كتب موقع “ناشطون”:
لم يكن ينقصها مدينة طرابلس فوق جميع المآسي الجديدة و المتراكمة سوى أن تُذل و أن تُصاب بكرامتها، لم يكن ينقصها فيحاء المقاومة و “أبو عربي” التي واجهت جيش الأسد و انتصرت عليه سوى أن تقبل المهانة من موظّف، و لم يكن ينقصها عاصمة الإنتفاضة عام ٢٠٠٥ و عروسة الثورة عام ٢٠١٩ أيضاً سوى أن تُحكم بقبضة بوليسية بعد أن كانت إحدى المدن التي خلعت السوري المُحتل و بعد أن أسقطت حكومات جائرة و فاسدة. القضيّة اليوم قضيّة جادة و خطيرة و كرامة طرابلس وُضعت على المحك، فإمّا أن تنتصر المدينة لكرامتها أو لتستسلم لقوى الأمر الواقع و لنطأطئ رؤوسنا و نعتاد، و لكن طرابلس العزّة و الكرامة لم و لن تفعلها يوماً و ستبقى شامخة عالية مرفوعة الرأس بإذن من جعلها أرض النخوة و الرجولة و العنفوان.
ما فعله المُحافظ “العوني” مخلّاً بالآداب السياسيّة و الشخصيّة و الأخلاقيّة، فقد قطع نُهرا جميع الخطوط الحمراء و ليس بجديدٍ عليه فقد قطعها مراراً و تكراراً دون حسيبٍ أو رقيب، فاحتجاز رئيس بلديّة طرابلس يجب أن لا يكون عابراً و هنا لا نقصد الصفة الشخصيّة للرئيس بل نقصد صفته العامّة التي تُمثّل جميع أهالي مدينة طرابلس و التعدّي عليه و إن كان على خطأ هو تعدٍّ سافر على المدينة بأجمعها.
و منذ تعيينه مُحافظاً للشمال استخدم نُهرا سطوته الوظيفيّة و الأمنيّة لمآربه الشخصيّة كما لخلفيّته السياسيّة فهو اليد الذي يضرب بها جبران باسيل طرابلس التي عرّته و فضحته و انتفضت عليه و ليس آخرها سجن ٣٥ شاباً من المدينة و إلصاق تهمة الإرهاب بهم. و البداية كانت مع اللواء أشرف ريفي الذي كان أوّل من طالب بإقالة رمزي نُهرا من منصبه و ذلك إحتجاجاً على تصرّفاته الفئويّة و الحزبيّة وأيضاً الطائفيّة البعيدة كل البعد عن منصبٍ كمنصب المُحافظ، كما اتّهم ريفي آنذاك نهرا بالتواطؤ مع وزير الداخليّة السابق نُهاد المشنوق (تحالف الحريري-باسيل) باللعب في نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة في دائرة طرابلس المنية الضنيّة و كما هو معلوم فقد زار حينها المشنوق سرايا طرابلس سرّاً و التقى المُحافظ و بعض المقرّبين ثمّ غادر دون الإعلان عن الزيارة أو حتّى عن اهدافها و أسبابها.
ريفي كانت رؤيته صائبة منذ البداية و اليوم كرّت المسبحة فبدأ نواب طرابلس بمطالبة عزل و كف يد رمزي نهرا، و على مبدأ أن تأتي متأخّراً خيراً من أن لا تأتي أبداً يُطالب أهالي طرابلس نوّابها بالذهاب حتّى النهاية في موضوع إقالة نهرا الذي أصبح غير مرغوب فيه في المدينة و عدم الإكتفاء ببيانات كسابق بياناتهم التي لا تثمر و لا تغني من جوع. قد بلغ السيل الزبى و كرامة طرابلس خطٌّ رُسم بالدم فليتحمّل كلّ شخص مسؤوليته و كلّ مسؤول سيُسأل، ألا تستحق طرابلس منكم أن تضربوا على الطاولة و أن تقولوا كفى !!