كتبت راكيل عتيّق في “نداء الوطن”:
لا يزال موضوع الاجتماع النيابي المسيحي في بكركي للبحث في الاستحقاق الرئاسي مطروحاً، انطلاقاً من بيان القمة الروحية التي عُقدت الأسبوع المنصرم في المقرّ البطريركي، والتي ائتمنت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على عقد هذا اللقاء. وإذ كان يأمل البطريرك في عقد هذا اللقاء خلال الأسبوع الجاري، إلّا أنّ المشاورات حياله مع الأطراف السياسية المعنية لا تزال مستمرّة، ولم يُحدّد موعد اللقاء بعد.
تُعتبر مشاركة حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» أساسية في هذا اللقاء، فمن دون مشاركة أكبر كتلتين نيابيتين مسيحيتين لا يُعوّل على أي لقاء مسيحي لترجمته في مجلس النواب. وفي حين تكمن مصلحة «التيار» في عقد أي لقاء أو حوار رئاسي ثنائي أو جماعي، تسلك «القوات» مساراً معاكساً منطلقاً من التزام الآليات الدستورية والانتخابية في الاستحقاق الرئاسي، وإيصال المرشح الأنسب للبلد في هذه المرحلة، وليس التعطيل والدخول في بازار سياسي تهديدي مع الحلفاء والخصوم «لعلّ وعسى أن تأتي الرئاسة إلينا أو ننال نصيبنا من الحصص فيها».
لذلك، لا تشارك «القوات» في أي حوار مسيحي أو وطني وفق معادلة «الحوار للحوار». وعلى مستوى لقاء بكركي الذي لن يُثمر النتائج المطلوبة من دون مشاركة «القوات»، حدّد رئيس الحزب الموقف من هذا الطرح، بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية»، أمس الأول، موضحاً أنّ «القوات» ليست «ضد أي اجتماع في بكركي أو سواها، شرط أن يؤدّي الى نتيجة تخرج من هذه الأزمة، فالشعب تعب ولم يعد مهتماً بالاجتماعات الفولكلورية التي لا جدوى منها.
لذلك، يجب أن يتمتّع الاجتماع بمقوّمات النجاح للخروج بالنتائج المنتظرة أو من الأفضل عدم انعقاده». موقف «القوات» هذا أبلغه وفد من تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة النائبة ستريدا جعجع الى الراعي، خلال زيارة الصرح البطريركي أمس.
وتشير مصادر «القوات» الى أنّ الحديث مع البطريرك كان واضحاً، فـ»نحن أولاد بكركي وحريصون على دور وصورة بكركي والمسيحيين واللبنانيين. لكنّنا لا نريد أن يكون أي لقاء على شكل طاولات الحوار الفولكلورية، بل أن يكون اجتماعاً يوصل الى نتائج عملية». انطلاقاً من ذلك، ستشارك «القوات» في لقاء بكركي إذا كان سيُعقد وفق آلية عملية. والمقصود بالآلية العملية، بحسب مصادر «القوات»، أن يُسفر هذا الاجتماع عن الوصول الى تبنّي مرشح رئاسي، بحيث تسلّم أقلية المشاركين في الاجتماع برأي الأكثرية لجهة اختيار هذا المرشح. فبذلك يخرج الاجتماع بنتيجة عملية. وهذا يتطلّب، بحسب «القوات»، أن تتعهّد جميع القوى التي ستشارك في الاجتماع التزام هذه الآلية، بحيث في حال تبنّت الأكثرية مرشحاً معيّناً تسير به الأقلية. في المقابل، لن تشارك «القوات» في اجتماع لن يُسفر إلّا عن قراءة بيان، وينتهي كما بدأ، لأنّ لقاءً كهذا يُعطي أعذاراً للمعطّلين لكي يلقوا مسؤولية التعطيل على بكركي والمسيحيين، فيما أنّ الجميع يعلم أنّ التعطيل مصدره «محور الممانعة».
بالتوازي، ومع انتقال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» إلى ضفّة الوسط مجدداً من خلال «الخطة ب» أو المبادرة الرئاسية، كان لافتاً إعلان النائبة ستريدا جعجع، أمس من بكركي، «أنّنا تمنينا لو نسّق معنا لكانت نجحت، خصوصاً أننا علمنا أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يوافق على التخلّي عن اسم سليمان فرنجية». وأكدت أنّ «مرشحنا لتاريخ اليوم، هو ميشال معوّض».
وترى «القوات» أنّ انتخاب فرنجية لا يزال فرضية، فـ»الثنائي الشيعي» لم يتمكّن حتى الآن من نيل دعم باسيل وجنبلاط وتكتل «الاعتدال الوطني». لكن في كلّ الحالات، الرسالة واضحة لـ»حزب الله»: «لن نقبل برئيس ممانع، وفي حال أدّت الظروف الى وصول هذا الرئيس، فالمواجهة لن تكون كلاسيكية بل أبعد من المقاطعة، وثابتون على طرح إعادة النظر في كلّ التركيبة».