تعرب منصة المجتمع المدني النسوي في لبنان، وهي تحالف نسوي ملتزم مناصرة المساواة الجندرية وحقوق الانسان والحد من العنف تجاه النساء، الاطفال، والفئات الجندرية الاخرى، عن حزنها وغضبها إزاء الاعتداء الجنسي الوحشي الذي تعرضت له الطفلة ل. ط. ابنة السادسة ، والتي فقدت على اثره حياتها بشكل مأساوي. ووفقا للمعلومات التي إطلعت عليها المنصة، فإن الطفلة لين نقلت الى المستشفى اثر ارتفاع حرارتها وقد لاحظ الطبيب المعالج ان الطفلة تعاني من فقر دم حاد كما ووجود كدمات على وجهها، وقد وصف لها الادوية وطلب ادخالها الى المستشفى. الا ان ذويها استهتروا بأمر الطبيب ليعودوا بها جثة الى المستشفى. كما وعلمت المنصة بوجود تقريرين صادرين عن طبيبين شرعيين أفاد احدهما ان الطفلة أصيبت بنزيف حاد جراء الاغتصاب ما أدى الى وفاتها.
وإزاء هذه المعطيات تستغرب المنصة عدم اتخاذ المستشفى للإجراءات الضرورية واللازمة للكشف على الطفلة ومعالجتها العناية بها. وعدم ابلاغ قوى الامن الداخلي بتعرضها للضرب والإغتصاب، في حال ثبوت علمهم بهذه الواقعة عند الكشف الأولي عليها. كما وأن التحقيقات التي تجريها وزارة الصحة لم تسفر حتى تاريخه عن أية نتائج، هذا من جهة،
ومن جهة ثانية، ورغم انقضاء اكثر من اسبوع على وقوع هذه الجريمة الوحشية بحق الطفلة ل. ط. الا ان التحقيقات القضائية لم تسفر حتى الساعة عن أية نتائج ولم يتم بيان الحقيقة وتوقيف المعتدي. إن التباطؤ في التحقيق قد يؤدي الى افلات المجرم من العقاب وعدم تحقيق العدالة بالاضافة الى المخاوف الى التدخلات على اختلافها للفلفة هذه القضية واخفاء الحقائق.
ويتزامن اصدار هذا البيان مع وقوع جريمتي اعتداء جنسي بحق طفلتين (٨ سنوات و١٣ سنة) في البقاع. هذا من دون التطرق الى جرائم واعتداءات اخرى ترتكب بحق الطفلات والاطفال الا ان هذه الجرائم تبقى من دون عقاب وحتى انها في بعض الاحيان قد لا تصل الى القضاء.
وهنا تطالب منصة المجتمع النسوي في لبنان الجهات المعنية بضرورة الاسراع في التحقيقات والمحاكمة وتوقيف المعتدي ومن تستر عليه واحالته أمام القضاء لمحاكمته. كما ان هذه القضية تسلط الضوء على الثغرات الحرجة في السياسات الوطنية والممارسات الحالية عندما يتعلق الامر بحماية الاطفال. إن ضمان وسلامة ورفاهية جميع الاطفال في مجتمعنا هو مسؤولية جماعية، وليس فردية.
لذلك تطالب منصة المجتمع النسوي في لبنان بإتخاذ الخطوات الفورية التالية:
– الاسراع في اجراء تحقيق شامل ومحاسبة أي فرد أو مؤسسة يبين التحقيق تورطهم و/أو إهمالهم لواجباتهم في حماية الطفلة.
– تعزيز قوانين حماية الطفل وآليات التطبيق لضمان الحماية من جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال ومحاسبة الجناة بسرعة وإنزال أشد العقوبات بحقهم وعدم تمكين المرتكبين من الإستفادة من اي عذر مخفف أو محل.
– تعزيز برامج التدريب وبناء القدرات للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك الإبلاغ الإلزامي عن الحالات التي يشتبه فيها إساءة معاملة الاطفال، لضمان الكشف المبكر والتدخل المناسب.
– زيادة الوعي العام وحملات التثقيف والتوعية، مع التركيز على اهمية الإبلاغ عن الحالات التي يشتبه فيها إساءة معاملة الاطفال وتوفير معلومات حول خدمات الدعم والرعاية المتاحة.
– مطالبة كل الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بخاصة الاعلام في اتباع اقصى درجات الحذر حين التطرق الى انتهاكات حقوق الاطفال بغاية عدم التشهير واحترام الخصوصية.
ستتابع منصة المجتمع النسوي في لبنان عن كثب،قضية ل. ط. والطفلتين الضحيتين في البقاع على أمل تحقيق العدالة للضحايا والحد من الجرائم المماثلة.
