توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص النشطين بدنيًا يميلون إلى تحمل الألم بدرجة أعلى من أولئك الخاملين.
تشير دراسة حديثة أجريت في النرويج إلى أن الانخراط في النشاط البدني يمكن أن يزيد من تحمل الألم، حيث قام باحثون من المستشفى الجامعي في شمال النرويج بتحليل بيانات من دراسة ترومسو، وهي دراسة مسح سكاني تتبع عادات الصحة ونمط الحياة للبالغين النرويجيين، وتضمنت الدراسة معلومات عن مستويات النشاط البدني للمشاركين وقياس مدى تحملهم للألم باستخدام اختبار الضغط البارد، حيث يقوم الأفراد بغمر أيديهم في الماء المثلج.
كشفت النتائج أن الأفراد الذين أبلغوا بأنهم نشيطون بدنيًا كان لديهم متوسط أعلى لتحمل الألم مقارنة بأولئك الذين كانوا خاملين، علاوة على ذلك، أظهر المشاركون الذين لديهم أعلى مستويات نشاط بدني المبلغ عنها ذاتيا أن لديهم قدرة أكبر على تحمل الألم من غيرهم، وقد أبلغ الأفراد الذين زادت مستويات نشاطهم البدني مع مرور الوقت أيضًا عن زيادة قدرتهم على تحمل الألم.
تقوم هذه الدراسة بإنشاء علاقة ارتباطية ولكن ليست علاقة السبب والنتيجة، مما يعني أنها توفر أفكار قيمة للعلاقة بين التمرين وتحمل الألم.
ويؤكد القائمون على الدراسة أنهم بحاجة إلى مزيد من البحث لكي يفهموا بشكل كامل لماذا يمكن أن تعزز التمارين من تحمل الألم، إلا أنهم يعتقدون بأن التمرينات قد تؤثر على معالجة إشارات الألم ويقترحون أن تحمل الألم يمكن أن يكون واحدة من الآليات التي من خلالها يحمي النشاط البدني من الألم المزمن.
تؤكد الدراسة أن أي شكل من أشكال النشاط البدني يعتبر مفيداً ويشجع الأفراد على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إلى جانب ذلك، تسلط الدراسة الضوء على التأثير الإيجابي للتمرين على إدارة الألم، بما في ذلك إفراز مسكنات الألم الطبيعية، وتقوية العضلات والمفاصل الضعيفة، إلى جانب تأثير التمرين على الصحة النفسية، مما قد يؤثر في إدراك الألم.
بشكل عام، يؤكد هذا البحث على أهمية دمج النشاط البدني في الروتين اليومي، ليس فقط من أجل الصحة العامة ولكن أيضًا كوسيلة للتحكم في الألم وتحمله بشكل أفضل.