالي من الأهداف حدث من قبل في مباراة ألمانيا والأرجنتين في نسخة 2007 ولكن كان من فريق واحد حيث فازت ألمانيا 11-0.

وتحطم هذا الرقم في النسخة الثامنة، التي استضافتها فرنسا من السابع من يونيو (حزيران) إلى السابع من يوليو (تموز) 2019، حيث شهدت البطولة فوز المنتخب الأمريكي على نظيره التايلاندي 13-0 في دور المجموعات.

وأقيمت هذه النسخة بمشاركة 24 منتخباً أيضاً، ولم يجد المنتخب الأمريكي صعوبة كبيرة في الدفاع عن لقبه العالمي؛ حيث حقق ثلاثة انتصارات متتالية في مجموعته بالدور الأول، وهز شباك منافسيه 18 مرة في دور المجموعات، وحافظ على شباكه نظيفة.

وفي الأدوار الإقصائية، اجتاز المنتخب الأمريكي أربعة اختبارات أوروبية صعبة في طريقه لمنصة التتويج؛ حيث تغلب على منتخبات إسبانيا وفرنسا وإنجلترا بنتيجة واحدة هي 2-1 قبل الفوز على المنتخب الهولندي في النهائي 2-0 ليتوج باللقب للمرة الرابعة في تاريخه معززاً بهذا صدارته للسجل الذهبي لمونديال السيدات.

وشهدت هذه النسخة سطوعاً لعدد من اللاعبات من منتخبات مختلفة، ولكن الأمريكية ميجان رابينو كانت النجمة المتوجة لهذه النسخة، حيث لعبت دوراً بارزاً في تتويج منتخب بلادها باللقب.

وفازت رابينو بجائزتي الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في هذه النسخة والحذاء الذهبي للهدافة علماً بأنها تساوت مع مواطنتها أليكس مورجان والإنجليزية إيلين وايت في رصيد 6 أهداف لكل منهن، كما صنعت كل من رابينو ومورجان 3 أهداف لفريقها، ولكن رابينو حققت هذا في عدد أقل من الدقائق.

ويبرز المنتخب الأمريكي ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب في النسخة الجديدة بأستراليا ونيوزيلندا، كما يدخل المنتخب الإنجليزي المتوج باللقب الأوروبي في العام الماضي ضمن أقوى المرشحين للمنافس على اللقب في هذه النسخة التي تشهد مشاركة 32 منتخباً للمرة الأولى.

 

 

تابعنا عبر