اعتبرت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد أن “وسائل الإعلام هي شريك أساسي في تعزيز التنمية البشرية للمجتمع، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فهي أصبحت عابرة للحدود والقارات ويمكنها الوصول الى كافة شرائح المجتمع من دون أي عوائق أو حواجز مهما كان نوعها. ولعل أحد أبرز نتائج التكنولوجيا الحديثة وحسناتها أنها سمحت بعولمة المعلومة، بحيث تسمح للبشرية بالتعبير والتواصل والتفاعل”.
وأضافت، في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية الافتراضية للدورة الرابعة لندوة “التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام”، التي تعقد في القاهرة عبر تقنية video conference بعنوان “مسؤولية الإعلام في تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة في ظل جائحة كورونا”: “إن الندوة التي نعقدها عبر تقنية الـ video conference والتي صارت تغزو العالم مع غيرها من التقنيات الرقمية في مختلف القطاعات والأعمال تدل على الأهمية المتزايدة للتحول الرقمي والذي جاءت جائحة كورونا لتسرع من وتيرته. فلم يعد العالم الرقمي خيارًا بل أصبح ضرورة وحاجة إلزامية. إذ فرض انتشار فيروس كورونا على معظم دول العالم الانسحاب فجأة من العالم المادي والإقامة الجبرية في العالم الافتراضي باعتباره البديل الوحيد لمواجهة الحجر المنزلي وتحقيق التباعد الاجتماعي، وعليه حضرت التكنولوجيا بكل وسائطها وباتت سلاحا دفاعيا عن البشرية”.
وتابعت: “منذ تسلمي مهام وزارة الإعلام، كان الإعلام الرقمي في سلم أولوياتي، إذ أن وزارة الإعلام عازمة على تطوير وإعادة الهيكلة عبر الانتقال بمنظومة الإعلام الرسمي التقليدي نحو النموذج العصري (أو ما يعرف بالاعلام المدمج integrated media) وتفعيل قانون حديث للاعلام والتواصل وحق الوصول للمعلومات والتوسع في مجالات الابتكار والتحول الرقمي digital innovation and transformation ونحو إدارة الكترونية e-government ومجتمع تربية إعلامية ورقمية media and digital literacy بهدف الوصول إلى إعلام يمثل المواطن اللبناني وتفعيل التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطن في الوطن والمهجر، وحماية المواطن عبر اعتماد النظم الخاصة بحماية المعلومات الشخصية لمستخدمي المنصات الرقمية”.
ولفتت إلى أنه “على صعيد كورونا، أدركنا في الوزارة منذ اللحظة الأولى خطورة هذا الفيروس وأهمية المنصات الإعلامية للتوجيه والتوعية، بحيث:
– أطلقنا خلية أزمة واستراتيجية إعلامية بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات الأخرى المعنية.
– أطلقنا حملات توعوية متعددة الأوجه بالتعاون مع الجيش اللبناني بهدف نشر التوعية حول مخاطر فيروس كورونا.
– أطلقنا حملة توعية عبر فيديوهات لذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع جمعيات ومختصين.
– أنشأنا صفحة الكترونية رسمية متخصصة لمتابعة أخبار كورونا على موقع وزارة الإعلام بعنوان: Corona.ministryinfo.gov.lb وذلك لتوحيد وتجميع الاخبار والمعلومات الرسمية الخاصة بالفيروس.
– أطلقنا شراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمكافحة الأخبار الزائفة، تتضمن حملات توعية عبر تقنية الفيديو ونشر لائحة بالشائعات وتصحيحها rumor log وتدريب محررين ومندوبين من “الوكالة الوطنية للاعلام” على كيفية التحقق من الاخبار الزائفة بالتعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية (AFP).
– عقدنا منتدى حول مكافحة الأخبار الكاذبة تخلله إطلاق صفحة الإكترونية على موقع وكالة الغعلام للتحقق من صحة الأخبار fact checking بعنوان factchecklebanon.nna-leb.gov.lb
وقالت: “انطلاقا مما تقدم، نتطلع إلى التعاون معا في المجال الإعلامي لتعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة في ظل جائحة كورونا، بحيث من الضروري تحويل هذا التحدي إلى فرصة، لاسيما عبر الآتي:
ـ مواكبة التطور النوعي في القطاع الإعلامي خصوصا تقنية الجيل الخامس (5g) وما ستحدثه في مجال الإنترنت من حيث السرعة الهائلة والقدرات التي ستوفرها هذه التقنية.
ـ إقامة Webinars أو مؤتمرات واجتماعات عبر الإنترنت باستخدام مختلف التقنيات والتطبيقات لما لها من تأثير وأهمية.
ـ تشجيع تبادل المواد والبرامج والأفلام الوثائقية الإعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة والإلكترونية بانتظام. وقد تم في العام 2016 توقيع اتفاق تعاون بين التلفزيون العربي في الصين وتلفزيون لبنان، قدمت بموجبه الصين بعض التجهيزات، ومسلسلات، وأفلام منوعة، وأشرطة وثائقية.
ـ تبادل التقنيات والبرامج والخبرات وتعزيز الخدمات الرقمية في القطاع العام تحديدًا.
ـ إطلاق حملات إعلامية مشتركة لاسيما وأن هذه الجائحة هي عابرة للحدود وتطال العالم أجمع دون تمييز.
ـ تشجيع التواصل والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية اللبنانية والصينية ودعم الأنشطة الإعلامية المشتركة، وتعزيز التعاون في المجالات التقنية واللغوية والمهنية. وقد سبق للجامعة اللبنانية أن أسست في العام 2015 قسمًا لتعليم اللغة الصينية، واتخذت في العام 2018 قرارا بإنشاء ماستر الدراسات الصينية.
ـ تقديم التسهيلات الممكنة للاعلاميين المعتمدين لدى الجانبين”.