كتب مالك دغمان في “الكلمة اونلاين”:
تنتظر كافة الكتل النيابية جلسة الاربعاء “الحامية” التي يصفها مراقبون بأنها “صوريّة بحت” ولن تؤتي ثمارها. وبعد أن أعلنت أغلب الكتل النيابية ترشيح أزعور لا سيما المعارضة وبعض المستقلين، يتساءل مراقبون عن دور اللقاء الديمقراطي الذي كان واضحاً في البداية بعد أن شدّد رئيس حزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط على، “ضرورة انتخاب رئيسٍ حياديٍ بدون أي اصطفاف لطرفٍ على حساب طرف”.
ويبدو واضحاً أيضا أنّ النّائب وائل أبو فاعو اعتبر بأنه، “لا مانع من ترشيح أزعور ولكن نحتاج إلى تروي”، هنا يمكن القول أن “استراتيجية الاشتراكي” بدأت تتكشف لجلسة الاربعاء التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري… فماذا في التفاصيل وهل من خطة جديدة؟!
مصادر اللقاء الديمقراطي كشفت أن، “الاجتماع الذي أعلنت عنه الكتلة نهار الثلاثاء سيؤجل إلى الخميس”، أما في المعطيات فأعلنت عنها عبر “الكلمة أونلاين” قائلة: “الاتجاه لدى التكتل هو التصويت لصالح الوزير السابق جهاد أزعور في الدورة الأولى”.
وعن التقاطع مع التيار الوطني الحر الذي اعتبره ضليعون بالملف الرئاسي غريبا شددت المصادر على أن، “أزعور “هو الخيار “الأنسب”، وكتلة اللقاء الديمقراطي ليست معارضة ولا موالاة بل هي في “خط الوسط” وموقفها واضح وصريح”.
توازيا ومع احتدام النقاش السياسي ورفع حزب الله الادرينالين السياسي يوم الأحد بعد إعلان النائب عن كتلة “الوفاء للمقاومة” حسن فضل الله أنّ، “المرشح المستجد للرئاسة اللبنانية من قبل المعارضة هو “للمواجهة والتحدي فقط لا غير”، مشدّداً على أنه “لن يصل إلى بعبدا”، كما أضاف أنّ “هذا الفريق “يظن أنه “يتذاكى” على اللبنانيين، وبعدما استنفد لعبته الأولى، واستهلك مرشحه في جلسات تحوّلت إلى استنزاف لسمعة المؤسسات، يحاول اليوم استنساخ اللعبة ذاتها باستهلاك اسم آخر”.
من هنا سؤال يطرح حول خطة الاشتراكي التي تصطدم بخيار الثنائي الشيعي حيث تصر المصادر على أنه، “يجب أن يكون التوافق مع الجميع دون استثناء لأي طرف خاصة حزب الله وحركة أمل وسيصار إلى تأمين اتفاق مع الثنائي كي لا يفقد النصاب في جلسة الانتخاب من الدورة الأولى”.
على الرغم من تنافس أزعور وفرنجية لبلوغ كرسي بعبدا ومحاولة “تجميل” و “ترقيع” الانقسام الذي خلفه ترشيح من وصف “بزلمة السنيورة” خاصة في صفوف الأحزاب الواحدة وإعلان بعض النواب في المجالس الخاصّة عن عدم المضي بخيار وزير المالية السابق والسير “بعكس التيار” وهذا ما ترجمه الاجتماع الصاخب للتيار الوطني الحر ليل أمس الذي استمر لساعات وغاب عنه كلّ من النواب: آلان عون، رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان، الياس بو صعب، أسعد ضرغام وسيمون أبي رميا. وفق المعلومات، كان لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر باسيل كلاما عالي السقف أمام المجتمعين، وقد تركز الحديث حول الاستحقاق الرئاسي وضرورة التزام النواب بقرار التكتل التصويت للمرشح جهاد أزعور.
يبقى الأجدر أيضا هو معرفة عدد النواب الذين سيشكلون “بيضة القبان” داخل المجلس مع توضيح حول تموضع النواب السنة لتتكون الصورة الكاملة، زد على ذلك أنه حتى تاريخ كتابة هذه المقال لا يمتلك المرشحان أكثرية الأصوات في البرلمان للوصول إلى قصر بعبدا، ما يجعل ملف الرئاسة المعقد مجمدا إلى حين انبعاث “الدخان الأبيض” أو “الفرج” من الخارج ويُعلن عن اسم الرئيس، وإلى حين تبلور كل هذه المعطيات ونضوجها تبقى “السناريوهات” ضبابية على الرغم من وجود الاسمين ولكن السر يكمن في قبعة الساحر الدولية التي يمكن لها أن تشق اسما ثالثا قيد التحضير في المطبخ الرئاسي للدول “الكبار” ليقضي على حظوظ الرجلين-فرنجية – أزعور- ليصبحا “كرتان محروقان”.